على وقع زيارة مقررة إلى طهران لبحث تشكيل الحكومة، تتحدث تقارير عن وساطة إيرانية سرية للتجديد للمالكي لتشكيل حكومة عراقية موالية لها.

وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً يزور بعدها القاهرة في اطار جولة اقليمية لبحث تشكيل الحكومة العراقية المقبل وكسب تاييد للتجديد لولايته.

وسيبحث المالكي مع المسؤولين الإيرانيين الأوضاع الإقليمية والتطورات في العراق والعلاقات الامنية والسياسية والاقتصادية بين البلدين. وسيجتمع المالكي مع المرشد الاعلى علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد وعدد اخر من المسؤولين في الحكومة الإيرانية حيث تعتبر طهران المؤيد القوي في المنطقة للتجديد للمالكي.

ويرافق المالكي في زيارته وزراء الخارجية والدفاع والتجارة وعدد آخر من كبار المسؤولين. وتأتي زيارة المالكي لطهران بعد زيارة لعمان أجرى خلالها محادثات مع الملك الأردني عبدالله الثاني. وكان المالكي بدأ الأربعاء الماضي جولة إقليمية قادته الى سوريا والأردن على ان تشمل أيضا كلا من مصر وتركيا بالإضافة الى عدد من دول الخليج.

واسفرت الانتخابات التشريعية في السابع من آذار/ مارس الماضي عن فوز رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي بحصوله على 91 مقعدا في حين نال ائتلاف المالكي 89 مقعدا والائتلاف الوطني 70 مقعدا حيث تخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول الى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان)، ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات.

وأمس اتهم علاوي إيران بالسعي الى quot;زعزعة الاستقرارquot; في الشرق الاوسط وبالتدخل في العملية السياسية العراقية. وقال ان إيران تحاول قلب الامور في المنطقة وزعزعة استقرارها عبر زعزعة استقرار العراق وزعزعة استقرار لبنان والقضية الفلسطينية. واشار الى أن إيران تحاول تغيير العملية السياسية وفق مصالحها موضحا انها البلد الوحيد في المنطقة الذي ينتهج هذا السلوك. لكن السفير الإيراني في بغداد حسن دانائفر نفى هذه الاتهامات وقال انها quot;غير صحيحة ولا اساس لها.

هذا واحتلت أزمة تشكيل الحكومة العراقية حيزاً واسعاً في صحيفة الغادرين البريطانية. وتشير الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أنّ إيران توسطت للوصول الى اتفاق مهم مع جيرانها في المنطقة لتنصيب حكومة موالية لطهران في بغداد.

وتقول الصحيفة اللندنية إن إيران نجحت في سعيها لتشكيل حكومة عراقية موالية لها عقب محادثات سرية مع سورية وحزب الله وقيادات شيعية بارزة.. ونقلا عن معلقين غربيين تقول الصحيفة إن نجاح هذا المسعى سيكون بمثابة quot;هزيمة استراتيجيةquot; أميركية في العراق. وتقول الغاردين إنها علمت من مصادرها إن إيران كانت بقوة وراء تشكيل ائتلاف بين نوري المالكي، الساعي نحو ولاية ثانية، مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين عراقيين بارزين ان طهران رأت في الانسحاب الأميركي الاخير من العراق فرصة لملء الفراغ الناجم عنه. وتنقل عن إحدى المسؤولين ان quot;الإيرانيين انتظروا حتى ذلك الوقت، فهم لا نية لديهم في منح الأميركيين فرصة الانسحاب على نحو مرض وطيبquot;.

وتضيف انه خلال ايام من ذلك الانسحاب طلب من مقتدى الصدر، اعادة النظر في موقفه من خصمه اللدود نوري المالكي. ويعتقد انهذا الطلب جاء من الزعيم الروحي للتيار الصدري آية الله كاظم الحائري، ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله ان الصدر quot;لم يكن يستطيع ان يقول لا (للحائري)، ثم دخل الإيرانيون على الخط.quot;

وتتحدث الصحيفة عن تحرك عراقي مواز للإيراني، حيث اوفد المالكي احد كبار مساعديه الى قم مع احد زعماء حزب الدعوة وهو عبد الحليم الزهيري. وتنقل الصحيفة عن مصدرها قوله ان محمد كوثراني، عضو المكتب السياسي لحزب الله اللبناني، والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني، التحقوا بالوفد العراقي.

وتتابع الصحيفة قائلة انه خلال الاسابيع اللاحقة اجتمع الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مع نظيره السوري بشار الاسد في مطار دمشق، وهو في طريقه لالقاء كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

هذ وتنقل الصحيفة عن اسامة النجيفي احد مساعدي علاوي قوله ان السياسة الأميركية في العراق هي التي ساعدت على السيطرة الإيرانية. وتنقل الغاردين في مقال آخر تعليقات لمصدر غربي حول هذه الصفقة السياسية المحتملة اعتبر فيها ان صعود النفوذ الإيراني في العراق بعد الاتفاق السري يعتبر quot;هزيمة استراتيجةquot; للولايات المتحدة. وتشير الصحيفة الى ان الصدريين سيحصلون بموجب هذا الاتفاق (التجديد للمالكي) على العديد من المناصب الحكومية الرفيعة.