اختار المؤتمر العاشر للاتحاد المغربي للشغل quot;ميلود مخاريقquot; أميناً عاماً لأول مركزية نقابية بالمغرب.


الدار البيضاء: أعلن مساء الأحد، خلال المؤتمر العاشر للاتحاد المغربي للشغل المنعقد في الدار البيضاء عن اختيار ميلود مخاريق، لخلافة الراحل المحجوب الصديق، على رأس أول مركزية نقابية أنشأت في المغرب، في حين انتخب quot;فريق شهيرquot; نائبا له.

وقرر المشاركون في المؤتمر أن يكون انتخاب الأمين العام للاتحاد من قبل الكتابة الوطنية، بدلا من المؤتمر الذي كانت توكل اليه هذه المهمة.

كما قرر المؤتمرون أن لا تتعدى فترة ولاية الأمين العام مرتين، على أن ينعقد المؤتمر الوطني للمركزية النقابية على رأس كل أربع سنوات.

وتتكون الأمانة العامة للحزب من 15 عضوا، من بينهم امرأتين و9 وجود جديدة يجري اختيارها لأول مرة، إلى جانب 6 أعضاء كانوا في المكتب السابق.

وقال عبد الحميد أمين، عضو الأمانة العامة، إن quot;المؤتمر مر في جو حماسي، وهو حدث تاريخي لأن الاتجاه العام للمؤتمر يريد السير بالمنظمة نحو خدمة أفضل لنقابتناquot;.

وأضاف عبد الحميد أمين، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;نحن مسرورن بالنتيجة، والأمور سارت على ما يرامquot;.

من جانبه قال عبد القادر أزريع، خبير في الشأن النقابي المغربي، quot;بصفة عامة، أعتقد أننا ننتقل اليوم من الشخصية الكاريزماتية، التي هي نتاج صراع الوطن مع الاستعمار، وهي الفترة التي أنتجت لنا شخصيات كاريزماتية، أمثال الراحل المحجوب بن الصديق، والراحل عبد الرحيم بوعبيد، إلى شخصيات ستركز على عطائها وتصورها المستقبلي داخل المركزية النقابيةquot;.

وأضاف أزريع، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;صحيح أننا أمام مرحلة انتقالية، يجب أن يكون الإرث السابق حاضر فيها، إلا أن الاتحاد المغربي للشغل أمام فرصة التحول في مسار العلاقات الديمقراطية بين جميع مكونات هياكل المركزيةquot;، مبرزا أن quot;النقابات في المغرب أمام خيار استيعاب اللحظة بجميع التحولات التي توجد حاليا، سواء في مجال الشغل، أو في الاقتصاد، أو على المستوى الاجتماعيquot;.

وذكر الخبير النقابي أن quot;المركزيات تطالب بدخول المرحلة الجديدة برؤية جديدة، سيما أن النقابات لم تعد وحدها في المشهد الاجتماعي، بل أضحت هناك حتى الحركات الاجتماعية، التي يجب التفاعل معها، بهدف بناء جبهة اجتماعية، لأنه لا انتقال ديمقراطي، بدون انتقال اجتماعيquot;.

وجاء في التقرير العام للنقابة: quot;ليطمئن بال الجميع، فاختيار الوفاء لهوية ومبادئ الاتحاد المغربي للشغل شعارا لمؤتمرنا الوطني العاشر، لا ينم عن أية نزعة محافظة أو توجه تقليدي يروم الإرتكان إلى الماضي أو التقوقع حول الذات، أو معاكسة متطلبات المرحلة في التحول والتحديث. فالحداثة لا تعني التنكر للهوية والثوابت والتاريخ، إنها فقط دعوة لتطوير العمل النقابي ليصبح قادرا على استيعاب التحولات ومسايرة المرحلة الجديدة، والتكيف معها. كما أن التكيف لا يراد منه الإندماج والرضوخ لمشيئة نظام العولمة المتوحشة وأنانية وجشع بورجوازيتنا التابعة والمتخلفة. فالعصرنة تعني تجديدا في أساليب وأدوات العمل، وفي الخطاب والمفاهيم والعقليات وفي العنصر البشري وفي العلاقات الداخلية للنقابة، وفي علاقة الأخيرة بالفرقاء الاجتماعيين وبمكونات الحركة الاجتماعية والمجتمع السياسيquot;.

يذكر أن الاتحاد المغربي للشغل، الذي يضم 26 فيدرالية، و42 اتحاد محلي وجهوي، و9 نقابات وطنية مهنية، يعتبر أول مركزية نقابية تم إنشاؤها بالمغرب سنة 1955.