دعا الأمير خالد الفيصل في افتتاح مؤتمر quot;فكر9quot; لاكتساب الاساليب الحديثة التي تحفز الوعي بدور العرب الحضاري.


عقدت مؤسسة الفكر العربي مؤتمرها السنوي التاسع quot;فكر9quot; تحت عنوان quot;العالم يرسم المستقبل.. دور العربquot; في فندق فينيسيا انتركونتينتال في بيروت اليوم برعاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان.

وتستمر جلسات المؤتمر على مدى يومين وتستعرض دور العرب في صناعة الحضارة والمستقبل وقضايا تنمية اقتصاد المعرفة والابداع الاجتماعي في العالم العربي والفكر العربي الحديث والتصالح مع العصر.

وفي اليوم الأول دعا رئيس مؤسسة الفكر العربي أمير منطقة مكة خالد الفيصل في كلمته إلى تحقيق النفع للجميع حتى تسود ثقافة العمل، كما دعا العرب الى اكتساب الاساليب الحديثة والفاعلة التي تحفز الوعي بدورهم الحضاري وتطلق قدراتهم الانية لصناعة المستقبل.

وقال إن مؤسسة الفكر العربي تواكب الاهتمام العربي والاسلامي بالحوار بين الثقافات والاديان، معربا عن ايمانه بحكمة الانفتاح على ثقافات العالم والسعي لتعزيز الحوار الموضوعي معها.

وقال الأمير خالد quot;يتبنى هذا المؤتمر في دورته موضوعاً بالغ الأهمية، عن الدور الحيوي الواجب والمستحق لأمتنا العربية، في خطط العالم نحو المستقبل، على مرجعية دورها السابق في مسيرة الحضارة الإنسانية، وثراء حاضرها بالفرص والإمكانات، التي تؤهلها مجدداً لدور فاعل في صناعة هذه الحضارة، باعتبار أن الحضارة الإنسانية واحدة، تتناوب الأمم أدوار التأثر والتأثير في صناعتها، والتعاطي مع مخرجاتها إرسالاً واستقبالاً فيما بينهاquot;.

وأضاف quot;ونظراً لتعاظم هذا التناوب وتسارعه، بفعل الثورة الهائلة في تقنيات الاتصالات والمواصلات، فقد حرص المؤتمر على أن يجمع في ساحته بين أصحاب المبادرات، وصانعي القرار، والأكاديميين، والمثقفين، في المحيطين العربي والعالميquot;.

وتابع quot;ومؤسسة الفكر العربي إذ تواكب الاهتمام العربي والإسلامي، بالحوار بين الثقافات والأديان، الذي تبناه وأطلق شعلته خــادم الحـــرمين الشريفيــن، الملـك عبد الله بن عبد العزيز، تؤمن بحكمة الانفتاح على ثقافات العالم، وتسعى لتعزيز الحوار الموضوعي معها، والبناء على المشتركات وما أكثرها، وإقامة الشراكات التي تحقق النفع للجميع. ولا شك أننا نسعى بذلك إلى أن تسود ثقافة العمل من أجــل أن يســود السلام -القائم على العدل والتكافؤ والتعاون- في ربوع المعمورة، بديلا ًعن الصراع والتناحر، الذي يهدر الطاقات الإنسانية، ويهدد السلم العالميquot;. كلمة الأمير خالد الفيصل كاملة

سليمان: لبنان في خدمة الثقافة

بدوره أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم اهمية دور لبنان في خدمة النهضة الثقافية العربية، مشيدا بالحرص الذي تبديه مؤسسة الفكر العربي على التفاعل بين النخب الثقافية وصانعي القرار للاسهام في استكشاف المستقبل والتعامل مع قضاياه وهواجسه. وأشار سليمان إلى أن العرب يواجهون تحديات تحقيق المزاوجة بين السلام والفكر النهضوي التنويري والفكر المقاوم لكل احتلال.

وفي كلمته قال أمين عام مؤسسة الفكر العربي سليمان عبد المنعمquot;نحييكم ونرحب بكم في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر السنوي العام لمؤسسة الفكر العربي quot;فكر 9quot; والذي تحتضنه بيروت الفصيحة المثقفة، والمثقفة المبدعة حتى في قلقها! بيروت التي أنابت عنا جميعاً وهي تفكر وتتساءل وتبحث عن تصالح عبقري بين العروبة والتنوّع الإنساني الخلاّق، فلم يزدها هذا التنوّع إلا تشبثاً بعروبتها... ولم تزدها العروبة إلا انفتاحاً على إنسانيتها.

وأضاف quot;ندرك أن دورنا الزمان والمكان لأصحاب الرؤى والأفكار، فنستمع في هذا المؤتمر إلى نخبة من صنّاع القرار ورموز القطاع الخاص والمجتمع الأهلي والمفكرين والخبراء في مناقشات مطولة ليوميه حول أسئلة الحاضر العربي، وتحديات المستقبلquot;.

وكان الأمير خالد الفيصل اطلع الرئيس على الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال الدورة التاسعة من المؤتمر وخطط وأهداف مؤسسة الفكر العربي التي يرأسها.

وقدم الأمير للرئيس اللبناني خلال استقباله له أمس في قصر بعبدا، نسخة من التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربي الذي أطلقته اليوم. ورحب الرئيس سليمان بأمير منطقة مكة مثمنا الجهود التي تضطلع بها المؤسسة، لافتا الانتباه إلى أهمية إنجاح التحدي الذي يمثله النموذج اللبناني لأنه للعرب كما هو للبنان.

تجدر الاشارة الى أن مؤسسة الفكر العربي هي مؤسسة دولية غير ربحية مستقلة ومقرها الرئيسي في بيروت، وانطلقت في العام 2000 بمبادرة من الأمير خالد الفيصل بهدف النهوض بالثقافة العربية وتوحيد الجهود الفكرية والثقافية العربية.

وquot;فكرquot; هو المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي وهو يشكّل أحد أبرز النشاطات التي تقوم بها المؤسّسة. بحيث يجمع هذا المؤتمر السنوي المثقفين والشباب ورجال السياسة ومنظمات المجتمع المدني من أجل الإحاطة بإحدى القضايا أو المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية الملحّة، وذات الأهمية بالنسبة لمستقبل الوطن العربي وتحدياته. وهو يمثّل فرصة للالتقاء والتشاور وتبادل الرأي وعرض الأفكار والتجارب في مختلف جوانب القضايا المطروحة.