يرى خبراء أنّ الادارة الاميركية لم تحقّق مكاسب ذا قيمة من مساعدتها المدنية لاعادة الاعمار في افغانستان.


واشنطن: حققت الادارة الاميركية مكاسب محدودة من مساعدتها المدنية في افغانستان الا ان المخاوف الامنية والتنقلات المحدودة تحد من حجم ما يمكن تقديمه لمساعدة الافغان على اعادة اعمار بلادهم، بحسب خبراء.

وقام الرئيس الاميركي باراك اوباما بموازاة الى زيادة عديد القوات في هذا البلد، بزيادة عدد الخبراء المدنيين العاملين فيه بثلاثة اضعاف ليبلغوا قرابة الالف خبير هذا العام وذلك انطلاقا من قناعته بان القوات العسكرية وحدها لا يمكنها انهاء النزاع.

وارسل هؤلاء المدنيون لتحسين النظام القضائي ومحاربة الفساد كجزء من مبادرة على نطاق واسع لمساعدة الرئيس الافغاني حميد كرزاي على خدمة شعبه وتحرير الاقتصاد من انتاج الافيون.

وارسل الخبراء وهم من وكالات حكومية ومن القطاع الخاص ايضا للعمل مع الافغان على زيادة الانتاجية الزراعية وبناء طرق ومدرجات لمساعدة البلاد على تصدير انتاجها.

وقال انتوني كوردسمان وهو خبير عسكري مدني عمل مستشارا لادارة اوباما في استراتيجيتها في افغانستان quot;الحقيقة هي اننا بدانا للتو بتطبيق هذه البرامجquot;.

واضاف الخبير الذي يعمل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية quot;ان الكثير من هذه البرامج لا ينظر اليها لجهة فاعليتها، بل التركيز هو على ان نبدأ المشروع وان تظهر بعض مؤشرات النشاطquot;.

وتابع لوكالة فرانس برس quot;ان الصورة غير واضحة تماما لكن اذا سألتم هل هناك تقدم فالجواب هو نعمquot;.

وتابع quot;هل نرى اي مؤشرات واضحة عما اذا ما كان بامكاننا مواصلة هذا التقدم وتقييمه؟ الجواب هو لا، فالوقت لا يزال مبكرا جدا. ونحن لا نتوقع رؤية اي مؤشرات ثابتة قبل اواخر العام المقبلquot;.

واشار الى ان عددا كبيرا من الخبراء موجودون في مجمع السفارة الاميركية وان عدد المنتشرين في الخارج يقل عن 400 شخص.

كما اثار تساؤلات حول مستوى مؤهلات قسم كبير من هؤلاء الخبراء قياسا بالمهام الموكلة اليهم.

الا ان مارفين وينباوم وهو خبير في شؤون جنوب اسيا يعطي دروسا لهؤلاء الخبراء حول تاريخ وثقافة افغانستان قبل ارسالهم الى هناك، قال لوكالة فرانس برس انه اعجب بنوعية الرجال والنساء الذين تم اختيارهم.

ومع ان العديد من الاشخاص الذين قابلهم في البدء كانوا شبابا ولا يتمتعون بخبرة كبيرة الا ان غالبية الخبراء الان متوسطي العمر ولديهم معرفة واسعة كل في مجال عمله من مهندسين زراعيين او محامين او خبراء في مكافحة المخدرات.

وقال وينباوم انهم quot;اشخاص جادون بعضهم لديه خبرة دولية والبعض الاخر لاquot;.

واقر بان العديد من الخبراء المدنيين لا يرون الكثير من البلدات التي يحاولون مساعدتها لانهم يبقون في مجمع السفارة الاميركية او القواعد العسكرية غالبية الوقت او يتنقلون برفقة قوات مدججة بالسلاح.

ووافقه كوردسمان الراي لجهة مخاوفه الا انه اشار الى ان الافغان الذين يعملون مع الخبراء المدنيين يمكنهم التنقل بحرية اكبر ويعوضون جزئيا عن قدرة الاميركيين المحدودة على التحرك.

وقال كوردسمان ان quot;الاستعانة بالافغان هو سيلة اخرى للتخفيف من العبء الامنيquot;.

ورحب وينباوم بفكرة ان غالبية الخبراء سيقضون الان عاما كاملا في افغانستان في مقابل ستة اشهر فقط خلال عهد ادارة جورج بوش.

الا انه اضاف ان quot;التغيير المتواصل له نتيجة عكسية لانك تقيم علاقات سيتعين عليك التخلي عنها بعد ذلكquot;.

وتابع ان الخبراء المدنيين سيجدون سهولة اكبر في تطبيق مشاريعهم اذا تمكنت التعزيزات العسكرية من دحض مقاتلي حركة طالبان وفرض الاستقرار في افغانستان.

وقال في اشارة الى الخبراء المدنيين quot;انه امر علينا القيام بهquot;، مشيرا الى ان quot;نسبة النجاح مرتبطة بالطبع بالنجاحات العسكرية وبمدى نجاح (الخبراء) في نقل ما يقومون به الى نظرائهم الافغانquot;.