أكد ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أنه أستفاد من صحبة غازي القصيبي في معرفة الكثير عن العالم الإسلامي وأنه quot;يقدر حكمته ونصحه وخبرتهquot;، وذلك في رسالة أرسلة إلى زوجة فقيد الخليج سيغريد وأعلن عنها الأول الخميس خلال حفل تكريم نظمه ناشر quot;إيلافquot; عثمان العمير وأصدقاء الراحل.


ناشرquot;إيلافquot; عثمان العمير (يسار) والسفير الكويتي خالد الدويسان وفارس القصيبي

لندن: قال ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أنه أستفاد كثيراً من صحبة غازي القصيبي في معرفة الكثير عن العالم الإسلامي وأنه quot;يقدر حكمته ونصحه وخبرتهquot;، وذلك في رسالة أرسلة إلى زوجة فقيد الخليج سيغريد وأعلن عنها يوم أمس الأول الخميس خلال حفل تكريم نظمه ناشر quot;إيلافquot; عثمان العمير وأصدقاء الراحل.

وأضاف الأمير تشارلز:quot;عزيزتي سيغريد... لا استطيع أن أعبّر لك عن عمق صدمتي لسماعي النبأ المفجع عن زوجك العزيز غازي، وها أنا ذا أتوجه إليك وإلى جميع أفراد عائلتك بأخلص التعازي وأحرّهاquot;.

ومضى في رسالته قائلاً: quot;إنني أشعر بأنه في ظروف كهذه لن تكون التعزية كافية للتخفيف من وقع المصاب، ولكن ليس لديّ إلا أطيب الذكريات وأحبّها عن العزيز غازي من أيام عمله الطويل في لندن، وعندما كان يصحبني بلطفه الجم خلال بعض زياراتي للمملكة العربية السعوديةquot;.

وزاد في قوله في الرسالة التي تكفلت الصحافية بارعة علم الدين بقراءتها: quot;أن لقاءاتي المتعدّدة بكما في لندن كانت مصدر متعة عظيمة في حياتي، وليس بمقدوري إطلاقاً أن أعرف كم سيفتقد غازي أصدقاؤه ومعارفه الكثر، ولكن بصورة خاصة، بلا شك، خادم الحرمين الشريفين، وقد أرسلت له تعازيّ العميقةquot;.

وإلى ذلك علم في البحرين أن عائلة الدكتور غازي القصيبي تدرس خيارات متعددة لتكريم فقيدها، وفقيد الأمة، بعد تعدد الأفكار، والخيارات.

وتمكنت العائلة بمبادرة من ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، تقديم قطعة أرض، توضع تحت تصرف العائلة، ضمن المشاريع التي تزمع القيام بها.

وكان ناشر quot;إيلافquot; عثمان العمير قد أعلن عن تبرع العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة بقطعة أرض في موقع قريب من الحدود السعودية، وذلك خلال حفل تأبين نظمه العمير وأصدقاء الفقيد يوم الخميس في لندن، بحضور عائلة القصيبي ومحبيه.

إقرأ ايضا في إيلاف:

مفاجآتان في حفل وداع غازي القصيبي
علي الحسن من لندن

وبدأت فعاليات حفل الراحل الكبير غازي القصيبي، في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم، الخميس، في القاعة الرئيسة في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (تشاتام هاوس) في ظل حضور كبير من قبل دبلوماسيي عاصمة الضباب.

وكانت هذه واحدة من مفاجأتين أعلنتا خلال الحفل كان ثانيهما رسالة خاصة من ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز تحدث فيها عن الفقيد القصيبي ودوره في الحياة الدبلوماسية البريطانية، وتكفلت بقراءتها على الحضور الإعلامية المعروفة بارعة علم الدين التي كانت قريبة من القصيبي ومن عائلته حتى آخر أيامه.

وبدأ حفل الوداع الذي حضره جمع حاشد غصت به القاعة بكلمة ألقاها السفير الكويتي المعروف في لندن خالد الدويسان عن صداقته التي امتدت سنوات طوال سنوات مع القصيبي، وروى خلالها عددا من المواقف الطريفة بين الرجلين.

وقال الدويسان أنه قرر في إحدى الأيام معاقبة غازي بأن جعله يجلس إلى جوار عضوين في مجلس اللوردات، جاوزا العقد الثامن بضعف كبير في السمع، وذلك خلال إحدى الحفلات الدبلوماسية التي كان ينظمها، وقد كان سعيداً وهو يلاحظ أن القصيبي بدا متململاً في جلسته، وهو يرسل نظرات التهديد والوعيد إلى مضيفه.

وبالفعل سدد الدين إلى الدويسان خلال وذلك خلال زيارة قام بها القصيبي برفقة مجموعة من السفراء العرب إلى ولي العهد الكويتي آنذاك الشيخ سعد الذي كان يتعالج من عارض صحي ألم به في العاصمة البريطانية، وقال القصيبي بلهجة جادة :quot;سموكم لدي أنا والسفراء العرب شكوى ضد سفيركمquot;، وشعر السفير أن واحدة من لمسات غازي قادمة لا محالة.

وحين طلب الشيخ سعد من غازي الحديث وهو يظن أن الأمر جدي، قال القصيبي:quot; أولاً سفيركم هذا يرهقنا كثيراً بدعوات الغداء والعشاء، والأمر الآخر أنه لعب التينس مع أحد أصدقاءنا السفراء مما تسبب في إصابة السفير وخروجه من ملعب التينس إلى سرير المستشفىquot;.

وبعد هذه المداعبة القصيبية طُلب من الدويسان رسمياً عدم لعب التينس مع أي من السفراء العرب في لندن.

وبصوت مؤثر قال الدويسان: quot;لقد كان غازي أكبر من الحياةquot;.

وبعد ذلك تناوب الحضور الذين تحدثوا عن ذكرياتهم وعلاقاتهم الشخصية مع القصيبي، وكانت كلمة مندوب السعودية في اليونسكو زياد الدريس مؤثرة وهو يتحدث عن غازي وعلاقته مع اليونيسكو وهزائمه وحكاية أمسيته الأخيرة في باريس، التي حوت عدداً من اللحظات الحزينة التي جمعت بين الرجلين.

الدويسان يلقي كملة مؤثرة عن ذكرياته مع غازي

وكان من بين المتحدثين كل من أحمد الدبيان، رئيس المركز الإسلامي، وجهاد الخازن، وبارعة علم الدين، وعبد الباري عطوان، وجوناثان اتكنز وعددا من الشخصيات الدبلوماسية، بينما تحدث وليد البراهيم وعبد الرحمن الراشد خلال فيلم وثائقي عرض خلال الاحتفال.

وكان ناشر quot;إيلافquot; عثمان العمير، وبضعة من أصدقاء الراحل المعروف غازي القصيبي، قد نظموا حفل وداع في لندن، للحديث عن لمحات من حياة الفقيد، بحضور عدد من الفعاليات الإعلامية والدبلوماسية التي تقاطعت طرقها مع طريق القصيبي، وخصوصاً أصدقاؤه الإعلاميون الذين كانوا يرونه زميلاً اكثر من كونه مسؤولاً.

واستبق الصحافي العربي المعروف محي الدين اللاذقاني كلمات الحضور ليقول في حديث عن منظم الحفل العمير:quot; حين ترفرف روح ذلك الفنان الكبير فوقكم في ساحة سان جيمس سأشعر بحزن مضاعف لأني لن أكون معكم (.....) كان يضحك معنا من محيطه ومن العالم ومن نفسه ميزة الأرواح الكبيرة ذات الغنى الإنساني الاستثنائي الذي مثله غازي فنانا ودبلوماسيا ووزيرا. وقبل هؤلاء جميعا إنسانا نادرا بأخلاقه ومواهبه وصفاتهquot;.

ويضيف :quot;ومع غمامة الحزن التي تلفنا كلما تذكرناه جماعة أو فرادى. دعنا نتذكر أنه ربما يكون الآن مع الطيب صالح في كوكب ما يتسامران. ويشعران بالغبطة لأن الوفاء لن ينقرض من هذا الكوكب مع وجود أصدقاء من أمثالك. يقرنون المحبة بالأفعال قبل الأقوالquot;.

كما عرض فيلم وثائقي يحوي مقتطفات من سيرة حياة غازي القصيبي التي كانت زاخرة بالتجارب والأحداث، وخصوصاً الشعر وعالم الأدب حيث كان يهوى ويحب.

وللقصيبي حكايات كبيرة في حياته السياسية كان الشعر محورها الرئيس دائماً وأبدا، إذ فقد إحدى وزاراته في ثمانينات القرن الفائت بسبب قصيدة نشرها بعنوان quot;آخر رسائل المتنبي لسيف الدولةquot; وجهها بشكل خفي إلى العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز، رغم أن القصيبي يُشير دوماً إلى أن لا علاقة لها بقرار إقالته.

وكان ثانيها فقده لمنصبه كسفير لحكومة بلاده لدى بلاط سانت جيمس البريطاني بعد نشره قصيدة في صحيفة quot;الحياةquot; اللندنية على أيسر صفحتها الأولى أيد فيها منفذي العمليات الانتحارية في فلسطين، ومهدياً إياها إلى آيات الأخرس التي فجرت نفسها في عملية انتحارية في القدس.

وفي ما يلي تنقل quot;إيلافquot; بالصور أجواء حفل تكريم حفل تكريم غازي القصيبي الذي نظمه ناشر quot;إيلافquot; عثمان العمير وأصدقاء الراحل:

تصوير: همبار نركيزيان

ناشر ايلاف والسفير الكويتي خالد الدويسان وفارس القصيبي
ابن الفقيد يتسلم هدية من أحد المشاركين
حضور طاغي لأصدقاء الفقيد في حفل وداعه
زياد الدريس مندوب السعودية لدى اليونسكو

الدويسان يلقي كملة مؤثرة عن ذكرياته مع غازي
أحمد الدبيان رئيس المركز الإسلامي في لندن

ابن الفقيد وقريبته وافراد من عائلة القصيبي