رافقت طائرة إستطلاع إسرائيلية من دون طيار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كل تحركاته فوق الأراضي اللبنانية، فيما حلقت مروحيات إسرائيلية خلال إلقاء نجاد كلمته في بلدة بنت جبيل جنوبي لبنان.الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في بنت جبيل
أبدى الجيش الإسرائيلي اهتماما كبيرا بزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان خلال اليومين الماضيين، وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت في عددها الصادر أمس إن طائرة من دون طيار تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي حلقت فوق الأراضي اللبنانية منذ بدء زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان، وواكبت كل تحركات أحمدي نجاد على الأرض.
ونفى الجيش الإسرائيلي، ان يكون وضع القوات في حالة طوارئ، وإنما في حالة جاهزية لأي تطورات قد تحصل على الأرض. وقالت مصادر في الجيش إن القوات الإسرائيلية كانت مستعدة لكل ما يستجد على أرض الواقع، لكنها في المطلق لم تكن في حالة تأهب قصوى.
وبحسب quot;يديعوتquot; فإن السكان الإسرائيليين على الحدود الشمالية لم يلاحظوا أي تغيرات بسبب تلك الزيارة.ونقلت الصحيفة عن السكان قولهم quot;نحن نرى من خلال النوافذ ما يجري في الأراضي اللبنانية ففي الأيام الاعتيادية نلاحظ النشاط الزراعي في الحقول إلى جانب جمع بعض المعلومات عن تحركات الجيش الإسرائيليquot;.
مضيفين quot;أما في الأيام الأكثر سوءا فان تلك الحدود تشكل الخط الأمامي لعناصر حزب الله بمساعدة إيران وما تقدمه من وسائل قتالية وأسلحة متطورةquot;.
من ناحيتها قالت الإذاعة الإسرائيلية، إن زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان هدفت بشكل أساسي إلى الإطلاع عن قرب على الاستعدادات لأي مواجهة مقبلة قد تنشأ في المستقبل بين حزب الله وإسرائيل.
وبحسب الإذاعة فان الزيارة كان لها أهمية خاصة لأن الرئيس الإيراني سعى من خلالها إلى إيصال رسالة إلى الإسرائيليين مفادها أن إيران هنا على الحدود و ليست بعيدا في quot;قلب الخليجquot;.
بينما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بان اقامة اسرائيل والانجازات التي حققناها خلال اكثر من 60 عاما تشكل أفضل رد على الشتائم التي اطلقها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من جهة الحدود اللبنانية. واضاف نتنياهو ان لبنان يتحول بسرعة الى دولة تدور في فلك نظام quot;الملالي الايرانيquot; واصفا هذا الوضع بانه يشكل مأساة للبنان.
وأكد نتنياهو أن اسرائيل تدرك جيدا كيف ستدافع عن نفسها وهي تدرس جميع الخيارات المتوفرة للتعامل مع التهديدات التي تحدق بها. ونوه بان اسرائيل ستواصل تحقيق النمو في مختلف المجالات.
من جهته ادعى متان فلنائي نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أن زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان هدفت بالأساس إلى تفقد ترسانة السلاح التي مولها لدى حزب الله، مشيرا إلى أن أحمدي نجاد نجح في بناء منظومة صاروخية من أكبر المنظومات في العالم داخل لبنان.
وأضاف فلنائي خلال حديثه لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن أحمدي نجاد أتى لتفقد الأموال التي استثمرها في لبنان وحيث أنفقت إيران مليارات الدولارات لإعمار لبنان في أعقاب حرب صيف 2006.
وقد القى احمدي نجاد كلمة في ملعب بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان امام الالاف من السكان اللبنانيين الذين رفعوا اعلام ايران ولبنان وحزب الله، وواصل احمدي نجاد هجماته على اسرائيل قائلا: quot;ليعلم العالم برمته ان الصهاينة الى زوال، ولا خيار امامهم الا الاستسلام للامر الواقع والعودة الى منازلهم واوطانهم الاصليةquot;. واشاد الرئيس الايراني بـquot;مقاومة اهل جنوب لبنان وصمودهم البطوليquot; حسب قوله، في اشارة الى حرب لبنان الثانية، معتبرا ان quot;المقاومة هي رمز انتصار الشعب اللبناني وكل شعوب المنطقةquot;. وشوهدت مروحيات اسرائيلية وهي تحلق فوق خط الحدود الاسرائيلية اللبنانية خلال قيام احمدي نجاد بإلقاء كلمته في بنت جبيل.
إيلاف رصدت ردود الفعل على زيارة أحمدي نجاد من خلال طرحتساؤلات حول المشهد اللبناني الداخلي بعد الزيارة. النائب باسم الشاب عن تيار المستقبل قال إن زيارة الرئيس الإيراني يتم تقييمها بعد أيام وعبر عن اعتقاده أن نجاد سيقوم بجهد لإصلاح الوضع الداخلي في لبنان.
لكنه ورداً على سؤال حول إن شكلت الزيارة عرضًا للقوة الايرانية في المنطقة أكد أن الزيارة كانت عرضًا قويًا لإيران، وقال quot;اعتقد ان كل الناس يعرفون ان لإيران تأثيرها على لبنان، من خلال الاستقبال ورد الفعل الذي اثاره في اسرائيل والولايات المتحدةquot;.
من جانبه قال النائب نبيل نقولا عن كتلة التغيير والاصلاح، إن الزيارة لم تكن لشريحة من اللبنانيين كما أشيع، كانت من دولة لاخرى، لان خطاب احمدي نجاد لم يكن لشريحة بل لكل اللبنانيين، وانطلق من هذه النقطة، وقال quot;لست هنا حتى اضع النوايا في الحسبانquot;.
وبخلاف ردود الفعل الرسمية أبرزت زيارة نجاد الإنقسام في صفوف اللبنانيينحول مجمل القضايا السياسية التي تواجه البلاد وعلى رأسها دور حزب الله وسلاحه، فصور الرئيس الإيراني انتشرت في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومناطق البقاع والجنوب وكل مكان تقطنه غالبية من الطائفة الشيعية التي تحتفظ بعلاقة تاريخية مع ايران، وخصوصا مراجعها الدينية في قم، والتحالف السياسي معها بعد بروز حزب الله، وتألق دوره في تحرير الجنوب والصمود في مواجهة الجيش الاسرائيلي خلال حرب تموز.
وظهرت المناطق الاخرى وخصوصا تلك التي تقطنها الغالبية السنية كمدينة طرابلس وكأنها غير معنية بالزيارة، وكانت اللافتات الرافضة للزيارة قد رفعت فيها قبل ايام من وصول نجاد، وسرعان ما أزيلت بتدخل من quot;تيار المستقبلquot;.
ولا يمكن الحديث عن هذه الزيارة دون الإشارة إلى الإتفاقيات الإقتصادية أيضًا وأبرزها ملف الطاقة. وأجمع مختلف الاقتصاديين الذين سألتهم quot;إيلافquot; على أهمية العلاقات اللبنانية الايرانية الاقتصاديةوضرورة تدعيمها وتحسينها بمختلف الطرق.
التعليقات