القمة السعودية السورية تستعرض المخارج لقضية المحكمة الدوليّة!

رغم استمرار الجمود الحاصل على خط التواصل بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والقيادة السورية يبدو أن كلاً من دمشق والمعارضة في لبنان متمسك ببقاء الحريري في الحكم.


تتمسك سوريا والمعارضة في لبنان ببقاء رئيس الوزراء سعد الحريري في منصبه وهذا ما سمعه وزير بارز في حكومة الحريري خلال زيارته العاصمة السورية قبل أيام، فيما أعلنت المعارضة أكثر من مرة عدم وجود رغبة لديها بإجراء تغيير حكومي والقول إن لا بديل عن الحريري في المرحلة الراهنة كما صرح بذلك قبل ايام رئيس الحكومة السابق عمر كرامي في حديث الى مجلة quot;الافكارquot; متوقعاً ان يبقى الحريري رئيساً للحكومة حتى العام 2013 موعد اجراء الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما عبر عنه ايضاً الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في اكثر من خطاب وما مبادرته الى ايفاد معاونه السياسي الحاج حسين خليل للقاء الحريري بعد عودته من الرياض كما كشف عن ذلك وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الذي رافق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في زيارة نصرالله اول من امس الا ترجمة للتوجه المذكور .

وعلى وقع هذا quot;التفاهمquot; غير المباشر بين فريقي الاكثرية والمعارضة بالابقاء على الحريري في رئاسة الحكومة بدعم من السعودية وسوريا عبر عنه البيان الصادر عن القمة الثلاثية التي انعقدت في بيروت في شهر يوليو/ تموز الماضي وضمت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان، يستعد مجلس الوزراء لعقد جلسته الثانية غداً المخصصة للبحث في ما يسمى بموضوع quot;شهود الزورquot; استكمالاً للجلسة السابقة التي لم يتسن فيها لعدد من الوزراء الادلاء برأيهم حوله نظراً لاستفاضة زملاء لهم في مداخلاتهم المستندة الى استشارات ومراجع قانونية، حيث دافع كل منهم عن وجهة نظره التي تمحورت حول صوابية احالة القضية على المجلس العدلي من عدمها وفقاً لما أبلغته وزيرة الدولة المحامية منى عفيش لـ quot;إيلافquot;.

وذكرت الوزيرة عفيش ان ما عرضه الوزراء من الفريقين المؤيد والمعترض على المجلس العدلي أغنى النقاش وأبقاه في دائرة الحوار البناء بعيداً عن التشنج آملة في ان ينسحب الأمر على جلسة الغد، التي لا يتوقع معها طرح الموضوع على التصويت او البحث بشأنه في الجلسة المذكورة ما يعني إرجاءه الى جلسة مقبلة تعقد بعد عودة الرئيس سليمان من زيارته الى سويسرا المقررة يوم الجمعة المقبل للمشاركة في القمة الفرنكوفونية.

وخلافاً لما كان متوقعاً بان تحمل القمة السورية ndash; السعودية التي انعقدت في الرياض يوم الأحد الماضي وجمعت الملك عبد الله والرئيس الأسد اشارات واضحة بما يخص كيفية التعاطي مع المحكمة الدولية و quot;شهود الزورquot; تبين أن الشأن اللبناني حل بنداً ثانياً وربما ثالثاً على جدول المباحثات التي تصدرتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق والتعثر الحاصل في تشكيل حكومة ائتلاف وطني والجهود المبذلة لتحقيق هذه الغاية، فيما ارتُئِي ابقاء الملف اللبناني قيد المعالجة والأهم quot;تحت السيطرةquot; وهذا ما عكسه البيان المقتضب الصادر عن القمة والذي جاء فيه بما يخص لبنان quot;تأكيد الجانبين السعودي والسوري على ضرورة استمرار نهج التهدئة والحوار بما يعزز الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي وتغليب مصلحة لبنان العليا على كل الخلافات ودرء الاخطار الخارجيةquot;.

كما ان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الذي التقاه الاسد امس سمع العبارات نفسها الواردة في البيان السعودي ndash; السوري المشترك مع اضافة مفادها ان على اللبنانيين التفاهم في ما بينهم لحل مشاكلهم على ان يساعدهم الآخرون في تكريس هذا التفاهم.

وعملاً بهذا التوجه خصوصاً لجهة quot;تفعيل الجهود المبذلة لإعادة اجواء التهدئة الى الساحة اللبنانية وتجنيب لبنان اي مخاطرquot; كما جاء في البيان الصادر عن الرئاسة السورية عقب استقبالها ارسلان، يستقبل الرئيس الاسد صباح الغد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري صاحب العبارة المتعارف عليها بـ quot;السين ndash; السينquot; اي السعودية وسوريا والتي يعول الاخير على دورها في إخراج لبنان من أزمته.