أكد الرئيس المصري حسني مبارك أنّ بلاده تريد عراقاً قوياً موحداً وتدعم العملية السياسية الجارية وهي منفتحة على جميع مكوناته مشيراً إلى ضرورة تشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف العراقية بعيداً عن أي تأثيرات خارجية فيما عبر المالكي خلال إجتماعهما في القاهرة اليوم عن تطلع بلاده لدعم عربي لمواجهة التحديات الإرهابية والمساهمة في عمليات بنائها.


قال الرئيس المصري حسني مبارك الذي بحث مع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي مجمل التطورات على الساحة العراقية وزيادة الاستثمار المصري في العراق ان بلاده منفتحة على العراق بكل مكوناته وتريد عراقا قويا موحدا وتراقب بارتياح تطور الاوضاع فيه والتحولات الكبيرة التي يشهدها والتي تصب في صالح الامن والاستقرار في المنطقة.

واشار الى ان بلاده تقف على مسافة متساوية من مختلف أطراف الازمة العراقية مشيرا الى ضرورة تشكيل حكومة تمثل كافة الأطياف العراقية بعيدا عن تأثير الاطراف الخارجية وبما يحقق الإستقرار في العراق واستعادة مكانته في محيطه العربي.

وأكد مبارك الحاجة إلى تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات مرحبا بالدعوة التي وجهها المالكي الى نظيره المصري أحمد نظيف لزيارة العراق وبدعوة الشركات المصرية للعمل والاستثمار والمشاركة في اعمار العراق. واكد دعم الحكومة المصرية للعملية السياسية في العراق.

ومن جهته اكد المالكي ان الحوارات جارية بشأن تشكيل الحكومة وقال quot;نحن الان في نهاية النفق وفي نهاية المشوار وباذن الله قريبا سترى هذه الحكومة النورquot;. واشار الى انها ستكون حكومة شراكة وتمثيل حقيقي لا يشعر اي مكون من مكونات الشعب العراقي انه مقصي او مبعد منها.

وقال ان العراق بحاجة الى اشقائه وحريص على تطوير علاقاته مع الدول العربية في جميع المجالات ويتطلع الى حضورها في العراق والمساهمة في بنائه واعماره وللوقوف معه في مواجهة التحديات الارهابية والتخلص من التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق. وعبر عن الارتياح لتطور العلاقات العراقية المصرية والاتفاقيات ولجان العمل المشتركة بين الجانبين وتبادل الزيارات.

وقال quot;ان العراق بدأ يستعيد عافيته في جميع المجالات وبعد تحسن الاوضاع الامنية استطعنا تحقيق نجاح اقتصادي لصالح جميع العراقيين ونأمل ان تتعزز قوة الاقتصاد العراقي بمشاركة الشركات المصرية والاستثمار في مختلف المجالاتquot;.

وابلغ المالكي مبارك تقدير بلاده لمواقفه وحكومته الداعمة للعراق وقال quot; ان تحقق هذه الزيارة ينسجم مع الرغبة الاكيدة لدى الحكومة العراقية الحريصة على تطوير العلاقات مع الشقيقة الكبرى مصر في المجالات كافةquot;.

وقبل ذلك اجرى المالكي مباحثات مع رئيس الحكومة المصرية احمد نظيف حيث تم التأكيد quot; على عمق العلاقات الثنائية وضرورة تطويرها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقينquot;. وعبر نظيف عن تمنياته للعراق وشعبه بالمزيد من التطور والازدهار كما عبر عن ارتياحه لتطور العلاقات الثنائية بين العراق ومصر كما قال بيان صحافي رسمي عراقي تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه؟

وتزامنا مع زيارة المالكي فقد أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية ان بلاده لا تنحاز إلى طرف سياسي عراقي على حساب طرف آخر مشيرا إلى أنها تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية العراقية من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال السفير حسام زكي في مؤتمر صحافي إن quot;موقف مصر بالنسبة إلى تطورات الأوضاع في العراق واضح ويقوم على ضرورة تشكيل الحكومة، بعيدا عن تأثير أي أطراف خارجيةquot;. واوضح أن quot;هناك من يريد أن يستأثر بالوضع العراقي لفرض نفوذه عليهquot; مشيرا إلى أن quot;هذا أمر غير مقبول ليس فقط من مصر ولكن من العراقيين أنفسهم حيث ان مصر تشجع كل سياسي عراقي يتواصل مع أبناء بلده ونحن نرى أن هذه هي الوسيلة الأفضل لدعم الاستقرار والوحدة والتنمية في العراقquot;.

واوضح أن quot;الحديث المصري مع أي سياسي عراقي ينبع من عنصرين أولهما هو مساندة الإخوة العراقيين وتقديم النصح لهم على أساس أن العمل السياسي داخل العراق لابد وأن يكون متحررا من قيود التأثير الخارجي الذي لابد وأن يكون له مصالحة والتي يريد أن يدفع بها قدماًquot;.

وقال quot;أما العنصر الثاني يتمثل في أهمية أن تكون أي عملية سياسية أو تشكيلة حكومية في العراق ممثلة لكافة أطياف هذا الشعب وتعكس بشكل أمين في داخلها كل الأطراف المساهمة في العملية السياسية في العراقquot;.
ويأمل المالكي استغلال جولاته هذه لكسب دعم إقليمي لمحاولته البقاء في السلطة بعرض فرص للاستثمار في الاقتصاد العراقي. ولم تسفر الانتخابات العامة التي جرت في العراق في آذار (مارس) الماضي عن فائز واضح الامر الذي أجج المخاوف من احتمال استغلال المسلحين للفراغ السياسي بإثارة التوترات الطائفية في وقت يتراجع فيه العنف الذي حل بالعراق بعد حرب عام 2003.

وكان المالكي وصل الى القاهرة مساء أمس رفقة وزيري الخارجية هوشيار زيباري والثقافة ماهر الحديثي وعدد من المسؤولين الآخرين لبحث تطوير العلاقات ومناقشة اخر مستجدات التطورات السياسية وذلك في اطار جولته العربية والاقليمية شملت لحد الان سوريا والاردن وايران وستقوده غدا الى تركيا.

موسى والمالكي يؤكدان عقد القمة العربية في بغداد

وخلال مؤتمر صحافي مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اكد المالكي ان العراق مصمم على استضافة القمة العربية المقبلة في اذار (مارس) المقبل واشار الى ان بلاده بدأت استعدادات مبكرة في جميع المجالات لاستضافة قمة عربية ناجحة.

واضاف انه بحث مع موسى الاوضاع العراقية ووجد منه حرصا على الوقوف مع العراق لتحقيق الامن وإنهاء ملف الارهاب نهائيا. واوضح ان المشاورات ماضية من اجل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وقالquot;على الجامعة العربية ان لا تقلق على هذا الامر مع اقتراب إعلان الحكومة فالجامعة حاضرة ومطلعة على مجريات العملية السياسية بعد ان تعافى العراق من ظروفه الصعبةquot;.

وحول زيارته هذه للقاهرة عقب زيارتين قام بها ايضا زعيما القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم اشار المالكي الى ان زيارته الحالية هي زيارة دولة كرئيس للوزراء وليس رئيسا لائتلاف موضحا انه من الطبيعي ان يتجه القادة العراقيون الى مصر لبحث اوضاع بلادهم.

وعن طبيعة زيارته الى ايران وسط تقارير تشير الى تدخلها في تشكيل الحكومة العراقية اوضح المالكي ان هذه الزيارة هي كما زياراته الاخرى التي قام بها الى الاردن والى سوريا ثم الى تركيا غدا مع اختلاف في بعض التفاصيل فإنه يتم خلالها بحث تمتين العلاقات الثنائية وازالة المخاوف من اوضاع العراق والتاكيد على ان العراقيين قادرون على تشكيل حكومتهم ولا يطلبون اي تدخل من احد في هذا الشأن وانما المساعدة به.

واشار الى ان العراق ومصر اتفقا على تطوير العلاقات الثقافية بينهما والقيام بنشاطات مشتركة سواء في بغداد او القاهرة متمنيا أن تكون العاصمة العراقية عاصمة للثقافة العربية. ومن جهته شدد موسى على ان الجامعة العربية لاتتدخل في الشؤون العراقية وانما هي تستمع من القادة العراقيين انطلاقا من الحرص على اوضاع بلادهم. واكد انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد وقال quot;ان القرار العربي بهذا الشأن واضح هو عقد القمة في العاصمة العراقيةquot;.. وعبر عن الامل في ان يتم الاعداد والتشاور حولها بين العراق والجامعة وعلى جميع المستويات لتكون ناجحة ومثمرة.