أحمد حجاج: رسائل مبارك للقادة السودانيين تستهدف إتمام الإستفتاء بسلام إنفصال الجنوب السوداني سيغري الحركات الإنفصالية الأفريقية |
يواصل السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقاndash;الإتحاد الأفريقي حاليا- والأمين العام للجمعية الأفريقية في القاهرة، حواره مع إيلاف، فيتطرق إلى عدة قضايا سياسية ساخنة في القرن الأفريقي، متوقفاً عند الأطراف المتصارعة في الصومال وما يجري في أثيوبيا وأريتريا إضافة الى الوضع في اليمن.
نفى السفير أحمد حجاج أن تكون علاقات مصر الخارجية تأتي على حساب علاقاتها بدول أفريقيا، معتبراً أن مصر quot;دولة محورية ومتعددة الأدوارquot;. كما شدد على أن علاقات الدول الأفريقية مع مصر أقوى من علاقاتها مع إسرائيل. وأكد أن تطورات كثيرة حصلت في مجال حقوق الإنسان في مصر لكن quot;امامها الكثير لتحقيقهquot;.
ودعا حجاج المصريين إلى الإهتمام بأفريقيا والإنفتاح عليها في كافة المجالات وخاصة الإقتصادية والثقافية منها، لافتا إلى إمكانية استيعاب سوق العمل الأفريقية مزيداً من الأيدي العاملة المصرية خصوصاً أن الكثير من الدول الأفريقية تحقق نموا إقتصاديا في ظل الأزمة المالية العالمية الحالية قد يفوق في مستواه ما يحدث في قارات أخرى.
فئات متصارعة وأجندات خارجية
** ماهي قراءتكم للمشهد في الصومال؟ برأيكم إلى أين يذهب الصومال حكومة وشعبا بعد أن تفتت إلى عدة دويلات؟ وما هو منظوركم لعمليات القرصنة التي تقوم بها عصابات صومالية في مياه خليج عدن وتهدد الملاحة في هذا الممر المائي؟
- للأسف الصومال أصبح نهبا للفئات المتصارعة والتي تعمل لأجندات خارجية بما فيها ما يسمى بـquot;حركة الشباب الصوماليquot; التي تعيث فساداً في الصومال وتضطهد المدنيين وتكمم الحريات العامة وتسفك دماء الكثير من المدنيين الأبرياء، حتى أصبح الشعب الصومالي ما بين مشرد ولاجئ داخل بلده، ودمرت البنية الأساسية بالكامل للشعب السوداني رغم كل المحاولات التي بذلها المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية أو حتى منظمة المؤتمر الإسلامي. هناك حكومة شرعية برئاسة رئيس الدولة شيخ شريف أحمد ويجب دعمه بكل قوة وعدم السماح للجماعات المتمردة بإسقاط هذا النموذج الشرعي الوحيد الذي يعتبر رمزا للصومال. وفي ما يخص القرصنة في خليج عدن فهي حرفة إنتهازية يقوم بها عدد من الإنتهازيين بإعتراض السفن والحصول على فدية، هي عملية إبتزاز للمجتمع الدولي. ومن الغريب أن أساطيل كبيرة لحلف الأطلنطي ودول أخرى ترسو قبالة السواحل الصومالية ومع ذلك تتمكن هذه العصابات من الإستيلاء على بعض السفن، ويعرفون أماكنها ومن يحتجزونها ولكن المجتمع الدولي متخاذل في هذا الموضوع.
المستنقع الصومالي والإنسحاب الأثيوبي
- ما تصوركم للدور الأثيوبي وتدخله بقواته على الساحة الصومالية؟ وهل هناك منافسة بين أثيوبيا وبعض دول الجوار في ذلك؟
- أثيوبيا جارة للصومال ولهما حدود مشتركة طويلة، وفي الصومال الكثير من أبناء الشعب الأثيوبي من أصل صومالي. وقد رأت أثيوبيا أن نهجا في الصومال يعد تهديدا لأمنها القومي، لذلك تدخلت في الساحة الصومالية ولكنها أدركت أن دخول المستنقع الصومالي يؤدي إلى خسارة ليس فقط على أثيوبيا ولكن على كل من يحاول التدخل في الشأن الصومالي، لذلك إنسحبت وترفض الدخول في الوقت الحالي على الأقل.
دور كبير في مفاوضات دارفور
** ماذا عن أريتريا ودورها في منطقة القرن الأفريقي إزاء الصراع في الصومال والتوترات على الحدود والعلاقات مع السودان وأثيوبيا واليمن وجيبوتي؟
-أريتريا دولة مهمة في منطقة القرن الافريقي ومن حقها أن يكون لها صوت في شؤون القرن الأفريقي، وهي عضو مؤسس في مجموعة quot;الإيجادquot; الخاص بشرق أفريقيا، ولعبت دورا كبيرا في المفاوضات الخاصة بمشكلة دارفور، وعلاقاتها قوية مع السودان. وبعد الحرب الأثيوبية ndash;الأريترية على الحدود يقال إن المسرح الصومالي أصبح محل تنافس بين أريتريا وأثيوبيا، لكن أريتريا تحاول إتباع سياسة مستقلة لا تنتمي إلى أي طرف دولي وقد يكون ذلك سببا لعداء بعض الأطراف الدولية في السياسة الأريترية.
تهديد خطر
** ما تصوركم للمشهد في اليمن حيث التصعيد العسكري مع الحوثيين وأيضا الحراك في الجنوب اليمني للمطالبة بالإنفصال عن الشمال؟
-للأسف هذا يدل على تدخل بعض العناصر المتطرفة ومحاولتهم إتخاذ اليمن قاعدة للإنطلاق باتجاه دول الخليج الأخرى، ومن هناك إلى مناطق أخرى سواء في أفريقيا أو العالم العربي. وهذا تهديد خطر يجب تكاتف الجميع لوأده قبل استفحاله.
موارد النيل للجميع
** أكدتم في تصريح سابق أن الجمعية الأفريقية لن تقوم بدور الوسيط بين مصر ودول حوض النيل في أفريقيا بل هي تعمل على زيادة الوعي المصري بالقضايا الأفريقية إضافة إلى إهتمامها الأصيل بجذب مصر للجنوب الأفريقي. ما رأيكم في قضية مياه النيل؟
-موضوع مياه النيل مهم وحيوي ومعيشي ليس لمصر وحدها، بل لدول نهر النيل، ودونه لن تكون هناك حضارة مصرية لذلك نثير الوعي أولا بين أبناء الشعب المصري بأهمية النيل وضرورة الحفاظ عليه والإقتصاد والترشيد في استخدام المياه وحماية البيئة. ونقوم كل عام بتنظيم دورة متخصصة للصحافيين المصريين حول أهم القضايا الأفريقية الخاصة المعاصرة ومن بينها التعاون بين دول حوض النيل الذي أعتقد أنه يمكن أن تصبح نموذجا للمستقبل المنعقد لحوض النيل على أساس أن موارد المياه كافية تسمح للجميع ويجب الإتفاق على ذلك.
محور السياسة الخارجية
** يرى مراقبون أن الدور المصري في أفريقيا تراجع في السنوات الأخيرة بسبب إنشغال الدبلوماسية المصرية بقضايا أخرى، مع بروز دور قوى إقليمية في أفريقيا. ما تصوركم لهذه الرؤية؟ ولماذا ألغي منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في الحكومة المصرية والذي كان وزيرا بلا حقيبة ويتولى ملفات أفريقيا خصوصاً وآسيا وأميركا اللاتينية؟
-لا تعليق لدي بخصوص إلغاء المنصب، لكنني أعتقد أن وزارة الخارجية تقوم باقتدار برعاية الشؤون الأفريقية التي هي أهم محاور وإن لم تكن المحور الأهم في سياسة مصر الخارجية، حيث إن أكبر عدد من البعثات المصرية موجود في القارة الافريقية. وهناك 15 ألف طالب أفريقي يدرسون على نفقة الحكومة المصرية في المعاهد والجامعات المختلفة. مصر تقوم بمساعدة كل الدول الأفريقية تقريبا بلا إستثناء خاصة في أوقات حدوث الكوارث والفيضانات كما جرى منذ أيام بتقديم مساعدات طبية كبيرة جدا لضحايا الفيضانات في بنين. وهناك باستمرار زيارات لمسؤولين مصريين لأفريقيا وزيارات رؤساء الدول الافريقية لمصر، وبالتالي ليس صحيحا أن هناك تراجعاً في الدور المصري في أفريقيا، لكن بحكم موقع مصر هي مشغولة بقضايا مهمة أخرى كقضايا فلسطين والعراق ولبنان والعلاقات مع الدول المطلة على البحر الأحمر، لأن مصر دولة محورية متعددة الأدوار وهذا هو الذي يؤكد أهمية مصر في علاقاتها الخارجية ولكن هذا لن يكون على حساب علاقاتها بأفريقيا.
سياسة توافقية
** لكن ما رأيكم في بروز أدوار قوى إقليمية وأطراف دولية أخرى في أفريقيا؟
-هذا طبيعي، لا يمكن لمصر أن تنكر إهتمام الدول الأخرى بالقارة الأفريقية، فالدول الأفريقية دول مستقلة ترسم علاقاتها طبقا لمصالحها، ومصر لا تعترض على سياسة هذه الدول بتوثيق علاقات مع هذه القوى أو أخرى. لكننا نحاول أن نوفق سياسات هذه الدول بما فيه مصلحة القارة الأفريقية والشعوب الأفريقية، لذلك لدينا علاقات تعاون ثلاثي مع بعض الدول الكبرى لمصلحة الدول الأفريقية نفسها.
التدرج وزيادة التعاون أولا
** كنتم شاهدا على تحول منظمة الوحدة الأفريقية إلى الإتحاد الأفريقي عندما كنتم تشغلون منصب الأمين العام المساعد للمنظمة في أديس أبابا. فما هو تقويمكم لأداء الإتحاد حاليا؟ متى يتم الوصول إلى مرحلة الوحدة السياسية والنقدية بين أعضاء الإتحاد الأفريقي؟
-أدت منظمة الوحدة الأفريقية مسؤولياتها بإقتدار في مرحلة تاريخية وذلك بتصفية الإستعمار في القارة الأفريقية، ومساعدة حركات التحرير المختلفة على نيل الإستقلال لدولها وشعوبها، لكنها لم تقم بالدور الكافي في موضوع التكامل الإقتصادي بين الدول الأفريقية، ويحاول الاتحاد الأفريقي تعويض ذلك على أساس أنه لا يمثل فقط الحكومات لذلك أنشأ مؤسسات مهمة تمثل الشعوب مثل quot;برلمان عموم أفريقياquot; الذي تنتخبه برلمانات دول أفريقيا المختلفة. وهو يرعى الكثير من منظمات المجتمع المدني الأفريقية لدورها المهم في التنمية. ويحاول الإتحاد التدخل بفعالية في المشكلات الأفريقية فلديه مراقبون على الإنتخابات التي تجري في القارة الأفريقية وهو يشكل الآن قوة إنتشار أفريقية جاهزة للتدخل في مناطق الصراع. لذلك أعتقد أن الإتحاد الأفريقي يقوم بجهد لا بأس به، لكن المهم هو أن تترجم أعماله إلى التركيز أكثر على النواحي الإقتصادية في القارة لتشعر الشعوب أن هناك ترجمة لقرارات قادتها على أرض الواقع. أما بالنسبة إلى الوحدة السياسية والنقدية وإنشاء حكومة أفريقية موحدة، فلا أعتقد أن هذه الحكومة ستظهر في المستقبل المنظور لأنه يجب التدرج في هذا الموضوع وزيادة التعاون أولا قبل القفز إلى إنشاء حكومة عموم أفريقيا.
تمثيل الحكومات أقوى
** لو قارنا بين الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية كمنظمتين إقليميتين، فما هي الفروق التي يمكن أن تبرز لنا؟
-ما زال تمثيل الحكومات في جامعة الدول العربية والإتحاد الأفريقي ما زال أقوى من العناصر الأخرى، على أساس أن المنظمتين تجمعان حكومات الدول الأعضاء فيها، ويجب عند التطوير الخروج عن هذه الصيغ. صحيح أن دور الحكومات مهم وضروري لتنفيذ القرارات التي تتخذ، لكن يجب إيجاد دور لمنظمات المجتمع المدني والرأي العام ومراكز البحوث.
تعاون بين الإتحاد والجامعة
** لكن هناك من يرى أن الإتحاد الأفريقي أكثر فعالية في قراراته ومواقفه على الرغم من الإختلافات في اللغات واللهجات والإعتقادات عن جامعة الدول العربية التي تضم أعضاء يتحدثون لغة واحدة.. ما تعليقكم؟
-يحسب للإتحاد الأفريقي ذلك، على الرغم من الخلافات بين الدول والحكومات والصراعات بين بعض الدول إلا أن هذا لا يمنع من وجود قدر من التفاهم بين القادة والحكومات والأجهزة الحكومية المختلفة في القارة الأفريقية حيث يجتمع الإتحاد الأفريقي بانتظام في حين تبالغ الدول العربية كثيرا في الخلافات في ما بينها ما ينعكس سلباً على مسيرة العمل العربي المشترك. لذلك كانت هناك محاولات في جامعة الدول العربية لإقتباس بعض أساليب العمل في الإتحاد وتم تحقيق بعض ذلك وفشلت جهود أخرى. لكن هناك علاقات قوية جدا بين المنظمتين وخاصة في موضوع التعاون العربي الأفريقي والتصدي للمشكلات التي تعنى بالدول الأعضاء في المنظمتين في الوقت نفسه وعددها تسع دول أفريقية لديها عضوية مشتركة.
حل مشكلة الصحراء
** ما هي رؤيتكم لبعض التجمعات الإقليمية في أفريقيا مثل الإتحاد المغاربي العربي وتجمد نشاطه، وتجمع دول الساحل والصحراء، وتجمع أثيوبيا واليمن والسودان وجيبوتي؟
-هذه التكتلات تظهر في كل أنحاء العالم، وقد تكون المواءمة السياسية واقتراب بعض الدول في الأهداف الأيديولوجية والسياسية سبب تجمعها، لكن هناك مظلة قارية كبيرة تجمع كل هذه التكتلات، ولا تستطيع هذه التكتلات مهما عظمت قوتها أن تحل محل الإتحاد الأفريقي أو جامعة الدول العربية. ومن صالح المنظمات أن ترشد عمل هذه التكتلات، وهذا ما يقوم به الإتحاد الأفريقي حيث تشارك كل التكتلات الموجودة في القارة بفعالية في إجتماعاته، وتنسق في ما بينها. بالنسبة إلى تجميد نشاط الإتحاد المغاربي العربي فهذا الموضوع يدعو للأسف، ولكن أعتقد أنه بحل مشكلة الصحراء ستعود مسيرة عمل الإتحاد المغاربي.
لا نلوم أحداً
** أعلنتم في تصريحات سابقة أنه أثناء عملكم سفيرا لمصر في كينيا لاحظتم نشاط إيران المتزايد عن طريق بعض المؤسسات الخيرية الإيرانية التي تقدم منحاً للطلاب الكينيين للدراسة في طهران. ماذا عن الدور الإيراني والأجندة الإيرانية في أفريقيا؟ ويتردد أن إيران قامت بدور تحريضي ضد مصر مع دول حوض النيل؟
-الدور الإيراني مثل أي دور فليست إيران وحدها ناشطة في أفريقيا بل إسرائيل وتركيا والقوى الكبرى كالصين التي دخلت بقوة في أفريقيا، وكل دولة تسعى إلى تدعيم مركزها الدولي بإقامة علاقات أوثق مع الدول الأفريقية، لأن قارة أفريقيا مصدر مهم جدا للمواد الخام وأيضا قد تفيد العلاقات مع بعض الدول في الأمم المتحدة في تأييد قضايا تلك الدول. حاولت إيران استغلال بعض الصلات مع عدد من الجماعات الإسلامية ولا نستطيع أن نلومها كثيرا في هذا الموضوع بل يجب أن ننشط نحن كعالم عربي في المجال الحيوي الذي نحن على اتصال فعال معه.
مصر أقوى من إسرائيل
** ماذا عن الإختراق الإسرائيلي لأفريقيا على حساب مصر، وتأثيرها السلبي على علاقات مصر الأفريقية ؟
-الإختراق الإسرائيلي لأفريقيا موجود، ولكن أعتقد أن كل الدول الأفريقية علاقاتها مع مصر أقوى بكثير من علاقاتها مع إسرائيل. عندما بدأت حرب أكتوبر عام 1973قطعت كل الدول الأفريقية علاقاتها مع إسرائيل تأييدا لمصر الأفريقية وليس لمصر العربية، على اعتبار أن إسرائيل دولة غاصبة محتلة لأراضٍ أفريقية وذلك لأن مصر الأفريقية كان جزءا من أرضها محتلا، ورغم وجود علاقات بين إسرائيل وعدد من الدول الأفريقية فإن هذه الدول ما زالت تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني وتسمح بوجود سفارات فلسطينية في دول القارة الأفريقية. وإسرائيل تعمل في أفريقيا مدعومة من الولايات المتحدة وبعض الدول المهمة الأخرى وخاصة ألمانيا لتنفيذ مشروعاتها داخل القارة، لكنها ليست بالخطر الذي يظهر بأنها متغلغلة في كل أنحاء القارة الأفريقية، والأفارقة ليسوا أغبياء وهم متنبهون لهذا الموضوع.
مهمات خاصة
** أوفدكم الرئيس مبارك ممثلا شخصيا له في عدة إحتفالات ومناسبات أفريقية. فهل عينكم الرئيس مبارك شخصيا ممثلا له في أفريقيا؟
-هذه مهمات خاصة تنتهي بإنتهاء هذه المهمة.
ثقافة حقوق الإنسان
** بوصفكم المنسق الوطني لمشروع دعم القدرات في مجال حقوق الإنسان بالتعاون مع الأمم المتحدة. هل يمكن أن تعرفنا عن هذا المشروع وما هي أبرز إنجازاته؟
-هذا مشروع أنشئ قبل عدة سنوات بالإتفاق بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة، بهدف نشر ثقافة حقوق الإنسان بين العاملين على تنفيذ القانون في مصر من ضباط الشرطة والسادة القضاة وغيرهم لأنه لم يكن هناك اهتمام بنشر ثقافة حقوق الإنسان بين هذه الفئة المهمة. وامتد نشاط المشروع أيضا في وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، وفي الجامعات ومراكز البحوث، كما نظمنا الدورات التدريبية ونشطنا أيضا عبر موقعنا الإلكتروني. ولأن مصر لعبت دورا كبيرا جدا في وضع الإتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، مع تحفظنا على بعض ما ورد فيها لكن ما وقعت عليه مصر وصدقت عليه من قبل البرلمان أصبح جزءا لا يتجزأ من التشريع المصري يتوجب تطبيقه. وهو ما نحاول شرحه للمشاركين في هذه الدورات. أعتقد أن هناك تطورا كبيرا لا يمكن إنكاره في مجال حقوق الإنسان في مصر، لكن ليس كما نرجو تماما ولكن يجب الإعتراف أنه أمامنا الكثير لنحققه في هذا المجال لأنه يساهم في التنمية.
تطور حقوق الإنسان في مصر
** في شهر ديسمبر المقبل تحتفل الأمم المتحدة والعالم بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كعضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان والمنسق الوطني لمشروع دعم القدرات في مجال حقوق الإنسان ما هو تقويمكم لحقوق الإنسان في مصر؟
-أعتقد كما ذكرت في إجابة سابقة حدث تطور كبير في مجال حقوق الإنسان في مصر فأصبح في وزارة الداخلية بكل محافظات مصر مسؤولين عن حقوق الإنسان. وسنقيم إحتفالية كبيرة كمشروع دعم القدرات في مجال حقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي ساهمت مصر في إنشاء هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لقد حدث تطور كبير بين أفراد الشعب المصري في المطالبة بحقوقهم في التعليم والسكن الملائم والإستماع إلى شكواهم وحلها، لم نصل إلى المستوى الذي نرغب فيه ولكن أعتقد أنه يجب الإعتراف بأن حقوق الإنسان تستغل لأهداف سياسية من قبل بعض المجتمعات والدول الكبرى في حالة الضغط على دول قد لا تتوافق مع سياساتها، فتثار فيها مشاكل حقوق الإنسان في الوقت الذي تتغاضى فيه عن إنتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان إذا كانت هذه الدولة تتوافق سياساتها مع سياسات وأهداف هذه الدولة الكبيرة. لكن هذا الإعتراف يجب ألا يكون مبررا لعدم الإعتراف بحقوق الإنسان المصري.
نقلة نوعية
** ماذا على أجندة مشروع دعم القدرات في مجال حقوق الإنسان خلال الفترة القادمة؟
-بعد أن قمنا بتدريب الآلاف من ضباط الشرطة والقضاة وممثلي النيابة العامة وطلاب الجامعات وغيرهم من مؤسسات المجتمع المدني، سيكون المشروع أكثر تخصصا، وبدأنا نتناول موضوعات محددة مثل الفساد وتأثيره، وتجارة البشر والأساليب الجنائية الحديثة في ارتكاب الجرائم.
الإهتمام بأفريقيا والإنفتاح عليها
**أخيرا، ما هي أحلامكم وطموحاتكم لمصر الأفريقية وللإتحاد الأفريقي ولحقوق الإنسان في مصر؟
-أعتقد أنها أحلام يشاركني فيها كل أفراد الشعب المصري وهي أن نكون أكثر إهتماما بما يحدث في أفريقيا وبالثقافة الأفريقية. أريد من الشباب المصري الذي يعمل في أوروبا أن يفكر في أن هناك مصادر كثيرة للعمل في أفريقيا وهي مصادر مشروعة، وهذه الاحلام أعتقد أنها قابلة للتحقيق ويجب أن ننقل أحلاماً أو جزءاً منها إلى أرض الواقع.
التعليقات