كشف النقاب عن أنالمعلومات التي قدمتها السعودية إلى الولايات المتحدة وقادت لضبط الطرود المفخخة كانت بمثابةالتحذير الثالث والأكثر تحديداً من جانب السعوديين في سلسلة من التحذيرات العاجلة على نحو متزايد إلى مسؤولي الاستخبارات ودوائر مكافحة الإرهاب في بريطانيا، وألمانيا، وكذلك الولايات المتحدة.


القاهرة:نقلت تقارير صحافية اليوم عن عن مسؤولين أوروبيين وأميركيين قولهم إن مسؤولين استخباراتيين سعوديين سبق لهم أن حذروا الولايات المتحدة في أوائل شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي من أن تنظيم القاعدة في اليمن كان يخطط لشن هجوم إرهابي باستخدام طائرة أو أكثر قبل ثلاثة أسابيع من مؤامرة الطرود المفخخة التي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة على متن طائرات شحن، وتم الكشف عن وجودها في آخر لحظة ببريطانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالتصحيفة النيويورك تايمز الأميركية الصادرة اليومأن ذلك التحذير السعودي أتى بعد أيام من اعتراض مسؤولين سعوديين عدة طرود في منتصف شهر أيلول/ سبتمبر، وهي الطرود التي كانت تحتوي على كتب وأوراق واسطوانات وغيرها من الأدوات المنزلية التي كان يتم شحنها إلى شيكاغو من اليمن. وأوضحت الصحيفة كذلك أن الأميركيين نظروا في احتمالية أن تكون تلك الطرود اختبار لإحدى الهجمات الإرهابية.

ومضت الصحيفة تقول إن المسؤولين الأميركيين حذروا من أن تلك المعلومات السعودية التي تم الكشف عنها أوائل شهر أكتوبر، رغم أنها كانت أكثر تحديداً عن غيرها من التحذيرات السابقة، إلا أنها لم تشر إلى هجوم وشيك على نظام الشحن الجوي.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قال جورج ليتل، المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية، في إشارة إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية: quot;على مدى الأشهر القليلة الماضية، تلقينا معلومات استخباراتية ndash; اطَّلَعت عليها مختلف الدوائر الحكومية ndash; من شركائنا بالخارج عن التهديدات التي تحدق بنا من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وغيرها من الجماعات الإرهابيةquot;.

وقد أدت المعلومات الاستخباراتية التي قدمها مسؤولون استخباراتيون سعوديون للإدارة الأميركية في الـ 28 من الشهر الماضي عن احتمالية وجود قنابل على متن طائرات شحن إلى بدء المسؤولين في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان عملية بحث مُكثّفة.

واستناداً إلى ما أوضحه المسؤولون الذين تحدثوا إلى الصحيفة الأميركية في هذا الشأن، فإن تلك المعلومات كانت التحذير الثالث والأكثر تحديداً من جانب السعوديين في سلسلة من التحذيرات العاجلة على نحو متزايد إلى مسؤولي الاستخبارات ودوائر مكافحة الإرهاب في بريطانيا، وألمانيا، وكذلك الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون استخباراتيون أوروبيون إن التحذير الأول كان في شهر تموز / يوليو الماضي، وكان تحذيراً عاماً من احتمالية شن هجوم على الولايات المتحدة أو أوروبا. وأشاروا كذلك إلى أن المخابرات السعودية قدّمت تحذيراً أكثر تفصيلاً في التاسع من شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، يقول إن تنظيم القاعدة في اليمن انتهى قبل أربعة أيام من التخطيط لشن هجوم على الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا، وأنه سيتم باستخدام طائرة أو طائرتين، ربما في وقت واحد. وأردف المسؤولون بقولهم إن التحذير أشار إلى أن الهجمات ستتكشف في غضون أسبوع أو نحو ذلك.

لكن مسؤول أميركي أوضح أن المعلومات الاستخباراتية لم تعط معلومات محددة عن الكيفية التي سيتم بها تنفيذ الهجوم. وأضاف هذا المسؤول قائلاً :quot; لم تتضمن المعلومات التي تلقيناها مطلع شهر أكتوبر أي إشارة إلى وجود طائرات شحن، أو التفاصيل الدقيقة للمؤامرة. فلم يكن يعرف أحد، على سبيل المثال، أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تستهدف على وجه التحديد طائرات تغادر اليمن. وقد أُخِذ كل هذا على محمل الجد بصورة تامة، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الجميع يتحركون بصورة سريعة عندما اتصل السعوديون بالمسؤولين الأميركيين الأسبوع الماضيquot;.