شن رئيس الكنيست راؤوبين ريبلين هجوماً عاصفاً على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهم اداء حكومته بالفوضوي، وعندما حاول نتنياهو الدفاع عن نفسه او على الاقل عن ائتلافه الحكومي، رد عليه ريبلين قائلاً quot;:عزيزي رئيس الوزراء، زوجتي لا تعيّن المقربين منها في مناصب قيادية في الحكومة وخارجهاquot;. وجاءت اتهامات ريبلين على خلفية ما رددته وسائل اعلام اسرائيلية من ان عقيلة رئيس الوزراء الاسرائيلي سارة نتنياهو تعيّن اقاربها في مناصب قيادية في حكومة الليكود.


تل ابيب: أبدت الدوائر السياسية في تل ابيب حالة من الدهشة، في ظل الانتقادات اللاذعة التي وجهها رئيس الكنيست راؤوبين ريبلين لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتنياهو، وقالت صحيفة يديعوت احرونوت في تقرير موسع، إن ريبلين باغت الجميع، في سابقة هي الاولى من نوعها، عندما كال الاتهامات لحكومة الليكود، ولشخص رئيس الوزراء نفسه، ووصل الامر الى تشهير ريبلين بزوجة نتنياهو، إذ قال خلال افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان الاسرائيلي: quot;الاوضاع داخل الائتلاف الحكومي وصلت الى مستوى متردٍ للغايةquot;.

ووجه حديثه لنتنياهو،قائلاً: quot;زوجتي لا تعين أصدقاءها والمقربين منها في مناصب ووظائف حكومية دون تدخل منيquot;، ووفقاً للصحيفة العبرية المح ريبلين بذلك الى ما تناقلته وسائل اعلام عبرية، حول انفراد عقيلة نتنياهو بصلاحيات ونفوذ، خوّلها تعيين اقاربها في مناصب حساسة داخل حكومة الليكود وخارجها.

خلفية الاتهامات

وترى دوائر سياسية في تل ابيب أن انتقادات ريبلين لرئيس الوزراء الاسرائيلي، تأتي على خلفية تردي العلاقة بينهما منذ فترة ليست بالقصيرة، لاسيما ان ريبلين ينتمي الى حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو، الى جانب منصبه كرئيس للوزراء، واضافت الدوائر ذاتها: quot;الخلاف بين نتنياهو وريبلين، ظهر للمرة الاولى خلال اعتراض الاخير على الموازنة الاسرائيلية العامة لهذه السنة، وعلى قانون التسويات الذي عارضه رئيس الكنيست بشدة، وخلال الاونة الاخيرة تصاعدت حدة الخلافات بين الطرفين، عندما القى ريبلين كلمة عنيفة في الكنيست هاجم فيها سياسة رئيس الوزراء، بيد ان حضور الجلسة أيقن ان سر هجوم ريبلين على نتنياهو، يكمن في ما تردد من انباء حول اعتزام رئيس الحكومة تعيين القطب الليكودي، وزير الخارجية الاسبق ديفيد ليفي رئيساً لاسرائيل خلفاً للرئيس الحالي شيمون بيريز، وهو المنصب الذي كان يطمح ريبلين للحصول عليهquot;.

وفي ما يتعلق بقانون الموازنة العامة، قال ريبلين في سياق كلمته خلال انعقاد جلسة الكنيست الاسبوع الماضي: quot;الحكومة الحالية تحاول كالحكومات السابقة رفع يد الكنيست عن مراقبتها والحكم على تصرفاتها، ولن نسمح للحكومة الحالية او غيرها بـ quot;اغتصابquot; البرلمان الاسرائيليquot;. وادت تصريحات ريبلين وانتقاداته الى حالة من الغليان بين رجال نتنياهو، فلم يقبل رئيس الوزراء عن خطاب ريبلين او اسلوبه، وقال للمقربين منه: quot;ساتصل برئيس الكنيست لأعلم سر هجومه العنيف على الحكومةquot;. غير ان رجال نتنياهو اقنعوه بأن ريبلين يسعى الى زعزعة مكانة رئيس الوزراء، ما حدا بنتنياهو الى ضبط النفس والامتناع عن الاتصال برئيس الكنيست، ولكن النار اشتعلت مجدداً، عندما تعمد ريبلين التشهير بعقيلة نتنياهو، واتهمها بشكل غير مباشر بالفساد، وانها تعين المقربين منها في وظائف حكومية، رغماً عن أنف زوجها رئيس وزراء اسرائيل.

المرأة الحديدية

وكانت تقارير عبرية نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت أفردت تحقيقاً موسعاً وصفت فيه عقيلة رئيس الوزراء الاسرائيلي سارة نتنياهو بـ quot;المرأة الحديديةquot;، وانها قادرة على تفعيل اي قرار سياسي داخلي او خارجي، وألمحت تقارير الصحيفة العبرية الى ان زوجة نتنياهو تزرع جواسيس على زوجها في ديوان رئاسة الوزراء، ووصل الامر الى تعيينها احدى صديقاتها في الديوان، لإبلاغها بكل كبيرة وصغيرة تجري بعيداً عن مقر اقامة نتنياهو، بل انها طلبت من نتنياهو ndash; ووافق الاخير ndash; تخصيص سيارة لها لمرافقته في كل جولاته التي يقوم بها بمختلف انحاء اسرائيل، ووفقاً للصحيفة العبرية، طردت نتنياهو خادماً كان يعمل في مقر اقامة رؤساء وزراء اسرائيل في القدس المحتلة، عندما علمت بولائه الشديد لزوجها بنسبة تفوق ولاءه لها، ورغم تقديم الخادم شكوى لرئيس الوزراء، الا ان نتنياهو لم يحرك ساكناً امام رغبة زوجته.

وكان نتنياهو قد تزوج للمرة الثانية من سارة بعد انفصاله عن زوجته الاولى، ووفقاً للموسوعة العبرية، كانت سارة تعمل مضيفة جوية في احدى شركات الطيران الاسرائيلية، وخلال عملها تعرف إليها نتنياهو وعرض عليها الزواج فوافقت على الفور، وتعتبر سارة نفسها صانعة حاضر ومستقبل زوجها، واعطت لنفسها بذلك، الحق في التحكم بتصرفاته سواء كانت شخصية او سياسية، ولم يقتصر ذلك على فترة رئاسته الحالية للوزراء، وانما طال الفترة الاولى التي تولى فيها رئاسة الحكومة.

الجدير بالذكر ان ديوان رئاسة الوزراء الاسرائيلي تبنى حالة من الصمت ازاء اتهامات راؤوبين ريبلين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الا ان المتحدث باسم رئاسة الوزراء قال: quot;إن هذه التصريحات غير لائقة ولا تستحق التعليق عليها، فالاتهام غير منطقي ويهدف الى الاساءة لعقيلة رئيس الوزراءquot;. ونفى المتحدث ان تكون سارة نتنياهو ضالعة في حياة زوجها السياسية، مشيراً الى انها لم تعين احداً من المقربين في مناصب حكومية او غيرها كما يدعي ريبلين، ولا ينبغي اشراكها بطريقة او بأخرى في اي مداولات تجرى في جلسات الكنيست.