الحريري: وسام الحسن موضع ثقتنا التامة

زهرا: المحكمة انشئت بقرار من مجلس الأمن ولا يتوقف عملها إلا بقرار مماثل

quot;سي بي سيquot; تشير لضلوع حزب الله باغتيال الحريري والأمم المتحدة تنتقد

يبدو أنّ الوضع اللبناني الداخلي يتوجه نحو المزيد من التصعيد، ففيما عرض التلفزيون الكندي العام فيلماً وثائقياً أشار فيه إلى ضلوع حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أبدى مسؤولون لبنانيون تخوفهم من تأثر حركة الاتصالات السعودية السورية بسفر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة للعلاج.


بيروت: أبدى مسؤولون لبنانيون تخوفهم من تأثر حركة الاتصالات السعودية السورية النشطة لمعالجة الوضع المضطرب في لبنان، الناجم عن الخلاف المستحكم بين فريقي الأكثرية والمعارضة حول المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال رفيق الحريري، بسفر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الولايات المتحدة للعلاج، خصوصاً أن مستشاره ونجله الأمير عبد العزيز بن عبد الله الذي يتولى التواصل مع القيادة السورية والبحث في السبل الكفيلة بإخراج لبنان من أزمته يرافقه في هذه الرحلة من دون معرفة المدة التي سيتطلبها علاج العاهل السعودي من الانزلاق الغضروفي الذي أصيب به وما اذا كان نجله سيمكث معه طوال الفترة التي يقتضيها العلاج.

وكانت وسائل إعلام لبنانية عدة ذكرت في اليومين الماضيين أن الامير عبد العزيز وصل الى دمشق، بعد اجازة عيد الاضحى حاملاً معه مجموعة أفكار ومقترحات من شأنها ترسيخ الاستقرار على الساحة الداخلية والحؤول دون حصول أي إهتزاز أمني بفعل القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة والمتضمن كما يتردد اتهاماً لعناصر من حزب الله بالضلوع في الجريمة المذكورة، لكن تبين ان مثل هذه الزيارة لم تحصل وقد استعيض منها باتصال هاتفي تم بين الامير عبد العزيز والقيادة السورية، علماً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ما فتئ يعوّل على معادلة الـ quot;س.سquot; ويبدي اطمئنانه لبقاء الوضع في لبنان تحت السيطرة بفعل هذه المظلة العربية كان توقع في حديث صحافي أدلى به أول من أمس مجيء نجل الملك عبد الله الى العاصمة السورية بين لحظة وأخرى.

وفي هذا الاطار نفى المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل ما ذكرته اكثر من محطة تلفزيونية لبنانية من ان الامير بندر بن سلطان رافق الامير عبد العزيز في الزيارة التي حكي عنها الكثير ولم تتحقق رغم توقعات أوساط سياسية متابعة أن تكون حاسمة.

كما أبلغ النائب خليل quot;إيلافquot; ان لبنان لم يتلق حتى الساعة اي طرح سواء من الجانب السوري او السعودي يتعلق بالحلول المقترحة لمعالجة الأزمة اللبنانية، لافتاً الى ما قاله بري بهذا الشأن حين سئل عن مصير الاتصالات السورية - السعودية اذ اجاب quot;انا مثل سائر اللبنانيين الذين يتابعون هذا الموضوع فالأمور تراوح مكانها طوال الاسبوعين الاخيرين لكنني مع ذلك لم اقطع خيوط الامل والتعويل على جهود الـ quot;س.سquot;.

وفي هذا الاطار قال السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري الذي أكد مرافقة الامير عبد العزيز بن عبد الله والده الملك عبد الله بن عبد العزيز في رحلة العلاج الى اميركا ان التواصل والتشاور بين القيادتين السعودية والسورية مستمر وهو لم ينقطع يوماً، واوضح لـ quot;إيلافquot; ان وجود الامير عبد العزيز خارج المملكة لن يحول دون الابقاء على هذا التواصل، مشدداً في الوقت نفسه ان على اللبنانيين اولاً وأخيراً تدبر أمورهم والاتفاق على كل ما من شأنه ان يعزز الاستقرار والسلم الاهلي والوحدة الوطنية معولاً في ذلك على حكمة القادة والمسؤولين الذين لن يعجزوا عن ايجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة او تلك ومهما بلغ حجمها.

هذا وفيما بات بحكم المؤكد عدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بحجة وجود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قطر وقدوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى بيروت غداً ومغادرة رئيس الحكومة سعد الحريري الى طهران نهاية الاسبوع الجاري، تلقت الاوساط السياسية والشعبية امس المزيد من التسريبات الاعلامية عما تخبئه المحكمة الدولية في قرارها الظني لكن من كندا هذه المرة، حيث عرض التلفزيون الكندي العام (سي.بي.سي) فيلماً وثائقياً نسب المعلومات الواردة فيه الى مصادر في لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة والتي تشير الى اتهام quot;حزب اللهquot; بالتورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

واذا كان الفيلم المذكور الذي تبرأت منه كل من الامم المتحدة والمحكمة الدولية يضيء على الدور الذي لعبه الرائد في فرع المعلومات وسام عيد في كشفه ارقام هواتف عائدة الى عناصر من حزب الله استخدمت في مسرح الجريمة، فانه بالتالي يحمّل لجنة التحقيق المذكورة مسؤولية عدم تأمين حماية كافية له حيث نجح المتربصون به في اغتياله.

الا ان الجديد في الفيلم، وهو ما لم يسبقه اليه اي تسريب اعلامي آخر، فيتعلق بطرحه تساؤلات عن سبب غياب رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن عن موكب الرئيس الحريري يوم وقوع الاغتيال علماً ان الاول كان يرافقه كظله ويتولى ادارة شؤون مكتبه حينذاك.

وقد استغرب العضو في كتلة quot;لبنان اولاًquot; النائب عقاب صقر ما اورده الفيلم بخصوص العقيد الحسن مشيراً الى ان لجنة التحقيق الدولية تشيد بتعاونه معها فكيف يعقل لمن طلع بهذا الفيلم المفبرك ان يثير الشكوك حوله. اما العقيد الحسن الذي يلتزم الصمت رغم كل الهجوم والانتقادات التي يتعرض لها فيكتفي بالقول كما ينقل عنه قريبون منه quot;الحقيقة ستظهر عاجلاً ام آجلاً وان غداً لناظره قريبquot;.