تُستخدم أموال الأمم المتحدة لإدارة معسكر إعتقال في كمبوديا حيث يُحتجز الموقوفون طيلة أشهر بلا محاكمة ويتعرضون الى الاغتصاب والضرب واحيانا الموت، كما افاد نزلاء سابقون.


يُسمى معتقل بري سبو الذي يبعد نحو 20 كيلومترا عن العاصمة الكمبودية فنوم بنه مركزا للشؤون الاجتماعية يتولى تعليم الكمبوديين من الشرائح المسحوقة وتوفير العناية الصحية لهم واصلاح المنحرفين.

ولكن منظمات لحقوق الانسان ونزلاء سابقين يؤكدون ان المركز سجن سري غير قانوني حيث يُحتجز الأشخاص quot;غير المرغوب فيهمquot; بنظر الحكومة، الذين يكونون عادة من مدمني المخدرات والعاهرات والمشردين، ويبقون رهن الاعتقال طيلة اشهر بلا تهمة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن شهود ان الرجال والنساء والأطفال يُحشرون كلهم في مبنى واحد ويتعرضون روتينيا الى الضرب بألواح خشبية أو الجلد بأسلاك أو التهديد بأسلحة. ويُزعم ان الحراس ضربوا ثلاثة نزلاء حتى الموت وانهم كثيرا ما يمارسون الاغتصاب الجماعي.

مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان نفسه وصف ظروف هذا quot;المركز الاجتماعيquot; بأنها مزرية حيث يُحتجز أشخاص بصورة غير قانونية ويتعرضون الى صنوف شتى من الانتهاكات على أيدي الحراس، بما في ذلك ظروف اعتقال لاانسانية والابتزاز والضرب والاغتصاب، وغيرها من الاعتداءات التي تؤدي احيانا الى الوفاة أو الانتحار.

رغم ذلك ما زالت الجهة التي تدير المركز تتلقى تمويلا مباشرا من صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة quot;اليونسيفquot;، الى جانب مساعدات تقدمها عدة منظمات غير حكومية دولية. سوك تشاندارا أحد الذين أخذه افراد الشرطة من الشارع الى المركز قائلين ان quot;ليس من اللائق ان يكون في المدينة اشخاص ينامون في الشارعquot;. وأبلغوه بأنهم سيودعونه رهن التوقيف دون اتهامه بارتكاب مخالفة محددة أو تقديمه الى المحاكمة.

وُضع تشاندارا مع اكثر من 100 رجل وامرأة وطفل في غرفة عارية ولم يُسمح لهم بالخروج إلا ساعة واحدة في اليوم. وكان بعض النزلاء عنيفين وشرسين فيما كان البعض الآخر في حال صحية خطيرة ومصابين بجروح.كان المعتقلون يقضون حاجتهم في دلو والعلاج الصحي غير منتظم. وكانوا يشربون الماء من بركة آسنة تُفرغ فيها مياه الصرف. وكان على النزلاء ان يستحموا ويغسلوا ملابسهم بماء البركة نفسه.

وقال سوك ان المكان كان جحيما لا يُطاق، كثير من المرضى، اشخاص مصابون بالاسهال وآلام المعدة لأنهم يشربون ماء قذرا، ولم يكن هناك اطباء. ما يُنفق على المعتقل اقل من نصف جنيه استرليني في اليوم. وعادة ما يكون طعامهم من الرز المغلي يُقدم لهم في كيس بلاستيكي مرتين في اليوم.

القسوة والعنف وجبة يومية، كما يقول سوك الذي يروي كيف ضربه احد الحراس بلوح من الخشب لأنه تدخل لمنع الحارس من ضرب نزيل آخر. quot;واحيانا يفتح الحراس باب الغرفة ويشرعون في ضرب النزلاء بلا سبب. فهم يعرفون ان لا أحد يستطيع الشكوى من هذه المعاملةquot;. وتقول منظمة كمبودية لحقوق الانسان ان ثلاثة من معتقلي مركز بري سبو تعرضوا الى الضرب حتى الموت امام النزلاء الآخرين. وخمسة موقوفين آخرين انتحروا بينهم امرأتان أُخذ اطفالهما منهما.

تمكن سوك من الفرار بالقفز فوق اسوار المعتقل وعبر حقول الرز. وهو ما زال مشردا ويخشى القاء القبض عليه مجددا واعادته الى المعتقل. ولكن الطريقة المعتادة للخروج من مركز بري سبو هي رشوة الحراس بمبالغ تتراوح بين 50 دولاراً و200 دولار.

يقول الحراس إن المعتقل مركز طوعي للرعاية الاجتماعية وان النزلاء احرار إذا ارادوا مغادرته. وحين سُئل الحراس عن سبب غلق بوابات المركز بأقفال كبيرة قالوا انها لمنع الآخرين من الدخول. ولدى منظمة مراقبة حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش حالات اغتصاب موثقة ارتكبها حراس وأفراد من شرطة المركز.

في غضون ذلك ما زالت الأمم المتحدة تمول المركز. وفي العام الماضي قدمت اليونسيف 390 ألف جنيه استرليني. وعندما وجهت انتقادات مماثلة لمركز يُفترض انه يتولى اعادة تأهيل الشباب أوقفت منظمة اليونسيف تمويلها وسحبت 17750 جنيها استرلينيا كانت مخصصة للمركز.

نفت وزارة الشؤون الاجتماعية الكمبودية كل الدعاوى التي تتحدث عن وقوع اعتداءات وانتهاكات مؤكدة ان مراكز مثل بري سبو تهتم بإعادة التأهيل والتدريب المهني. ودافعت الوزارة عن حملاتها في quot;كنس الشوارعquot; وتنظيفها من المشردين والشحاذين والمشردين والبغايا قائلة انهم يخلُّون بالنظام العام وينالون من كرامة المجتمع الكمبودي وقيمه الاخلاقية.