أكدت سوريا أن المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل لن تتم إلا عبر الوسيط التركي.
نيقوسيا: أفاد مصدر رسمي سوري ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم جدد الاحد تمسك بلاده بالوسيط التركي في المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل. وأفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان المعلم جدد في تصريح للصحفيين على هامش الاجتماع الوزاري الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى على ان المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل quot;يجب ان تتم عبر الوسيط التركيquot;.
واشاد المعلم بالدور التركي الذي quot;برهن انه وسيط نزيه ومن الطبيعي ان نتمسك بهquot;، مشيرا الى ان المباحثات يجب ان quot;تبدا من النقطة التي توقفت عندها فى تركياquot;. وعقدت آخر جولة من المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة بوساطة تركية في ايار/مايو 2008 الا ان هذه المفاوضات انهارت مع الحرب الاسرائيلية في غزة نهاية 2008.
واكد المعلم ان quot;اي جهد من اطراف اخرى حول هذا الموضوع يجب ان يصب باتجاه مساعدة الدور التركيquot;. وكان الرئيس السوري بشار الاسد لفت خلال استقباله موفد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، جان كلود كوسران في ايلول/سبتمبر الماضي الى quot;اهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن من اجل البناء على ما تم التوصل اليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركيquot;.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت اوائل اب/اغسطس انها عينت السفير جان كلود كوسران موفدا فرنسيا للمساهمة في تحريك المسار الاسرائيلي السوري من عملية السلام في الشرق الاوسط. وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في حزيران/يونيو 1967 وضمتها سنة 1981 في اطار، معاهدة سلام محتملة.
سوريا وتركيا تؤكدان رغبتهما في زيادة مستوى التعاون بينهما
وعلى صعيد متصل، أكدت سوريا وتركيا على رغبتهما في زيادة ورفع مستوى التعاون بينهما والذي وصفه معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني بانه quot;مثال يحتذىquot; به في العلاقات بين الدول وجاذبا للمزيد من التعاون مع دول اخرى في المنطقة.
واكد توركماني في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ونقله التلفزيون السوري مباشرة على الهواء quot;اننا نعبر عن رضانا عن سير تطور هذه العلاقةquot;. واضاف توركماني في المؤتمر الذي عقد عند اختتام اعمال الاجتماع الوزاري الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى السوري التركي quot;اننا نتطلع الى الامام نحو المزيد من التطور والارتقاء في مجالات التعاون كافة سواء وردت في الاتفاقيات ام لم تردquot;
وكانت سوريا وتركيا وقعتا اتفاقا لتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي، خلال زيارة قام بها الرئيس السوري بشار الاسد لتركيا في 16 ايلول/سبتمبر الفائت. وانعقد مجلس التعاون على المستوى الوزاري الاول في مدينة غازي عنتاب التركية في 13 تشرين الاول/اكتوبر الفائت، وتم الاتفاق في ختامه على ابرام اكثر من ثلاثين اتفاقا وعشرة بروتوكولات ومذكرة تفاهم تشمل مجالات امنية وعسكرية اضافة الى الدفاع والتعليم والتجارة والاستثمار والصحة والزراعة والطاقة والثقافة والسياحة والبيئة.
كما وقعت سوريا وتركيا اتفاقا ينص على الغاء تأشيرة الدخول بين البلدين. واشار المسؤول السوري الى ان quot;هذه العلاقة تشكل نموذجا يحتذى به في منطقتنا وبلاد اخرى في العالمquot;، لافتا الى ان هذا النموذج quot;بدا يجذب اليه العديد من البلاد التي ترغب بالتعاون بشكل مشترك مع سوريا وتركيا او الانضمام الى هذا التعاون المثمر والنموذجي بين بلدين جارينquot;
واشار الى ان هذا الجذب انتهى الى quot;ايجاد فكرة منطقة تعاون بين سوريا وتركيا ولبنان والاردنquot;، كاشفا عن اجتماعات لاحقة يتم تحضيرها quot;لجمع هذه البلاد في منظومة تعاون اقتصادي قد تتطور الى مجلس تعاونquot;.
واكد توركماني على وجود quot;رؤية سياسية متوافقة باتجاه قضايا المنطقةquot; معتبرا انها quot;مساهمة جدية في تامين الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسطquot;. وعبر توركماني عن ايمانه بان quot;هذا التعاون سيخلق منطقة امنة ومزدهرة ذات تنمية مستدامة تصنع بايدي شعوب منطقتناquot;.
من جهته عبر داود اوغلو quot;عن ثقته بالعلاقة القوية التى تجمع شعبي البلدين ودعم كل منهما لقضايا الاخر وان التعاون بين البلدين سيساهم في حل المشكلات التي تعاني منها المنطقةquot;. واشار داود اوغلو الى ان quot;سوريا وتركيا تسعيان لتحقيق الامن والاستقرار والتعاون في كل الميادين والمجالات لمصلحة البلدين ومنفعة الشعبين الشقيقينquot;.
ولفت الى انه quot;علينا أن نستفيد من التجارب والامكانيات المتوفرة من الصحة الى التعليم والامن والتعاون في كل الميادين ونحن نتطلع الى تحقيق التنمية في هذه المنطقة بواسطة التعاونquot;. واثمر الاجتماع الوزاري الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي الذي عقد في اللاذقية من 2الى 3 تشرين الاول /اكتوبر 2010 عن التوقيع على عدد من البروتوكولات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مجالات حركة المسافرين والبضائع والزراعة والمساعدات الفنية، كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا).
كما رحب اعضاء المجلس بالتفاهم الذي تم التوصل إليه بين الجانب السوري ومصرف اكزيم التركي لتوفير خط ائتماني إلى سورية بقيمة 180 مليون يورو لتمويل مشاريع محددة في سوريا ستنفذها شركات تركية، بحسب الوكالة. كما اشار داود أوغلو الى الاتفاقية التي تم التوقيع عليها quot;لتنظيف الالغام على الحدود بين البلدينquot; وquot;اقامة منطقة تجارية حرةquot;.
وتطورت العلاقات السورية التركية في شكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا بعد فترة طويلة من التوتر على خلفية تقاسم مياه الفرات ووضع منطقة لواء اسكندرون (ارض سورية تنازل عنها الانتداب الفرنسي العام 1939 لتركيا). واضطلعت تركيا العام الفائت بدور الوسيط في مفاوضات سلام غير مباشرة بين سوريا واسرائيل.
التعليقات