رغم أن البريطانيين يتمتعون بصحة جيدة مقارنة مع الأميركيين إلا أنّ نسبة الوفيات في إنكلترا مرتفعة عن تلك في الولايات المتحدة.


وجد الباحثون أن الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 55-56 عام يعانون من الأمراض المزمنة أكثر من أقرانهم فى إنكلترا، بينما تنخفض معدلات الوفاة في الأفراد فوق الـ 65 عاما فى الولايات المتحدة عن أمثالهم فى المملكة المتحدة، فى حين أنهم يشتركون فى وجود الأمراض، وذلك وفقا للنتائج التى نشرتها مجلة علم السكان.

وأضاف أحد الباحثين أن الفرد المصاب بأحد الأمراض فى سن متقدم فى إنكلترا، يموت أسرع من المريض الأميركي، ويرجع هذا إلى أن النظام الطبي فى الولايات المتحدة قد يكون أفضل من النظام فى إنكلترا.
وقد قام سميث بدراسة تحليلية على البنوك التى يتعامل معها عدد من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 55-64 عاما، والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري، فأظهرت هذه الدراسة أن عددهم يصل إلى ضعف عدد أقرانهم فى إنكلترا، وقد شملت هذه الدراسة جميع الفئات الإجتماعية والإقتصادية.

وفى دراسة جديدة أجراها الباحثون حول ظهور وإنتشار الأمراض بين المسنين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 حتى 64 عاما وحتى 70، 80 عاما، فى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال السنوات الماضية، بين عامي (2002-2006)، وقاموا أيضا بدراسة معدلات الوفيات فى كلا البلدين، وجد أن إنتشار الأمراض أعلى فى الولايات المتحدة عن إنكلترا، مثل مرض السكري وإرتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وأمراض الرئة المزمنة والسرطان.

ووجد الباحثون إرتفاع معدلات السكري فى الولايات المتحدة عن إنكلترا بنسبة قدرها 17.2 % تقريبا مقابل 10.4% وإنتشار مرض السرطان بنسبة 17.9 % فى الولايات المتحدة مقارنة بـ 7.8% بالنسبة للأشخاص الذين هم فى السبعينات من عمرهم.

وعلى الرغم من إرتفاع حالات الإصابة والمرض فى أميركا إلا أن معدل الوفيات منخفض لديهم فى الأعمار المتقدمة مقارنة بالإنجليز، ويقول الباحثون أن هناك تفسيرات محتملة لإرتفاع معدل الوفيات فى إنكلترا بعد سن 65 عاما مقارنة بالأميركيين، وترجع هذه التفسيرات إلى وجود رعاية طبية عالية الجودة فى الولايات المتحدة عن إنكلترا، بمعنى أن هذه الأمراض المزمنة ليست سببا فى الموت بين معظم الناس الذين يعيشون فى الولايات المتحدة.

وأضاف سميث أن مشكلة الولايات المتحدة ليست مشكلة رعاية صحية ولكنها مشكلة مرض زائد، والحل لهذه المشكلة قد يكون خارج نطاق تقديم رعاية صحية أفضل، إنما هو اللجوء إلى تغيير نمط الحياة والتصرفات السلبية فى ذلك المجتمع.

وقد شملت هذه الدراسة أيضا العلاقة بين دخل الفرد فى كلا البلدين، حيث أن الفقراء هم أكثر عرضة للوفاة عن الذين يعيشون حياة مترفة، وأكد الباحثون أن الطريق الرئيسي بين الصحة والثروة هو أن سوء الحالة الصحية تؤدي إلى إستنزاف الأموال والثروات.

وقد أيد هذا البحث من قبل المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة والمجلس الإقتصادي والإجتماعي فى المملكة المتحدة ومجلس البحوث، وقد أجريت هذه الدراسة من خلال معهد الدراسات المالية فى لندن ومركز السياسات الإجتماعية فى الولايات المتحدة.