إستغل اليمنيون كأس الخليج العربي ليبتكروا النكات ويروجوا لها، خاصة بعد هزيمة فريقهم وخروجه من دائرة المنافسة على لقب بطل الخليج. ويقول الكاتب الرياضي صالح الحميدي لـquot;إيلافquot; إن quot;النكتة تتولد نتيجة وضع إقتصادي أو معيشي، فتصبح عاملا أساسيا لقهر الهزيمة النفسيةquot;.


جانب من المباراة التي جمعت منتخبي اليمن والسعودية

مع قرب إنتهاء دورة كأس الخليج العربي (خليجي 20)، تكون الساحة اليمنية قد ابتكرت عدداً كبيراً من النكات والفكاهات التي تناقلها الناس عبر الهواتف والبريد الإلكتروني وخلال اللقاءات العامة.

ومثلت الهزائم الثلاث التي تلقاها المنتخب اليمني امام منتخبات السعودية والكويت وقطر، مصدرًا للسخرية وصناعة النكتة بكل مستوياتها الاجتماعية والسياسية والرياضية.

quot;حلم واحد، هدف واحدquot;.. هذه الجملة كانت عبارة عن لوحة دعائية لشركة اتصالات، وحين خرج منتخب اليمن من المنافسة بدأ الناس يستخدمون هذا الشعار لتجسيد ما حدث، فهو هدف وحيد سجله اللاعب أكرم الورافي في مرمى المنتخب القطري.

أما النكتة التي شهدت تداولاً واسعاً فهي تلك التي تم تناقلها عقب الهزيمة المدوية لنادي ريال مدريد أمام نادي برشلونة بخماسية نظيفة، حيث انتشرت مجموعة من النكت منها quot;خبر عاجل: اليمن يلعب مباراة ودية مع ريال مدريد نظراً لنفس الأداء والكفاءة بين اللاعبينquot;، وأخرى تقول إن ريال مدريد أصبح quot;ريال يمنيquot;، وهو العملة اليمنية وقيست بذلك نظراً لرخص قيمتها أمام العملات الأخرى. كما قالت نكتة أخرى إن quot;خوسيه مورينيو مدرب ريال مدريد ليلة الكلاسيكو حلم بأنه يدرب منتخب اليمن، فتلقى تلك النتيجة من برشلونةquot;.

الضحك على ما يبكي

لم يشبع الجمهور اليمني من جلد منتخبه الوطني الذي كان يعرف سابقاً بـ quot;أبو نقطةquot; وهو لقب يطلق على أحد أنواع الموز اليمني، وكانوا يقصدون بذلك النقطة التي حصل عليها اليمن في quot;خليجي 19quot; نتيجة تعادله مع أحد المنتخبات، لكنه هذه المرة خسر حتى تلك النقطة.

كما تقول إحدى النكات إن اليمن حصل على أول بطاقة صفراء، وأول بطاقة حمراء، و9 بطاقات صفراء وتلقى 9 أهداف في مرماه، ومجموع هذه الأرقام يساوي 20، وهو رقم البطولة، ومنهم من أطلق على خليجي 20، اسم خليجي 29 نسبة إلى عدد الأهداف في مرمى اليمن ورقم البطولة.

فقد إستخدم صناع النكتة كل شيء من لوحات دعائية وحكم وأفكار لصناعة النكتة خلال دورة الخليج، حيث اعتبر شعار quot;اليمن أولاquot; الذي يرفع في اللوحات الدعائية التابعة لهيئة التوعية، على أنه دلالة على خروج اليمن كأول منتخب من الدور الأول للبطولة.

كما انتشرت لوحة إعلانية أخرى في شوارع عدن تابعة لبنك التسليف الحكومي، كتب عليها quot;نحو الهدفquot; واعتبرت أنها quot;نحو الهدف الوحيد لمنتخب اليمنquot;.

للسياسة أيضاً دورها

من النكات السياسية التي تم تداولها بين الناس أن عدداً كبيراً من المشجعين هم ممن دفعوا من قبل أجهزة حكومية، ولا علاقة لهم بالرياضة، وحين لعب اليمن ضد المنتخب القطري، ارتدى اللاعبون اليمنيون اللون الأبيض والقطريون اللون العنابي فشجع الجمهور اليمني منتخب قطر لأنهم يعتقدون أن أي لون أحمر هو لون المنتخب اليمني.

أما النكتة الأقسى فهي أن أحد المسؤولين الحكوميين ممن ليس لهم علاقة بالرياضة استدعي عقب هزيمة اليمن من السعودية، فوصل وأخذ يصرخ في وجه اللاعبين، هل صحيح هزمتم بأربعة، ثم إلتفت للاعبين الاحتياطيين وصرخ في وجوههم quot;ليش ما نزلتم تساعدوا زملاءكمquot;؟.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ذهب أحدهم فاستعان بأحد الحكماء لينقل على لسانه حكمة ثلاثية تقول: ثلاثة يثيرون الغضب: quot;عابد الوثن، وزارع الفتن.. ثم سكت فقيل له، من الثالث، فأجهش بالبكاء وأدار رأسه وقال: ومنتخب اليمن.. فبكى وأبكى من حولهquot;.

يقول الكاتب الرياضي صالح الحميدي وهو أحد أبرز الإعلاميين من ناقلي وصناع النكتة في حديث مقتضب لـquot;إيلافquot; إن quot;النكتة تتولد نتيجة وضع اقتصادي أو معيشي أو هزائم نفسية، فالمرء يحاول أن يتخلص من الهزيمة النفسية بالنكتة حيث تصبح عاملا أساسيا لقهر الهزيمة النفسيةquot;. ويضيف quot;النكتة تكون نتاجاً للأتراح أكثر منها للأفراح، وهزائم منتخب اليمن جعلته مثاراً للسخريةquot;.

لم يسلم أحد من النكات من رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي الذي وصفه البعض بـ quot;عيسي مماتوquot;، على وزن quot;عيسى حياتوquot; رئيس اتحاد كرة القدم في قارة إفريقيا، إلى مسؤولي الإعلام في البطولة وغيرهم من المسؤولين. وتناقل الصحافيون نكتة مفادها أن أحد الصحافيين لم يجد بطاقة دخوله فظل يبحث عنها وسأل جميع من قابلهم في المركز الإعلامي، حتى مدرب المنتخب العماني صادف وجوده في مؤتمر صحافي فسأله quot;ما شفت بطاقتي يا سعادة المدربquot;.