لبنانيون في قرية قانا يرفعون الأعلام الإيرانية بينما رفعت صورة لنجاد متوسطا الخميني وخامنئي وبري ونصر الله وعماد مغنية وموسى الصدر
غير الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد برنامجه خلال زيارته لبنان ولم يصل إلى بوابة فاطمة الحدودية.

تجنب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته إلى لبنان الذهاب إلى خط الحدود مع إسرائيل والذي يبعد كيلومترات قليلة عن بلدة بنت جبيل وفقا لما كان مقررا سابقا، ولم يزر نجاد بلدة مارون الراس الحدودية ولا بوابة فاطمة في بلدة كفركلا كما تردد سابقا لافتتاح laquo;الحديقة الإيرانيةraquo; عند خط الحدود، كما أنه لم يلق حجره باتجاه إسرائيل، وفق المخطط الذي رسم سابقا.

وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية وصحيفة السفير أكدت ان الهيئة الإيرانية للمساعدة في إعمار لبنان وضعت امس الاول اللمسات الأخيرة على حديقة بوابة فاطمة التجميلية، ورفعت لوحة تذكارية تؤرّخ لزيارة نجاد ولتدشين طريق مرجعيون ـ الناقورة (80 كم)، إضافة إلى وضع مسلّة في وسط ساحة بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية قرب المطلة وعلّقت صورة لنجاد رافعاً قبضته كُتب تحتها quot;قادرونquot;، فضلاً عن أعلام لبنانية وإيرانية وأقواس زينة ولافتات ترحيب، إلا أن نجاد لم يصل إلى ذلك المكان رغم كل التحضيرات التي تمت.

وقد وضعت إسرائيل جيشها في حال استنفار في مواقعه المشرفة على البلدات والحدود اللبنانية في الجنوب وعمل الجيش الإسرائيلي على تحصين موقعه في ظهر الجمل في الجانب الاسرائيلي مقابل بلدة راميا الحدودية حيث شوهدت جرافة تقوم بتحصين الموقع وسط حراسة مشددة للجيش الاسرائيلي الذي عزز تمركزه في مواقعه في تل رياق المشرف على بوابة فاطمة الحدودية وفي العباسية والغجر ومزارع شبعا.


وقالت صحيفة الشرق الأوسط أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يرافقه موكب حاشد وطائرات مروحية تابعة للجيش اللبناني، عبر في مدينة صور أمس، حيث نزل الأهالي إلى الشارع الرئيسي في صور واستقبلوه بالترحيب. ثم سلك الطريق الرئيسية من بلدة قانا إلى بنت جبيل حيث تجمع الناس في موقع مجزرة قانا، منتظرين زيارته لقانا بعد عودته من بنت جبيل. حيث وضع إكليلا من الزهور على ضريح قتلى مجازر قانا قبل أن يعود إلى بيروت.

وارتفعت على طول خط الحدود، في المناطق ذات الغالبية الشيعية صور نجاد ورايات حزب الله ولافتات الترحيب بـlaquo;ضيف لبنان الكبيرraquo; وlaquo;سند المقاومة وحاميهاraquo;، لكن الصورة اختلفت بعض الشيء في مجموعة من القرى السنية المنتشرة على خط الحدود كبلدات شبعا والهبارية وكفرشوبا في القطاع الشرقي، والقرى السنية والمسيحية في منطقة الساحل الحدودي قرب الناقورة وفي عمق الجنوب حيث كان التحفظ سمة الموقف، بالإضافة إلى ترقب لمخاطر اندلاع العنف مجددا في الجنوب نتيجة زيارة الرئيس الإيراني.

إلى ذلك، ادرجت صحف صادرة في بيروت الجمعة زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان في اطار تثبيت الدور الايراني quot;كقوة اقليمية عظمىquot; في مواجهة السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. وكتبت صحيفة quot;الاخبارquot; القريبة من حزب الله المتحالف مع ايران، ان الزيارة تندرج في quot;سياق اقليمي حيث القوة الاقليمية العظمى تثبت حضورها يوما بعد آخرquot;.

وشكلت زيارة الرئيس الايراني التي استغرقت يومين وانتهت ليل الاربعاء، دفعا قويا لحزب الله ولخيار quot;المقاومةquot; في المنطقة ضد اسرائيل. وقد اكد احمدي نجاد في احد خطاباته ان quot;جبهة مقاومة تشكلت في فلسطين ولبنان وتركيا والعراق وايرانquot; في مواجهة quot;المهيمنين والمستعمرينquot;.

ورأت صحيفة quot;الانوارquot; في افتتاحيتها ان الاميركيين يمكن ان يقرأوا في quot;الرسالة (التي يوجهها احمدي نجاد) ما يقوله وما لا يقوله: تحاصرون ايران، نحاصركم من لبنان وسواه. تريدون حلولا للمشاكل في المنطقة ومشاكلها معكم ومشاكلكم فيها تعالوا الى الباب الايرانيquot;.

واعتبرت الافتتاحية ان quot;الموقع الجغرافيquot; لخطاب احمدي نجاد في بنت جبيل في جنوب لبنان الحدودية مع اسرائيل اعطاه quot;شحنة تاريخيةquot; وجعل quot;دوي الرسالة اقوى وابلغquot;. وتساءلت افتتاحية صحيفة quot;الحياةquot; العربية في نسختها الصادرة من بيروت ان كانت quot;ايران تستطيع ملء الفراغ الذي خلفه في الشرق الاوسط انتحار الاتحاد السوفياتي ومعه الآن اضطراب الحضور الاميركي وملامح انحساره في بعض المواقع؟quot;.

واضافت تعليقا على زيارة احمدي نجاد، quot;هل تريد ايران طرد اميركا من الاقليم الذي ينام على ثروات (...)؟ ام ان ايران تسعى الى فرض نفسها في موقع الشريك الاول لاميركا في ادارة الاقليم وصوغ ترتيبات الامن والاستقرار فيه؟quot;.

وانتقدت الولايات المتحدة واسرائيل بقوة زيارة الرئيس الايراني، معتبرة انها ساهمت في quot;زعزعة الاستقرارquot;. ولم تستفض الصحف اللبنانية في التعليق على زيارة الرئيس الايراني الذي غادر بيروت في وقت متأخر ليلا، واكتفت اجمالا بسرد وقائع الزيارة من دون تعليق.