كشفت تقارير صحافية بريطانية النقاب عن أن رابطة الدفاع الإنكليزية، وهي جماعة تنتمي إلى اليمين المتطرف في المملكة المتحدة، وتهدف إلى مكافحة quot;أسلمةquot; المدن البريطانية، قد قامت بتأسيس علاقات وطيدة مع حركة حزب الشاي الأميركية.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: خلص تحقيق استقصائي إلى أن رابطة الدفاع الإنكليزية أجرت اتصالات مع جماعات مناهضة للجهاد داخل منظمة حزب الشاي، وأنها قامت بتوجيه الدعوة إلى الناشط في حزب الشاي الأميركي الحاخام البارز، ناخوم شيفرن، كي يحضر إلى لندن، من أجل التحدث عن الشريعة الإسلامية، والتطرق في الوقت عينه أيضاً إلى مناقشة سبل تمويل الجماعات المعنية بمواجهة الأسلمة.

وأشارت صحيفة quot;الأوبزرفرquot; البريطانية في تقريرها إلى أن الرابطة فتحت خطوط اتصال كذلك مع باميلا غيلر، التي لعبت دوراً بارزاً في التظاهرات التي جرى تنظيمها ضد الخطط الساعية لبناء مركز إسلامي ثقافي بالقرب من منطقة غراوند زيرو، حيث وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. وأفادت في هذا السياق بأن غيلر، الناشطة بالجناح المناهض للإسلام في حركة حزب الشاي، تدعم فكرة تأسيس ائتلاف مع رابطة الدفاع الإنكليزية.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن غيلر، التي تترأس منظمة quot;أوقفوا أسلمة أميركاquot;، التقت أخيراً بقادة من رابطة الدفاع الإنكليزية في نيويورك، ودافعت عن ما تقوم به المجموعة من تصرفات، رغم المسيرة العنيفة التي قامت بها خلال الآونة الأخيرة في برادفورد. وسبق لـ quot;غيلرquot;، التي تنفي عدائها للإسلام أو المسلمين، أن قالت في إحدى مدوناتها على الإنترنت إنها تشترك مع رابطة الدفاع الإنكليزية في أهدافها، وأنهم بحاجة إلى تشجيع الجماعات الحصيفة والعقلانية التي تعارض أسلمة الغرب.

ونقلت الصحيفة في الإطار عينه عن ديفين بورغارت، نائب رئيس معهد البحوث والتعليم في مجال حقوق الإنسان، ومقره في كانساس، قوله quot;تقوم غيلر بدور حلقة الوصل بين رابطة الدفاع الإنكليزية وحركة حزب الشاي. وتلعب دوراً مهماً في سبيل إدخال ظاهرة quot;الإسلاموفوبياquot; ضمن أجندة حزب الشاي الأميركي. وقد تعززت مكانتها بصورة كبيرة داخل حزب الشاي، بعد الجدل الذي أثير حول مشروع مسجد غراوند زيرو، حيث اكتسبت قدرًا كبيرًا من المصداقية بين هؤلاءquot;.

تأتي تلك الكشوفات بعدما تجمع يوم أمس حوالي ألف من أنصار رابطة الدفاع الإنكليزية للتظاهر في ليستر، التي يقطن فيها عدد كبير من المسلمين. وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي الأسبوع الماضي حظر المظاهرات في ليستر، أكد ناشطون في quot;الدفاع الإنكليزيةquot; على أنهم ماضون في خططهم المتعلقة بالتظاهر في شوارع المدينة، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع أعمال عنف.

ومن المتوقع، طبقاً للصحيفة، أن يكون لحركة حزب الشاي دور مؤثر في انتخابات التجديد النصفي المقبلة في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي يتردد فيه أن حزب الشاي يستفد من ملايين الدولارات التي يتحصل عليها في صورة تبرعات لتمويل الحركة من المؤسسات المحافظة، نسبت الصحيفة إلى خبراء تحذيرهم من أن تشكيل ائتلاف بين رابطة الدفاع الإنكليزية وعناصر متطرفة في داخل الحركة الأميركية قد يسمح للجماعة الإنكليزية بمزاولة نشاطها على نطاق أوسع لتجنيد عناصر مؤيدة لها.

من جانبه، قال الحاخام شيفرن، وهو مرشح لمجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، إن المجتمع اليهودي في بريطانيا مطالب بأن يدعم رابطة الدفاع الإنكليزية وأن يقف خلفها. مؤكدًا أن quot;الخوف يهيمن على المجتمع اليهودي، وهو ما يريده بالضبط المحرضون المسلمون المتطرفون. ويقف شعب إنكلترا في طليعة تلك الحرب ndash; وهي بالفعل حرب. وأدعوكم الآن إلى مساندة رابطة الدفاع الإنكليزيةquot;.