برز امس لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان بنظيره السوري بشار الاسد، واعتبر الكثيرون ان هذا اللقاء حرّك الجمود المسيطر على الوضع اللبناني بسبب الاختلاف على ملف شهود الزور وأُنعشت الآمال المعقودة على التفاهم السوري السعودي، في استيعاب التأزم الداخلي والضغط باتجاه ترسيخ التهدئة.

بيروت: يعتبر النائب السابق الدكتور مصطفى علوش ( تيار المستقبل) في حديثه لإيلاف ان القمة السورية اللبنانية التي عقدت امس اتت في السياق ذاته للتهدئة والمحافظة على الاستقرار، الذي بدأ مع القمة الثلاثية ومن ثم استكمل بالحوار السعودي السوري، هناك وضع قائم ولا يزال قابلاً للإنفجار في اي لحظة في لبنان وفي المنطقة بأجمعها، واتت زيارة الرئيس ميشال سليمان في ظل التنسيق مع القيادة السورية في هذا الموضوع.

وردًا على سؤال هل حركة الجمود المسيطرة على الوضع اللبناني بسبب الاختلاف على موضوع شهود الزور ستتغير بعد اللقاء امس؟ يجيب:quot; لا اعتقد بان هناك جديد على هذا الموضوع، وما حكم التوازن الذي حصل في الاسابيع الماضية سوف يبقى، لان الجميع اقتنع الآن بان مسألة إثارة quot;شهود الزورquot; لن تغير في مسار المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، لذلك فان الكل اليوم يستعد للمرحلة الثانية وهي مرحلة صدور القرار الظني.

ولدى سؤاله هل هناك أمل في استيعاب التأزم الداخلي والضغوط باتجاه ترسيخ التهدئة والحفاظ على الإستقرار العام؟ يجيب:quot; الامل موجود بالتأكيد، والمشكلة هي ان الخلافات الواقعة ليست محصورة فقط بالمحكمة الدولية، هناك خلافات على مجمل المواضيع، هناك شرخ وطني حاد على معنى لبنان، تبقى مسألة المحكمة الدولية احد التفاصيل في هذا الخلاف، لذلك فان الأمور بحسب إعتقادي لن تحل في لبنان بشكل كامل إلا بعد ان تحل مشاكل المنطقة باجمعها.

وردًا على سؤال بانه تم البحث بين الرئيسين الأسد وسليمان بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، هل برأيك اليوم العلاقات السورية اللبنانية على المسار الصحيح؟ يجيب:quot; اعتقد ان العلاقات اللبنانية السورية قطعت أشواطاً واسعة باتجاه تثبيتها، ولكنني مقتنع بان العلاقات الثنائية بين دولة واخرى، والخالية من الإستعمال المتبادل لن تصل الى مرحلة ثابتة الا بعد الوصول الى حلول للمنطقة باجمعها.
ولدى سؤاله بان رئيس الحكومة سعد الحريري اتصل بالرئيس السوري بشار الاسد وتناولا خلال الحديث التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، كل هذه الإتصالات هل ستفضي الى تهدئة بعد العيد؟ يجيب:quot; اعتقد ان التهدئة قائمة لكن على المستوى الامني، اما على المستوى السياسي فالامور قد تستمر على ما هي عليه الآن.

التيار الوطني الحر

يقول القيادي في التيار الوطني الحر انطوان نصرالله لإيلاف ان اي لقاء بين الاطراف جيد، ويعتبر ان كل شيىء مرتبط اليوم بالقرار الظني وكيفية التعاطي معه، وتداعياته، اكثر مما هو مرتبط باللقاءات التي تجري رغم اهميتها، ويؤكد انه يجب ان نعرف من يريد الاستقرار الداخلي ومن لا يريد ذلك، والمطلوب اليوم مبادرة داخلية تقوم على تحرك شامل لكل الاطراف، وتعود المؤسسات لتلعب دورها بمعنى معالجة النقاط داخل المؤسسات، وخصوصًا ان الظروف التي ترافق الإجتماعات الخارجية تنعكس داخليًا.

عن بحث العلاقات المتميزة بين لبنان وسورية خلال لقاء الاسد وسليمان يقول نصرالله ان العلاقات اللبنانية السورية على الصعيد الرسمي جيدة، وهي على مستوى المؤسسات، ولكن هناك بعض الاطراف في لبنان لديهم انفصام في الشخصية في التعاطي مع الموضوع، وعن اتصال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بالرئيس السوري امس يقول ان موضوع التهدئة في لبنان هو داخلي ويجب على رئيس الحكومة القيام بمبادرة داخلية، وانعقاد لمجلس الوزراء وبحث الامور الخلافية فيه وعدم تأجيل المواضيع.