تأتي مطاردة أهم منظري تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في اليومين الماضيين لتكشف عن أن نجم أنور العولقي بدأ بالصعود كثيراً حتى بات أحد أهم المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة الأميركية في هذه المرحلة على الأقل.


الرياض: لطالما اشتهر العولقي بوضع مخارج شرعية وأفكار متأصلة تبرر نشاطات القاعدة عالميّا، وهو حظي مؤخرًا باهتمام وسائل إعلام دوليّة، وخصوصًا بعد تراجع أدوار قياديين في القاعدة امّا لأنهم قتلوا او أصبحوا قيد الاعتقال. وقد عزز في تراجع دور القاعدة عيون الاستخبارات المراقبة دومًا لأي تحرك يقومون به، والتي منعت أفراد التنظيم من الاطلالات المكثفة التي اشتهر بها خلال حقبته الذهبية.

العولقي المولود في نيو ميكسيكو الأميركية مطلع السبعينات والحاصل على شهادة quot;بكالريوسquot; في الهندسة المدنية وماجستير في التنمية البشرية، تبدو شخصيته المتطرفة قد تنامت كثيراً بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر الشهيرة.

إذ فاجأ التقرير الذي بثته فوكس نيوز الأميركية عن وثيقة تؤكد أن أنور العولقي كان أحد المدعوين إلى حفل غداء في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون وذلك بعد فترة قصيرة على هجمات سبتمبر، رغم أن اسمه حضر لأول مرة في القضية حينما وجد اسمه في محفظة المعتقل الشهير رمزي بن الشيبة.

وأشار التقرير الذي لم يعلق عليه البنتاغون بصورة دقيقة إلى تفاصيل تؤكد أن العولقي قد دعي لحفل غداء خاص في البنتاغون وذلك في إطار بذل جهود للتواصل مع المجتمع الإسلامي، وذكر المتحدث الرسمي للبنتاغون الكولونيل ديفيد لابان بحسب وكالة الأنباء الفرنسية بأنهم يعتقدون بأن هذا الأمر صحيح وأضاف بأنهم يعتقدون أيضا بأن مجموعة صغيرة في البنتاغون قد استضافت العولقي، وذكرت أيضا أن مكتب التحقيقات الفيدرالية (اف بي آي) كان قد أجرى مع العولقي مقابلة بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر.

وأشارت تقارير إلى أنه لا يُعلم متى تقابل الانتحاريان نواف الحازمي وخالد المحضار مع العولقي وكيف، وأنهما قد قابلاه أو على الأقل تكلما معه في اليوم الأول الذي انتقلا فيه إلى سان دياغو، وقد ورد بأنهما اعتبرا العولقي شخصية دينية وأقاما معه علاقة وثيقة، وأفادت معلومات استخبارية أن الحازمي تواجد في مسجد العولقي وهو الأمر الذي قد لايكون صدفة، إلا أنهم لم يتوصلوا لمعلومات كافية عن علاقة الحازمي والمحضار بالعولقي تساعدهم على التوصل لنتيجة.

وأضاف التقرير أيضا بأن العولقي، أثناء المقابلة بعد الهجمات، لم يتعرف على اسم الحازمي ولكنه ميز صورته، وعلى الرغم من أنه اعترف بأنه تقابل مع الحازمي عدة مرات إلا أنه ادعى بأنه لا يتذكر أية تفاصيل عن المناقشات التي دارت بينهما، ولكنه وصف الحازمي بأنه طالب سعودي هادىء الطباع، اعتاد أن يأتي إلى المسجد مع مرافق ولكن لم يكن لديه دائرة كبيرة من الصداقات.

وغادر العولقي سان دياغو في منتصفعام 2000، وتواجد في فرجينا مع بداية عام 2001، إلا أنه شد رحاله إلى بريطانيا بعد شهور وهناك أقام فيها على نفس النهج التنظيري للجماعات الاسلامية قبل أن يعود إلى اليمن في العام 2005 ويمارس نشاطه رغم أن الحكومة اليمنية اعتقلته لأكثر من عام وحقق معه ضباط من الولايات المتحدة حول الكثير من القضايا وخصوصاً مدى مسؤوليته عن هجوم الضابط الأردني الأصل نضال حسن على قاعدة فورد هوت في تكساس الأميركية نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 وتسبب بمقتل عدد من الضباط الذي قال عنهم العولقي إنهم مدربين ويستعدون للذهاب للعراق وأفغانستان.

ولكن العولقي استطاع الخروج بسببقوة قبيلته وضعف الأدلة الموجهة ضده من سجون اليمن وبعدها بدأ نشاطه يتزايد بقوة أكبر، إذ اتهم أيضاً بعلاقته مع النيجيري عمر فاروق الذي حاول تفجير طائرة متوجهة من أمستردام الهولندية إلى ديترويت الأميركية في عشية عيد الميلاد الماضي.