يقولبشار الأسدإن السياسات الإسرائيلية اجهضت جهود سوريا الحثيثة لتحقيق السلام في المنطقة.


دمشق: حذر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم من ان غياب السلام سيزيد من حالة التوتر في منطقة الشرق الاوسط محملا اسرائيل مسؤولية تقويض الجهود الرامية الى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.

وأدلى الأسد بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيسة الهندية براتيبا باتيل عقب محادثات رسمية جرت بينهما هنا تناولت تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية والعلاقات بين البلدين.

واشار الاسد الى أن السياسات الاسرائيلية أجهضت جهود سوريا الحثيثة لتحقيق السلام في المنطقة، مؤكداً ان السلام المبني على اسس وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وعودة الحقوق لاصحابها الشرعيين وحده الكفيل بضمان الامن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.

وفي الشأن الفلسطيني اعرب الاسد عن امله في ان تساعد العلاقة بين الهند وسوريا برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المحاصر بجدار الفصل العنصري.

أما بالنسبة للملف النووي الايراني فقد جدد الرئيس السوري دعم بلاده لما ورد في البيان المشترك لوزراء خارجية الهند والصين وروسيا مؤخرا بشأن حق ايران وجميع الدول بامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية مع التأكيد على ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع انواع أسلحة الدمار الشامل.

وأعرب في هذا الاطار عن تأييد ودعم سوريا لحصول الهند على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي مؤكدا في الوقت ذاته وقوف بلاده الى جانب الهند في مواجهة الارهاب بكافة اشكاله والوصول الى عالم آمن ومستقر.

وقال ان دمشق تتفق مع الهند على ضرورة اصلاح الامم المتحدة لتصبح اكثر ديمقراطية وتمثيلا وكفاءة وترحب بانتخاب الهند في مجلس الامن وتتطلع الى تعاون كبير معها داخل المجلس.

وأوضح الاسد ان مباحثاته مع الرئيسة باتيل تناولت مواضيع تم التأسيس لها خلال زيارته الى الهند في عام 2008 حيث جرى التركيز على ضرورة تطوير ورفع العلاقات الاقتصادية الى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية بين البلدين.

ولفت الى ان حجم التبادل التجاري ورغم التزايد الذي يشهده لا يزال متواضعا بالنظر الى امكانات البلدين ومكانتهما سواء من ناحية الموقع الجغرافي او التكتلات الاقليمية التي يرتبطان بها والتي تتيح اسواقا واسعة وواعدة لحركة وتدفقات التجارة.

وشدد على ان الهند تحظى باهتمام سوري خاص لغناها بالموارد الطبيعية ولكونها جزءا من منطقة اسواق ضخمة في آسيا وريادتها في المجال الاقتصادي والتطور العلمي والتقني.

وأضاف ان المباحثات تناولت أيضا علاقات البلدين المتنامية في قطاعات اقتصادية كالصناعة والزراعة والصحة والنفط والثروة المعدنية والفوسفات والكهرباء والنقل والاتصالات فضلا عن امكان اقامة شراكات استراتيجية حقيقية في مجالات الصناعة المختلفة.

من جهتها جددت رئيسة الهند دعم بلادها لحق سوريا الشرعي في مرتفعات الجولان واعادتها في اقرب وقت الى سوريا معربة في الوقت ذاته عن دعم بلادها للقضايا العربية العادلة وضرورة ايجاد حل سلمي شامل ودائم لمشكلة الشرق الاوسط استنادا الى قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.

وأكدت باتيل مباحثاتها مع الاسد بأنها كانت quot;ودية وبناءةquot; وشملت العديد من الموضوعات المشتركة وبخاصة القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.

كما اعربت عن التزام بلادها بتطوير العلاقات السورية الهندية مشيرة الى ان التطورات والاصلاحات الاقتصادية التي شهدتها سوريا في السنوات الماضية ستساعد في تعزيز الترابط الاقتصادي والصناعي والتجاري بين البلدين.

وكشفت عن ان أعضاء الوفد الاقتصادي المرافق لها سيناقشون مع نظرائهم السوريين الفرص الجديدة لتشجيع الشركات الهندية على مزيد من العمل في السوق السورية معلنة انه سيتم اطلاق مجلس الاعمال السوري الهندي غدا بهدف تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية.

وذكرت باتيل ان الهند قدمت قيمة ائتمانية تقدر ب100 مليون دولار لاقامة مشاريع يتفق عليها لاحقا بهدف تشجيع الشركات الهندية على مزيد من العمل في مشاريع تنموية ما يعطيها معرفة اكثر بالسوق السورية.

ومن المقرر ان تلتقي رئيسة الهند خلال زيارتها التي تستمر اربعة ايام رئيسي مجلسي الوزراء محمد ناجي عطري والشعب محمود الابرش كما سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال تشجيع وحماية الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي والتعاون المشترك في المجال الزراعي.

وكانت سوريا والهند وقعتا بدمشق في اكتوبر الماضي مذكرة تفاهم لتطوير قطاع الفوسفات والاسمدة لانتاج حمض الفوسفور والاسمدة الفوسفاتية المختلفة لتغطية حاجات سوقي البلدين كما وقع البلدان في شهر يوليو الماضي ثلاث اتفاقيات في مجال الصناعة وتسهيل التجارة واعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية من سمات الدخول.

وتبلغ قيمة الاستثمارات الهندية في سوريا حوالي 600 مليون دولار امريكي وذلك بعد شراء الشركة الوطنية الهندية للنفط والشركة الوطنية الصينية للنفط حصة شركة (بتروكندا) في الشركة السورية للنفط (الفرات) البالغة 37 بالمئة بقيمة بلغت 573 مليون دولار.