أكدت أثينا أن الطرود التي كان عدد منها مرسلاً إلى قادة وسفارات لا علاقة لها بالإرهاب العالمي.


بروكسل، أثينا: قالت الحكومة اليونانية الأربعاء إن مجموعة الطرود المفخخة التي عثر عليها في اليونان، والتي كان عدد منها مرسلاً إلى قادة أوروبيين وسفارات أجنبية في أثينا quot;لا علاقة لهاquot; بالإرهاب العالمي.

وصرح وزير الخارجية اليوناني ديمتريس دروتساس للصحافيين في أثينا أن quot;جميع الأدلة حتى الآن تظهر بوضوح أن هذه الحوادث لا علاقة لها بأي نوع من الإرهاب الدولي المنظمquot;.

وتم حتى الآن رصد 13 طردًا ملغومًا، من بينها طرد وصل إلى مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين، وعثر على طرد آخر على متن طائرة بريد كانت متوجه إلى باريس، وتم تحويل مسارها إلى بولونيا في إيطاليا في وقت متأخر من الثلاثاء، ويعتقد أن الطرد كان موجهًا لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني.

وعثر الاثنين على طرد ثالث كان موجهًا إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. واعتقل الرجلان اللذان كانا يحملانه، وتبين أنهما مطلوبان للاشتباه بأنهما عضوان في مجموعة يسارية فوضوية متطرفة تدعى quot;مؤامرة خلايا النارquot;.

عقب ذلك عززت السلطات الإجراءات الأمنية المحيطة بالسفارات الأجنبية في أثينا. وقال الوزير quot;اتصلنا بكل السفارات لإبلاغها بالحوادث الاثنين، وطلبنا منها توخي الحذر بشأن البريدquot;. وأضاف إنه quot;بفضل هذا التعاون تمكنا من العثور على طرود أخرى الثلاثاء. وعندما تسلمت السفارات مثل هذه الطرود قامت بالاتصال بنا على الفور، وأرسلنا خبراء وتمت السيطرة على المتفجراتquot;. وأكد quot;تحدثت مع بعض السفراء بشكل شخصي أمس (الثلاثاء)، وأعربوا عن تقديرهم للإجراءات الاستباقية، وكان التعاون ممتازًاquot;.

إجتماع أوروبي تقني لدراسة قضية الطرود

بدورها عبرت المفوضية الأوروبية عن قناعتها أن التهديدات الإرهابية لدول التكتل الموحد قائمة دائماً، مشيرة إلى ضرورة quot;توخي الحذرquot; على كل المستويات.

جاء ذلك على لسان الناطق باسم المفوضية الأوروبية ميشال سيركون، الذي أعلن عن إنعقاد إجتماع على مستوى خبراء في مجال الامن الجوي والمتفجرات يوم الجمعة المقبل في بروكسل من أجل متابعة تطورات قضية الطرود الملغومة التي وصلت إلى العديد من السفارات، ووجهت لمسؤولين أوروبيين خلال الأيام القليلة الماضية.

وأعلن سيركون أن اجتماع الخبراء الذي تعقده المفوضية الاوروبية والرئاسة البلجيكية للاتحاد الاوروبي، سيدرس الردود الضرورية والتعديلات المحتملة على القوانين السارية.

وأوضح أن المفوضية تتابع عن كثب ما يجري، فـquot;لقد قمنا بالإشتراك مع بلجيكا، التي ترأس الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، بالدعوة إلى إجتماع خبراء يضم شركاء من الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وأستراليا، إضافة إلى ممثلي القطاعات المعنية كافة، مثل النقل وإدارات نقل الطرود البريدية وتسليمها وخبراء إدارة المتفجراتquot;.

وأشار إلى أن وصول طرود مشبوهة من اليونان واليمن قد استدعت الدعوة لمثل هذا الإجتماع الطارئ، مشدداً على أن الإتحاد الأوروبي يطبق quot;قواعد صارمةquot; في مجال نقل الطرود ومراقبتها. ونوه في هذا الصدد أن quot;لا علم لي بإمكانية تعديل القواعد حالياً، ما سيجري يوم الجمعة المقبل هو تقييم للوضع وتقديم إقتراحات للعمل المستقبليquot;.

ونفى أن تكون المفوضية الأوروبية قد تلقت طروداً مشبوهة، مشيرًا إلى أن المفوضية رفعت درجة الحذر لدى جميع موظفيها والمتعاملين معها.

وذكر تشركونه أن مكتب إستقبال المفوضية لن يقبل أي طرد يسلم له مباشرة، وقال quot;نرفض كل طرد بريدي يسلم لنا مباشرة، ولا نتسلم سوى ما يتم إرساله عن طريق البريد المركزي، وهو أمر ينطبق على كل طواقم المفوضية وأقسامهاquot;.

كما نفى الناطق علمه بأي نية لإغلاق المجال الجوي الأوروبي عامة أمام شحنات الطرود البريدية الآتية من البلدان غير الأعضاء في الإتحاد، مؤكداً أن النقاش سيكون quot;موسعاًquot; ويشمل كل الشركاء العاملين في القطاع من شركات طيران شحن ونقل وتسليم الطرود، ليتم تحديد مواطن الخطر وطرق التعامل معها.

يذكر أن الطرود البريدية الآتية من اليمن أو التي تم ضبطها في اليونان، قد أثارت موجة ذعر عارمة في الأوساط الأوروبية، رغم نفي الكثير من المسؤولين لإحتمال وجود ارتباط بين الجهات التي أرسلت الطرود من اليمن باتجاه الولايات المتحدة الأميركية عن طريق دول أوروبية، أو الطرود التي وجدت في اليونان.

وقد علقت اليونان الأربعاء إرسال البريد إلى الخارج بعد العثور على طرود مفخخة أرسلت إلى عدد من القادة الأوروبيين مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني وعدد من السفارات في أثينا.

إلىذلك، تشن الشرطة اليونانية الاربعاء عملية بحث لاعتقال اشخاص يشتبه في انتمائهم الى التيار الفوضوي المحلي ارسلوا 13 طردا مفخخا الى عدد من السلطات الاجنبية عثر عليها منذ الاثنين وبينها اثنان في المانيا وواحد في ايطاليا.

ونشرت الشرطة صور خمسة رجال تتراوح اعمارهم بين 21 وثلاثين سنة، مطلوبين منذ 2009 لانتمائهم المفترض الى حركة فوضوية تدعى quot;مؤامرة خلايا النارquot;، ودعت كل من لديه قرائن الى المساعدة على القبض عليهم.

وطرحت فرضية تورط المجموعة في قضية الطرود المفخخة التي ارسلت الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني وعدد من السفارات في اثينا، الاثنين مع اعتقال اثنين من المتشبه فيهم مباشرة اثر تسليمهم طردين مفخخين الى وكالة بريد سريع في اثينا.

وبعد استنفارها اثر انفجار احد هذه الطرود الاثنين، تمكنت السلطات اليونانية الثلاثاء من رصد معظمها باستثناء طرد وصل الى مقر المستشارة الالمانية حيث تحكمت فيه اجهزة امن انغيلا ميركل. اما الطرد الموجه الى برلوسكوني فقد ضبط مساء الثلاثاء على متن طائرة بريدية في مطار بولونيا (ايطاليا) ما دفع بالسلطات اليونانية الى تعليق كافة نشاط البريد نحو الخارج لمدة يومين.

وفيما يخص الطرد الذي كان موجها الى ساركوزي فضبط الاثنين بحوزة احد المشتبه فيهما اللذين اعتقلا في اثينا وعمرهما 22 و24 سنة. وكان احدهما وهو طالب في الكيمياء مطلوب بتهمة الانتماء الى quot;التآمرquot; ورفض الاثنان التعامل مع الشرطة.

وافاد مصدر امني ان العبوات المتفجرة الضعيفة المفعول والتي وصف انفجارها في اثنيا بانه يتسبب في quot;انبعاث لهبquot;، كانت مخباة في كتب انتزعت منها صفحاتها. وانتقدت وسائل الاعلام اليونانية سلطات البلاد التي تتخبط في ازمة مالية خانقة، وقالت انها تاخرت في تقييم الخطر والسيطرة على مراكز البريد رغم النجاح الذي ححقته الاثنين عبر الاعتقالات وضبط الطرود الاربعة الاولى.

وكتبت صحيفة تا نيا الموالية للحكومة ان quot;الارهابيين الجدد ومن يتزعمهم يحاولون النيل من سمعة اليونان في الخارج (...) ويحاولون ايضا تحريك وسائل الاعلام الاجنبية (...) وبث الخوف في الراي العامquot;. من جانبها اشارت صحيفة كاثيميريني الليبرالية الى ان quot;البلاد تواجه مشكلة ارهاب خطيرة كما تدل على ذلك عمليات جيل جديد من المتطرفينquot;.

مانيلا تعزز اجراءاتها الأمنية

في غضون ذلك، عززت الفيليبين الاربعاء تدابيرها الامنية في العاصمة مانيلا، بعد التحذيرات التي اصدرتها دول غربية عدة حول مخاطر وقوع اعتداءات. وحذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واستراليا مواطنيها من امكان تعرض الاماكن العامة التي يقصدها السياح من بينها المراكز التجارية والمطارات لاعتداءات.

ولفتت وزارة الخارجية الاسترالية الاربعاء الى ان quot;معلومات موثوقة تشير الى ان اعتداءات ارهابية قد تكون وشيكة في مانيلا، خصوصا في الاماكن التي يقصدها السياحquot;. ورفعت الدول الغربية من تاهبها لمواجهة اي اعتداء، بعد اكتشاف طردين مفخخين الجمعة في مطاري دبي وايست ميدلاندز في بريطانيا ارسلتهما القاعدة بحسب الولايات المتحدة من صنعاء.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفيليبينية ادوين لاسييردا ان quot;التحذيرات للمسافرين (...) تندرج في سياق انذار عالمي من نشاطات ارهابية محتملة، ليس فقط في الفيليبينquot;. واضاف quot;اننا نعمل مع حلفائنا للتحقق من معلومات اجهزة الاستخبارات وتنسيق ردودنا في حال دعت الحاجة. وعلى سبيل الاحتياط، تم رفع مستوى الانذار للقوات المسلحة والشرطة الوطنية في العاصمةquot;.

وتم وضع الشرطة والجيش في مستوى انذار quot;احمرquot;، ما يعني مثلا ان الجنود لا يحق لهم مغادرة ثكناتهم ليبقوا على اهبة الاستعداد اذا دعت الحاجة. وتحصل غالبية الاعتداءات وعمليات الخطف في جنوب البلاد، خصوصا في جزيرة مينداناو حيث تنشط حركات انفصالية عدة خصوصا الحركات الاسلامية وابرزها جماعة ابو سياف التي تتهمها السلطات بالارتباط بالقاعدة.