أعلن ويكيليكس انه سيكشف معلومات جديدة عن روسيا متوعدا باستهداف الأنظمة الاستبدادية في الصين وآسيا الوسطى قريبا. الا ان المراقبين في موسكو استبعدوا امكانية ان يتناول الإعلام الروسي ،الذي يخضع للرقابة، تقارير ويكيليكس المتعلقة بروسيا وقالوا quot;في هذا البلد لن تؤد التسريبات الإعلامية إلى تغييرات سياسيةquot;.


يبدو أن الحرج الشديد الذي سببه خلال الآونة الأخيرة موقع ويكيليكس، بما نشره من وثائق بالغة الحساسية، بالنسبة للولايات المتحدة، لاسيما في ما يتعلق بالحربين في أفغانستان والعراق، سوف يطال الدب الروسي هو الآخر عما قريب، وذلك بعد أن كشف مؤسس الموقع، جوليان آسانج، النقاب عن أن الكرملين مطالب بأن يُحضِّر نفسه بشكل جيد لموجة قادمة من كشوفات ويكيليكس المتعلقة بروسيا.

وفي تصريحات مثيرة أدلى بها لصحيفة quot;ازفستياquot; اليومية الموالية للحكومة الروسية، قال آسانج: quot;لدينا مواداً ذات طبيعة مُسَاوِمة عن روسيا، وعن حكومتكم، وعن رجال الأعمال. ولكن ليس بقدر ما نود .. سنقوم بنشر تلك المواد عما قريبquot;.

وفي تصريح لافت من جانبه قد يتم تفسيره بعصبية داخل أروقة السلطة في روسيا، تابع آسانج: quot;لقد تلقينا دعماً من جانب الأميركيين، الذين مرروا قدراً كبيراً من المواد المتعلقة بروسيا إلى ويكيليكسquot;. وفي المقابل، نقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في تقرير لها ضمن هذا السياق عن خبراء أمن روسيين قولهم :quot; ربما لن يكون هناك أي شيء يمكن مقارنته بالأرشيف الضخم للأسرار العسكرية الأميركية الخاصة بحربي أفغانستان والعراق التي قام الموقع بنشرها مؤخراًquot;.

ثم اشارت الصحفية إلى أن آسانج وكريستين هرافنسون، الناطقة باسم ويكيليكس، رفضا الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بالوثائق الجديدة الخاصة بالكيان الروسي. وفي تصريحات مقتضبة أدلت بها أيضاً لصحيفة كوميرسانت الروسية، قالت هرافنسون: quot;سوف يكتشف الروس الكثير من الحقائق المثيرة عن بلادهم. كما سيقوم ويكيليكس عما قريب باستهداف الأنظمة الاستبدادية في الصين وروسيا وآسيا الوسطى، في سلسلة جديدة من عمليات تفريغ الوثائقquot;.

وفي المقابل، تابعت الصحيفة الأميركية الحديث بنقلها عن ستانيسلاف بيلكوفيسكي، رئيس معهد الإستراتيجية الوطنية المرتبط بالكريملن، قوله :quot; إذا كانوا يعتزمون الكشف عن تفاصيل متعلقة بحسابات مصرفية سرية والنشاطات التجارية للنخبة الروسية في الخارج، فحينها ستكون التأثيرات صادمة. فمعظم الروس يعتقدون أن القادة السياسيين وآخرين قد قاموا بتحويل مليارات الدولارات إلى حسابات أجنبية، لكن الدليل الذي سيبرهن على صحة شيء من هذا القبيل سيكون ناسفاًquot;.

ومع هذا، استبعد سيرجي ستروكان، كاتب العمود المتخصص في الشؤون الخارجية بصحيفة كوميرسانت، تناول وسائل الإعلام الروسية التي تخضع لرقابة محكمة أي من كشوفات ويكيليكس المتعلقة بروسيا بنفس الطريقة الشاملة التي حلَّلت من خلالها وسائل الإعلام الغربية الكنوز الضخمة من الوثائق الخاصة بأفغانستان والعراق.

وأكمل حديثه في السياق ذاته بالقول: quot;يمكنك أن تتوقع تغطية محدودة، دون التطرق إلى أية تفاصيل خطيرة، من كبرى وكالات الأنباء الروسية. بالطبع هناك إصدارات مطبوعة مستقلة، وهناك كذلك شبكة الإنترنت، حيث يمكن التقاط الموضع ومناقشته. لكن لن تكون هناك مناقشة وطنية، ولن تكون هناك تداعيات أوسع. وهذا ليس البلد الذي يمكن أن تؤدي فيه الكشوفات الإعلامية إلى تغييرات سياسيةquot;.

بدوره، قال أندريه سولداتوف، رئيس تحرير مجلة Agentura.ru الروسية الإلكترونية المهتمة بأخبار الوكالات الاستخباراتية، إن موقعاً أميركياً قام مؤخراً بنشر عدد ضخم من المستندات التي يُقال إنها وثائق عملياتية سرية خاصة بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي. وأضاف سولداتوف قائلاً: quot;على عكس ما حدث في الولايات المتحدة، لم يذكر حتى الصحافيون الروس تلك المواد، التي تضمنت تقارير خاصة بعمليات جهاز الأمن الفيدرالي في أوكرانيا، وتركمانستان، وغيرها من البلدان.

ولم يسأل أي مراسل جهاز الأمن الفيدرالي أية أسئلة؛ ولم تكن هناك عملية مستقلة ربما كان من الممكن التحقق من خلالها من صحة الوثائق، أو مدى الأهمية التي ربما تحظى بها تلك الوثائق بالنسبة للشعب الروسي. فلم يحدث شيئاً على الإطلاقquot;.

بينما عاود ستروكان ليختم حديثه مع ساينس مونيتور بالقول: quot;ليس من المستغرب أن تكون هناك ربما مصادر أميركية مستعدة للكشف عن أسرار روسية وتجهيزها للنشر على ويكيليكس. إنه عالم جديد تماماً من المواد ذات الطبيعة المُسَاوِمة. وهناك مصالح سياسية في جميع أنحاء العالم تشاهد ذلك، وزاد عليها أن ويكيليكس عبارة عن أداة جديدة قوية للسيطرة على النفوذ أو تقويض إحدى الجهات المنافسةquot;.