عندما قررت صيحفة الجزيرة تكريم الدكتورغازي القصيبي قبل عام أو أكثر وأصدرت ملحقا يتضمن مجموعة كبيرة من مقالات لكبار المثقفين العرب تتناول تجربته الإنسانية والأدبية والأدارية، كتب غازي وقتها رسالة لرئيس التحريرخالد المالك يخبره بأنه لم يعد بحاجة إلى جائزة نوبل حيث اعتبر ذلك التكريم هوquot;نوبله quot;على حد قوله وقررأن يترك التواضع المصطنع ويعلن سعادته بتلك الكتابات وطالب الجزيرة بتحويل ذلك العدد إلى كتاب وقد كان كتاب quot;الاستثناء quot;الذي كرم غازي حيا.

اليوم وأنا أرى هذا التدفق في تكريم غازي عبررثائه بعد رحيله وتلك الكلمات التي نقرأها منذ وفاته في الخامس من رمضان،كتابات من مختلف التيارات ومن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،كل مقال لامس جانبا من غازي المتعدد أوquot;الكثيرquot;على حد وصف الكاتبة غادة السمان له،فهذا تعرف عليه سفيرا والآخرطالبا والثالث وزيرا والرابع زميل حرف والخامس ناقد ورثاء من مجلة أجنبية وآخرمن صحيفة معارضة وتلك تكتب له قصيدة جميلة وذلك يكشف سرا -لا أتذكرأن ثمة رجل آخرقد حظي بهذا الكم من رسائل الحزن - ولو كان غازي حيا لطالب بجمع ما كتب في رثائه في كتاب وهذا ما يتوقع من أسرته وسيكون هذا الكتاب هو تتويج لكتبه الكثيرة

وكل من يعرف الدكتورغازي يعرف قدرته الفائقة في استثماركل تجربة يمربها في الكتابة سواء في بيت صغير أو قصيدة أو كتاب وهاهو يرحل وكتبه لا تزال في المطابع حيث ظل ينزف حبره حتى النفس الاخير،ولعله الآن يكتب تجربته في رحلته الأخيرة ويسخرمن بعض ما كتب ويبتسم للبعض الآخر لكن بالتأكيد جمع ما كتب بين دفتي كتاب أمرسيسعده

تحكي لي صديقة مقربة من أسرته أنه فاجأ زوجته مرة بحفل عيد ميلادها بخاتم يحمل أحجارا بعدد سنوات عمرها،وهذا الجانب الحميم غازي الأب وغازي الزوج يحتاج ايضا لإضاءة لتكتمل صورة هذا النموذج الذي هو ليس ملائكيا ولا كاملا وله هفواته لكنه بالتاكيد نموذج استثنائي يستحق التعرف عليه أكثر واكثر
[email protected]
reemalsaleh.blogspot.com