تنفذ إيران حاليا مسرحية مكشوفة ومثيرة للأشمئزاز ، وذلك بأظهار الأحزاب الشيعية العراقية بمظهر المستقل عنها، والوطني المتحكم بقراره السياسي ، وتتعمد إيران تسريب الأخبار التي تشير الى رفض هذه الأحزاب للأوامر الإيرانية، ويتم فبركة تحليلات تحاول خداع الرأي العام بأن هذه الأحزاب وقفت بوجه التدخل الإيراني بدليل الخلافات التي نشبت بينها وعدم اتفاقها على رئيس وزراء شيعي يمثلها لغاية الآن.
وكما هو واضح الموضوع بأكمله عبارة عن مسرحية من النوع الرديء ، فلا أحد في العراق حاليا يتحرك أو يتصرف أو يتخد قرار من دون موافقة إيران ، بل ان القرارات الكبرى التي تخص شؤون الدولة العراقية يتم تصديرها من إيران على شكل أوامر صارمة من نظام ولاية الفقيه الى العراق ، ومن يعرف طبيعة الولاء العقائدي للأحزاب الشيعية الى إيران.. يعلم ان هذه التنظيمات تعتبر إطاعة إيران وتنفيذ مخططاتها في العراق من تجسس وتخريب ونهب ثروات وقتل للناس... تعد هذه الجرائم من وجهة نظرها جهادا في سبيل الله وخدمة للاسلام والتشيع.
وقد تجلى الدهاء والصبر الإيراني في عملية تعطيل تشكيل الحكومة العراقية، اذ أستخدمت إيران ورقة تشكيل الحكومة لمساومة الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية لتقاسم النفوذ معها ، وايضا لإنهاك الاحزاب المنافسة للتنظيمات الشيعية وإجبارها على تقديم المزيد من التنازلات بعد ان دب في نفسها التعب ونفاد الصبر واليأس.
والأمر نفسه ينطبق على التنظيمات والشخصيات العربية السنية ، فالقرار السني في العراق مرتبط بشكل مطلقا بالدول العربية ، والسني العراقي يعتبر رهن ارادة العراق بيد الدول العربية واستضافة مجرمي القاعدة والمخابرات السورية والمشاركة في قتل ابناء الشعب العراقي يعتبر هذا عملاً قوميا شريفا ولايشعر منه بالعار ، بل نجد ان الساسة السنة يتباهون في الإرتماء علنا في احضان النظام السوري المسؤول عن دعم الإرهاب وقتل ابناء شعبهم.
أما التنظيمات الكردية.. فهي تلعب على جميع الحبال، وتعلن صراحة انها لاتنتمي للعراق، بل تتحدث بشكل رسمي عن كراهيتها وعداوتها للدولة العراقية بصورتها الراهنة وتفتخر انها رفعت السلاح ضدها وقتلت ابناء العراق تنفيذا لأوامر الأتحاد السوفيتي وايران وسوريا وليبيا وغيرها.
أذن.. فالحديث عن استقلال القرار السياسي العراقي هو كذبة مفضوحة، فالجميع مرتبط بجهات خارجية ، والخطير في الأمر ان جميع القوى السياسية الفاعلة تتصرف وفق أوامر الدول المحيطة بالعراق وبالضد من مصالحه، و أننا امام خيانة وطنية جماعية للقوى السياسية العراقية!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات