باتت الاحزاب الموالية للجيش في بورما على قناعة بالفوز في اول انتخابات تجرى في البلاد.


رانجون: بدت الاحزاب الموالية للجيش البورمي الاثنين متأكدة من الفوز غداة اول انتخابات تجري في بورما منذ عشرين سنة، في اقتراع نددت به الدول الغربية وشابته مواجهات دامية بين قوات النظام العسكري ومتمردين من اتنية كارن.

ونددت الولايات المتحدة واوروبا بالظروف التي اقيم فيها الاقتراع بينما نشرت الصحف المحلية صور كبار القادة وعلى راسهم الجنرال ثان شو وهو يدلي بصوته.

واسفرت معارك اندلعت الاثنين بين متمردين من اتنية كارن والجيش البورمي في مدينة مياوادي عند الحدود مع تايلاند (شرق) عن سقوط ثلاثة قتلى مدنيين واصابة عدد اخر في دلالة على توتر شديد بين السلطة المركزية والاقليات الاتنية تنذر منذ اسابيع باندلاع بؤر حرب اهلية.

ونشرت صحيفة نيو لايت اوف ميانمار الحكومية لوائح quot;الفائزينquot; في الانتخابات في 57 دائرة منها 55 لم يتقدم فيها سوى مرشح واحد في اغلب الاحيان ينتمي الى حزب اتحاد التضامن والتنمية الموالي للنظام العسكري الحاكم.

لكن النتائج الرسمية لن تصدر الا بعد ايام في هذا البلد الذي يعد خمسين مليون ساكن معظمهم في مناطق جبلية نائية.

وكتبت صحيفة نيو لايت على موقعها من الانترنت ان quot;مسؤولي مكاتب الاقتراع فتحوا الصناديق واحصوا الاصوات وسجلوا اللوائح بشكل منهجي بعد ان انتهى الناخبون من الاقتراعquot; ونشرت صور سفراء اجانب يزورون مكاتب الاقتراع.

لكن تلك الزيارات لم تقنع احدا باستثناء الصين حليفة النظام العسكري والتي اعتبرت صحافتها الرسمية الاقتراع quot;تقدماquot; ودعت الغرب الى quot;خفض عدائيتهquot; ازاء النظام العسكري.

ونددت واشنطن وباريس ولندن وبروكسل وكانبيرا وطوكيو بانتخابات ليس عادلة ولا منصفة بعد حملة منحازة بشكل فاضح الى العسكريين على خليفة اتهامات بالتزوير.

وبدت النتيجة محسومة سلفا لصالح اتحاد التضامن والتنمية الذي شكله النظام العسكري الحاكم قبل اشهر، في البرلمان المتكون من مجلسين وفي المجالس الاقليمية، على الاقل بفضل ربع المقاعد التي منحت سلفا الى العسكريين.

ويفترض ان يحل خلفه حزب الوحدة الوطنية القريب من النظام السابق للجنرال ني وين (1962-1988) حتى وان اعتبر بعض الخبراء انه قد لا يدعم بشكل كامل المجلس العسكري.

كذلك انتقد العديد من المحللين عدم نزاهة الاقتراع وانتهاك المعايير الدولية المبدئية لكنهم اشاروا في الوقت نفسه الى احتمال وصول ممثلين للمعارضة الى هذه المجالس على المدى البعيد.

واعتبرت دونا غيست من منظمة العفو الدولية ان quot;الاستراتيجية العامة كانت تتمثل في فرض قيود على نطاق واسع قبل تنظيم الانتخاباتquot; لكن quot;قد تفتح بعض المجالات السياسيةquot; في المستقبل.

وقد فازت الرابطة الوطنية الديمقراطية التي تتزعمها المعارضة اونغ سان سو تشي في اقتراع 1990.

لكن بعد عشرين سنة يبدو النظام العسكري اقوى من اي وقت مضى فيما قاطعت الرابطة الاقتراع ما ادى الى حلها بينما لا تزال سو تشي قيد الاقامة الجبرية بدون توقف منذ 2003 وقد حرمت من حريتها 15 سنة من السنوات ال21 الماضية، وهي في عزلة تامة.

وصدر اخر حكم عليها بالاقامة الجبرية في اب/اغسطس 2009 وسينتهي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر ما اثار آمالا في الافراج عن الحائزة جائزة نوبل للسلام.