67 عامًا على انتهاء الانتداب الفرنسي في لبنان ونيله استقلاله، والسؤال هل لبنان مستقل فعليًا اليوم؟ ما الذي يطالب به المواطن العادي حتى يشعر بانتمائه الوطني، ويفخر بهذا الاستقلال الذي بات مجرد عيد يحتفل به كل عام، وانظاره شاخصة نحو استقلال فعلي يجعل من لبنان هذا البلد الذي يحلم ان يستقل عن كل الارتهانات الخارجية.
يحتفل لبنان اليوم بعيد استقلاله الـ67 للتحرّر من الإنتداب الفرنسي يومها وقف الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح وقفة الرافض للذل والعبودية وتحوّلت قلعة بشامون التي سُجن فيها الرئيسان الى رمز للتحرّر والكرامة، يومها دفعت المواطنية زعماءنا وأحرارنا الى الثورة ضدّ الجيوش الأجنبية فسقطوا شهداء للوطن ومنحونا جواز المرور نحو الحرية.
وهكذا وبعد 23 سنة من الوجود العسكري الفرنسي على الأراضي اللبنانية، كان يوم الجلاء والذي لا تزال صخرة نهر الكلب شاهدة على جلاء آخر جندي فرنسي عن الأرض اللبنانية، لكن ونتيجة للأطماع السياسية الخارجية والإقليمية في لبنان، دخل اللبنانيون في صراعات داخلية بدعم خارجي لتحقيق المكاسب السياسية للدول المجاورة والغربية ما عزّز الإنقسام المذهبي والطائفي لأبناء البلد الواحد.
ماذا يقول المواطن اللبناني في عيد استقلاله وهل استقل لبنان فعليًا اليوم؟
تعتبر رانيا نادر ان طموح كل شعب ان يكون مستقرًا ومستقلاً، وصلنا الى الاستقلال ولكن فعليًا لا نعيشه، فقبلاً كنا نقول ان الوجود السوري في لبنان يعرقل الإستقلال، اليوم خرج السوري، ولم نحصل على الاستقلال الفعلي.
ويجب على الشعب ان يعرف معنى الاستقلال، والجميع اليوم لديه مرجعيات خارجية، والامر يشكل مشكلة في ما خص استقلالية القرارات، وتضيف لن يتوصل لبنان بمفرده الى الاستقلال الفعلي الا اذا توصلت الدول في ما بينها إلى تأمين هذا الإستقلال، وأمنياتها في عيد الإستقلال ان تتوقف الحروب في لبنان، لان هذه الاخيرة تتم للحصول على الاستقلال، وليس نحصل على الاستقلال وتستمر الحروب، ويجب القيام بمجمل قوانين ترضي الجميع، وتشعر الكل بانتماءاته الوطنية.
تقول ليلى ديراني إنه عندما يأتي عيد الاستقلال تتطلع الى الاستقلال الحقيقي في لبنان ومتى سنحصل عليه، بالنسبة إليها الاستقلال ليس من خلال التخلص من جيش يحتل لبنان، بل استقلال النفوس لدى اللبنانيين، وان يكونوا قلبًا واحدًا وكلمة موحدة، حتى يزدهر لبنان، من كل النواحي الاقتصادية والسياسية، هذا هو الاستقلال الحقيقي عندما يكون المواطن مرتاحًا في بلاده، ولا يفكر بخوف على مستقبل اولاده، وهذا ما نطمح له في عيد الاستقلال، وتضيف:quot;يجب على اللبنانيين ان يعرفوا اهمية بلدهم، مستقل عن كل بلاد العالم، ويجب ان يعملوا جهدهم من اجل ازدهاره، وليس من اجل مصالح او جماعة اخرى، يجب ان يشعر اللبناني بانتمائه الى الوطن وليس إلى حزبه وطائفته، ويبقى الامل ان يتحقق ذلك، ونتمنى هذا الشيء لاولادنا كما تمنى اهلنا لنا ذلك، ونتمنى ان يعيش اولادنا في بلد مستقل اسمه لبنان.
يعتبر ميلاد فرح ان الاستقلال في البلدان الراقية هو قيمة تاريخ وعناء شعب كي يحصل عليه، نحن يمكن للاسف لا نعرف قيمة بلادنا ان كانت الحضارية او الاقتصادية او الثقافية، ويمكن أن ينبثق من هذا الامر عدم تعلقنا بالارض، فعندما يكون هناك استباحة لأرضنا في الجنوب، لا يتأثر الشمال بذلك، وكذلك في المناطق الاخرى، لا نملك الرابط الاساسي للوطنية الحقيقية، ويجب ان يكون ذلك ضمن منهاج التعليم التربوي في المدارس والجامعات، واليوم اذا سألنا شباب لبنان ماذا يعني لك البلد، يتقوقع كل واحد في حيه ومنطقته.
لم يستطيعوا تنمية حس الوطنية بعيدًا عن المنأى الطائفي والذاتي يجب ان يبدأوا منذ اليوم حتى نربح استقلالنا الحقيقي على المدى البعيد.
ويتابع:quot;يجب على الشباب الذين يشكلون اساسًا للوطن في الجامعات والمدارس ان تتم تنميتهم وطنيًا وليس حزبيًا وطائفيًا، ويجب ترسيخ الإيمان بلبنان وبأن البلد للجميع، وأثبتت التجارب ان البلد لم تستطع طائفة واحدة ان تحكمه لوحدها، ولم يستطع احد مذهبيًا ذلك ايضًا، ولا احد يستفرد بالقرار، لاننا مزيج اديان توافقنا ان نعيش في هذا البلد.
ويضيف:quot; الاستقلال الذي اعطانا اياه الفرنسيون انتهى بوصاية واعتاد البلد الوصايات غير المباشرة، من هنا لا نعرف قيمة الإستقلال الفعلي، لاننا لم نحصل عليه الا من خلال طريقة صورية.
ولا احد أتى إلى تنمية قدرات الاستقلال لدى الشباب، الثقافات والنقابات والانتخابات التي تحصل في الجامعات تهتم فقط حزبيًا وطائفيًا ومناطقيًا، لا نرى اليوم في الجامعات نواة فكرية تخص البلد، بل لطوائف وأحزاب وبكل بلدان العالم الاحزاب هي التي تعطي شمولية للوطن، في لبنان للاسف الاحزاب تأخذ طابع الأداء الشخصي لممثل الحزب.
واذا اخذنا الاحزاب اللبنانية نراها مرتبطة بعائلات وافراد واشخاص.
فاديا الحر تؤكد ان عيد الاستقلال مهم وفخر لكل اللبنانيين، ولكن صراحة لا نشعر بانه فعلي، ومن خلال تتبعها للاخبار تشعر اننا مرتهنون بالدول المحيطة والبعيدة، لاننا لم نستطع الاتفاق في ما بيننا الا بعد حصول الطائف، ولم نتفق في ما بيننا الا بعد التوافق السوري السعودي، اي استقلال نتحدث عنه وكل الدول تلعب بمصيرنا، وكلبنانيين اذا تركنا لمصيرنا سوف نحصل على استقلالنا ونقوي جيشنا، نحن شعب ذكي، لكن التدخلات الخارجية لاسباب خاصة فيها قد تكون استراتيجية تمنع حدوث الاستقلال الحقيقي.
وتقول ان لعيد الاستقلال شعورا خاصا لكن نتمنى ان يكون حقيقيًا وليس فقط بالعرض العسكري والمظاهر بل في قلوبنا وتصرفاتنا ومحبتنا لبعضنا.
وتعتبر ان هذا الاستقلال لن يؤثر في تهدئة الخطابات السياسية ستبقى كما هي، ويجب الحصول على استقلال حقيقي من خلال عدم تدخل الدول الكبرى بمصيرنا.
التعليقات