فيينا: توجه اليوم 1.100 مليون ناخب نمساوي إلى صناديق الإقتراع لاختيار برلمان وحكومة محلية جديدة في ولاية فيينا فيما تتزايد الحملة ضد الأجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص. وسعت الاحزاب اليمينية المتطرفة الى اشاعة الخوف بين المواطنين النمساويين من الاجانب والمسلمين عبر تحميلهم مسؤولية نشر الثقافات والديانات المغايرة للثقافة الاوروبية المسيحية وكثرة الجرائم وتهديد فرص العمل المحلية والاستفادة من الضمانات الصحية والاجتماعية.

وذكرت دراسة جديدة صادرة عن (المركز النمساوي للدراسات السكانية والعلمية) ان نسبة المسلمين مقارنة مع النمساويين تتراوح بين 14 الى 26 في المئة في منتصف القرن الحالي محذرة من quot;خطورة انفجار معدل النمو السكاني للمسلمينquot; الذي وصل الى خمسة في المئة من اجمالي عدد سكان النمسا. واوضحت ان اجمالي الكثافة السكانية في النمسا بلغ ثمانية ملايين نسمة مشيرة الى وصول عدد المسلمين فيها الى نحو نصف مليون مسلم.

واثارت الشعارات الاستفزازية ولعبة الفيديو التي طورها حزب الاحرار النمساوي اليميني ووضعها على موقعه الالكتروني في اطار الحملة الانتخابية ضجة وانتقادا في مختلف الدوائر السياسية والدينية والقضائية في النمسا. وهيمن الحزب الاشتراكي على السلطة في فيينا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الان عبر الاحتفاظ بأغلبية المقاعد في البرلمان المحلي فيما تتنافس ثلاثة احزاب ممثلة في البرلمان ضد الاشتراكيين اضافة الى حزبين صغيرين.

ومثلت السياسة المتبعة لاستقبال وادماج الاجانب في النمسا بشكل عام وفي فيينا بشكل خاص المحور الاساسي والمركزي في الحملة الدعائية للاحزاب السياسية اذ اظهر قادة الاحزاب الخمسة المتنافسة في العديد من المقابلات والندوات التلفزيونية توافقا واسعا حول أهمية استيعاب الاجانب للغة الالمانية. واعتبر قادة الاحزاب ان التمكن من هذه اللغة هو المفتاح الاساسي لامكانية دمجهم في المجتمع الا انهم اختلفوا حول خطوات تحقيق عملية الاندماج.

وطالب زعيم حزب الاحرار اليميني المتطرف المعروف بعدائه للاجانب والمسلمين رغم تصريحه الاخير بأنه ضد سياسة الهجرة التي يتبعها الحزب الاشتراكي بعدم زيادة نسبة اطفال المهاجرين في المدارس الابتدائية عن 25 في المئة. وايده في ذلك مرشح حزب التحالف من اجل مستقبل النمسا فالتر سونلايتنز فيما اعتبر عمدة فيينا الاشتراكي ميخائيل هويبل ان نسبة 49 في المئة تعد معقولة ومقبولة.

واتهم شتراخه هويبل بتعيين النائب العربي الاشتراكي في البرلمان المحلي ومرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الحالية عمر الراوي مستشارا له على الرغم من قيادة الراوي مظاهرة اثناء عملية اسطول الحرية لفك الحصار عن غزة ضد اسرائيل ورفع شعارات معادية لها. ورفض هويبل بشدة هذه المزاعم وبرر الراوي من أية مسؤولية في تنظيم المظاهرة مؤكدا عدم قبوله المزايدة عليه ولا على حزبه في هذا الموضوع بالذات.

واعرب عن الامل في فوز حزبه بأغلبية مطلقة مرة اخرى لافتا الى امكانية تشكيل مجلس بلدي بتحالفه مع احد او بعض الاحزاب السياسية في حال تحقيق توقعات معاهد استطلاع الرأي بفقدان الحزب الاشتراكي الاغلبية المطلقة في الانتخابات المقبلة.

وحول طبيعة الائتلاف الحكومي المرتقب استبعد عمدة فيينا بشكل قاطع امكانية التحالف بأي شكل مع حزب الاحرار اليميني المتطرف بقيادة رئيسه الحالي هانيز كريستيان شتراخه مشيرا الى عدم وجود اي سبب للتحالف مع هذا الحزب.

وسعت الاحزاب السياسية الاربعة حزب الشعب المحافظ وحزب الاحرار اليميني وحزب الخضر وحزب التحالف من اجل مستقبل النمسا بشكل منفرد الى فقدان الحزب الاشتراكي الاغلبية المطلقة التي مكنت مرشحه عمدة فيينا ميخائيل هويبل من البقاء على راس بلدية ومحافظة فيينا 15 سنة متتالية.

ومن المقرر اعلان النتائج الاولية لانتخابات فيينا في الساعة الخامسة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي. ومن المتوقع اعلان النتائج النهائية بعد احصاء عدد المقترعين عبر البطاقات الانتخابية البريدية والذين وصلت نسبتهم الى نحو 13 في المئة من اجمالي عدد الناخبين.