اليوم الاول من زيارة أحمدي نجاد لبيروت بالصوّر |
أخر تحديث: الخميس الساعة 22:13 ت.غ
غادر أحمدي نجاد مساء يوم الخميس لبنان في ختام زيارة استثنائية إستغرقت يومين. وكانت المحطة الاخيرة لاحمدي نجاد في الجنوب حيث اكد ان إسرائيل إلى زوال.
الرئيس الايرانيمع نظيره اللبنانيقبيل مغادرته لبنان |
بنت جبيل: التقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مساء الخميس الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل ان يغادر لبنان. وافاد بيان صادر عن حزب الله ان اللقاء الذي لم يعلن عنه مسبقا جرى quot;في مقر السفارة الايرانية في بئر حسنquot; في بيروت، وتم خلاله quot;استعراض الاوضاع العامة ونتائج الزيارة التاريخية للرئيس نجاد على مختلف الصعدquot;.
واضاف البيان ان نصر الله قدم للرئيس الايراني quot;بندقية احد الجنود الصهاينة كانت المقاومة قد غنمتها في حرب تموز/يوليو، هدية عربون وفاء وشكرquot;.
وبث تلفزيون المنار التابع لحزب الله شريطا مصورا قصيرا من دون صوت يظهر فيه نصر الله واحمدي نجاد وهما يتعانقان بحرارة، ثم يجلسان وهما يتحادثان مبتسمين. وينتهي الشريط على صورة نصر الله وهو يقدم البندقية وقد وضعت في علبة خشبية الى الرئيس الايراني.
وقد غادر الرئيس الايراني والوفد المرافق بيروت قرابة الحادية عشرة من مساء الخميس (20,00 ت غ) بعد لقاء وداعي مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت.
وكانت المحطة الاخيرة لاحمدي نجاد الخميس في الجنوب حيث اقيم له استقبال شعبي حاشد بدعوة من حزب الله في بنت جبيل على بعد كيلومترات قليلة من اسرائيل، عدوته اللدودة.
واكد احمدي نجاد في الاحتفال الشعبي ان quot;إسرائيل الى زوالquot;، مشيدا بصمود لبنان في مواجهة اسرائيل الذي quot;ادخل الياس الى قلوب الصهاينةquot;.
وقال الرئيس الايراني امام مستقبليه الذين فاق عددهم الخمسة عشر الفا، ان بنت جبيل الواقعة على بعد نحو اربعة كيلومترات من الحدود الاسرائيلية والتي جرت فيها اشرس المعارك مع الاسرائيليين في حرب صيف 2006، quot;معقل الحرية ومعقل للشرفاءquot;.
واضاف ان quot;بنت جبيل قلعة المقاومة وعرين الانتصاراتquot;، مضيفا quot;لقد استطاع ابناء بنت جبيل البررة ان يذيقواإسرائيل طعم الهزيمة النكراء والمرةquot;. وتابع متوجها الى الجنوبيين quot;كما استطعتم ان تدخلوا الياس والقنوط الى قلوب quot;الصهاينةquot; وقلوب كل المستعمرين والمستكبرين (...). ليعلم العالم برمته ان الصهاينة الى زوالquot;.
ووصل الرئيس الايراني بعد ظهر الخميس الى الملعب البلدي في بنت جبيل الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود الاسرائيلية حيث كان ينتظره الاف الاشخاص بدعوة من حليفه حزب الله.
واشتعلت الحشود بالهتافات عندما اطل احمدي نجاد على المنصة، واطلقت في الهواء مجموعة من البالونات بالوان العلم الايراني: الاحمر والاخضر والابيض. وبدأ الرئيس الايراني القاء كلمته بالصلاة ثم بالقاء التحية quot;على الشعب المجاهد الطيب الذي يتحلى بالايمان والذي يقف الى جانب الحق ضد الباطلquot;.
وقالت نبيلة (36 عاما) التي كانت وصلت باكرا الى ملعب بنت جبيل للمشاركة في الاحتفال ان quot;نجاد سيرعب الاسرائيليين، ونتمنى ان نرى السيد (حسن نصر الله) هنا الى جانبه، ونأمل برؤيتهما معا في الجهة الاخرى (اسرائيل) قريباquot;.
وتأخر موعد وصول الرئيس الايراني قرابة الساعتين عن الوقت الذي كان محددا بالساعة الثالثة والنصف (12:30 ت غ)، فيما غص الملعب البلدي منذ الثالثة بالناس من كل الاعمار وقد حملوا صور الرئيس الايراني والاعلام الايرانية واللبنانية وقدموا من مناطق مختلفة. وبلغ الحشد حدا دفع اشخاصا حشروا بين السياج الفاصل بين مكان جلوس الشخصيات في الملعب والجمهور، الى الصراخ وطلب المساعدة كما سجلت حالات اغماء.
وبثت مكبرات صوت في الملعب اناشيد حماسية واغان مرحبة بالرئيس الضيف، يقطعها بين الحين والآخر صوت مقدم الحفل قائلا quot;يا امتدادا للخميني وعرينا للاسودquot;، وquot;لك يا ابن خميني الثورة من شعب مقاومة حرة الف تحية سرا وجهراquot;.
كما زينت الطرق الجنوبية بالاعلام واللافتات المرحبة. وواكب الاحتفال تدابير امنية مشددة شارك بها الحرس الجمهوري اللبناني وعناصر الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله. وكان استقبال مماثل اقيم لاحمدي نجاد مساء الاربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الاخر لحزب الله، وعلى طريق مطار بيروت لدى وصوله صباح الاربعاء.
وكان الرئيس الايراني اجرىظهر يوم الخميسفي بيروت محادثات مع رئيس الحكومة سعد الحريري انضم اليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وشارك الجميع في وقت لاحق في مادبة غداء دعا اليها الحريري في السراي وشارك فيها عدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية.
ويرى العديد من المحللين ان المنطقة الحدودية التي تشكل معقلا لحزب الله، اصبحت خط جبهة في حرب تجري بالواسطة بين إسرائيل وإيران. وبينما يدين القادة الإسرائيليون الزيارة معتبرين انها خطوة quot;استفزازيةquot;، يرى الناس العاديون انها فرصة لرؤية الرئيس الإيراني الذي يثير سخط إسرائيل لانه طرح تساؤلات عن المحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية واطلق تكهنات حول بقاء الدولة العبرية.
جندي إسرائيلي يمر أمام بالونات بألوان العلم الإسرائيلي وضعت من قبل نشطاء احتجوا على زيارة أحمدي نجاد لجنوب لبنان |
وقال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية ايغال بالمور انها quot;زيارة استفزازية وتسبب زعزعة للاستقرارquot;، مضيفا ان هذه الزيارة quot;تبين ان نواياه عدوانية وانه قادم ليلعلب بالنارquot;. ورأى بالمور ان زيارة أحمدي نجاد quot;تشبه زيارة إقطاعي لارضهquot;، بينما رأى مسؤولون آخرون ان هذه الخطوة تشكل التحول الاخير لشمال إسرائيل المجاور الى quot;دولة تابعة لإيرانquot;.
وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت في عنوانها الرئيسي quot;أحمدي نجاد على بعد كيلومتر واحدquot;، بينما قالت منافستها معاريف quot;أحمدي نجاد قريب كما لم يكن يوما من قبلquot;. واعرب النائب الإسرائيلي اليميني المتشدد ارييه الداد الاربعاء عن تأييده لتصفية الرئيس الإيراني اثناء زيارته المثيرة للجدل الى لبنان.
وقال النائب عن حزب الاتحاد الوطني المعارض (اربعة نواب من اصل 120) للموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت quot;كان التاريخ ليأخذ منعطفا آخر عام 1939 لو تمكن جندي يهودي من قتل هتلرquot;، مشيرا الى ان الرئيس الإيراني quot;يستغل جميع المنابر المتوافرة للتهديد بتدمير إسرائيلquot;.
واضاف النائب العضو في لجنة الشؤون الخارجية للدفاع quot;في حال وجد أحمدي نجاد ولو للحظة واحدة في منظار (بندقية) جندي في الجيش الإسرائيلي فينبغي قطعا منعه من العودة الى دياره حياquot;. وقال الداد وهو استاذ في الطب وخبير في جراحة التجميل quot;اؤيد الطب الوقائي الذي يتجنب الامراض الخطيرة. هذه التصفية ستخلص حياة الكثيرينquot;.
غير ان النائب الاول لرئيس الوزراء سيلفان شالوم رفض في حديث اذاعي الدعوات الى تصفية أحمدي نجاد، موضحا ان quot;إسرائيل لا تقتل زعماء دولquot;. واضاف ان quot;أحمدي نجاد ظاهرة عابرة ولكن إسرائيل ابديةquot;. واشار شالوم الى quot;ان إيران تعتبر زيارة رئيسها للبنان خطوة اخرى نحو تشديد قبضتها على الشرق الاوسطquot;. اما تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما الوسطي المعارض فقالت ان quot;حزب الله وإيران ينتميان الى نفس الجماعة المتطرفة التي تستغل النزاع في الشرق الاوسط سياسياquot;، كما نقلت عنها الاذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية.
ورأت ليفني quot;ان حفاوة استقبال أحمدي نجاد في لبنان يجب ان تثير القلق وهي دليل على العلاقة الاشكالية القائمة بين إيران وحزب الله وهو شريك في الحكومة اللبنانيةquot;. لكن محللين قالوا ان الزيارة لن تخيف إسرائيل. ورأى الداد باردو محلل الشؤون الإيرانية في الجامعة العبرية في القدس quot;انه استفزاز واضح وليس جيدا لإسرائيلquot;. واضاف quot;ليست هناك حالة هلع. انهم يرون ايضا المعارضة (للزيارة) داخل لبنانquot;.
من جانها دانت فرنسا بقوة التصريحات بشأن إسرائيل التي صدرت عن أحمدي نجاد من لبنان، واعتبرتها تصريحات quot;مشينةquot;، وفق وصف الخارجية الفرنسية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو quot;إن كل التصريحات (العدائية) بشان إسرائيل التي صدرت بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني بلبنان مشنية وندينهاquot;، مضيفاً quot;ما يحتاجه الشرق الأوسط اليوم هو مساهمة كل اللاعبين في المنطقة من أجل السلام والتنمية والاستقرارquot;، وفق تعبيره.
وفي واشنطن، قال البيت الابيض ان الزيارة التي ينوي احمدي نجاد القيام بها الى القرى الحدودية مع اسرائيل تظهر تمادي الرئيس الايراني في quot;سلوكه الاستفزازيquot;، مضيفا انها quot;تظهر ايضا ان حزب الله يبدو اكثر ولاء لايران منه للبنانquot;.
واكد الرئيس الايراني اثر محادثات رسمية عقدها الاربعاء مع المسؤولين اللبنانيين ان quot;مقاومة الشعب اللبناني والحكومة والجيش في مواجهة العدو الصهيوني اصبحت مصدر فخر لشعوب المنطقةquot;، مضيفا ان quot;لبنان غير معادلات الاعداء الاحادية لتصبح في صالح شعوب المنطقةquot;.
التعليقات