النائب الوليد سكرية |
اعتبر النائب في كتلة quot;حزب اللهquot; الوليد سكرية أن المرحلة التي تلي صدور القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ستكون مفتوحة على كل الإحتمالاتquot; مؤكداً أن quot;قرار تفجير الساحة الداخلية، يبقى قراراً اميركيا، يمكن أن يتم عبر الإغتيالاتquot;، مشيراً إلى أنه quot;إذا كان الحريري هو الضامن لمنع الفتنة، فإنه قد يصبح هو الهدف الرئيسي لهاquot;.
بيروت: دخل لبنان عنق زجاجة القرار الإتهامي المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، دون أن يتمكن أحد من الجزم باتجاه الأحداث والتطورات التي ستلي صدور القرار، وتكاد توازي جريمة الاغتيال نفسها مع فارق وحيد، وهو توقع وانتظار صدور القرار الذي تعطل عنصر المفاجاة فيه، أي اتهام عناصر من حزب الله.
كيف يقرأ الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني، النائب في كتلة حزب الله الوليد سكرية القرار الاتهامي وأهدافه وتداعياته؟ quot;إيلافquot; حاورته وتعرفت على رأيه في إحتمال حدوث حرب إسرائيلية في المدى المنظور على لبنان، خصوصاً أن حزب الله يعتبر القرار إستكمالا لحرب تموز 2006 التي أرادت إسرائيل عبرها القضاء على الحزب.
كما توقف النائب سكرية عند حدث اكتشاف منظومتي اتصالات إسرائيليتين متطورتين جداً عند أعلى قمم لبنان، إضافة لحديثه حول موقف حزب الله من التداعيات الناجمة عن قرار المحكمة الدولية بإتهام بعض عناصره، باغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.
هدوء ما قبل العاصفة
أكد الخبير الإستراتيجي والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني، النائب في كتلة حزب الله الوليد سكرية لـ quot;إيلافquot; بأن quot;الوضع الداخلي سيستمر هادئاً، ولكن مصحوباً بالشلل الحكومي حتى صدور القرار الإتهامي، لأنه من الصعب عودة الحكومة إلى العمل، قبل معالجة ما يسمى بـ quot;شهود الزورquot;، لكن المشكلة تكمن في أن المرحلة التي ستلي صدور القرار، ستكون مفتوحة على كل الإحتمالات، ولا أحد يمكنه تقدير سير تطوراتهاquot;.
واعتبر سكرية أن quot;قرار تفجير الساحة الداخلية، يبقى قراراً اميركيا، يمكن أن يتم عبر الإغتيالات والتفجيرات التي يصعب ضبطها، واذا كان الحريري هو الضامن لمنع الفتنة من الإشتعال، فإنه قد يصبح هو الهدف الرئيسي، كي تخرج الأمور عن السيطرة، خصوصاً أن عملاء الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ينتشرون على الأراضي اللبنانية، ويتواجدون داخل الأحزاب اللبنانية سواء في 14 أو 8 آذار-مارس، ويكون ذلك تكراراً لسيناريو اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتوجيه الإتهام لسوريا ليتبين بعد أربع سنوات، بأن لا علاقة لها بذلك، وكان إتهامها حاجة أميركية لدفعها إلى التعاون معها في العراقquot;.
وأوضح سكرية أن quot;خطورة القرار الظني، تكمن في هدفه الرئيسي، والمتمثل بخلق عدو جديد للعرب، وهو إيران وبالتالي إنشاء جبهة عربية إسرائيلية، لمواجهتها والذي لن يحصل، إلا عبر فتنة سنية ndash; شيعية، تحول إيران إلى الخطر الأكبر على العرب، وهو ما أعلنه شيمون بيريز في كتابه حول بناء الشرق الأوسط الجديد، ونادى فيه بالسلم المنفرد مع الدول العربية، ومواجهة إيران لأنها الخطر الحقيقي على إسرائيلquot;.
الحرب على لبنان.. بعيدة
استبعد سكرية أن تشن إسرائيل في المدى القريب حرباً على لبنان، بسبب عجزها عن تحقيق الإنتصار فيها، خصوصاً quot;أنها تدرك بأن quot;المقاومةquot;، باتت قادرة على تدمير جبهتها الداخلية، كما سيكون هناك إحتمال كبير لدخول سوريا طرفاً فيها، بعد أن أكد وزير خارجيتها وليد المعلم، بأنها أصبحت مستعدة للحرب، بعد تغير المعادلة التي تقول بأن لا حرب بدون مصر، ومما يرجح هذا الاحتمال، هو أن سوريا لن تصمت على خطر القضاء على quot;المقاومةquot;، لأن الهدف التالي سيكون سوريا نفسهاquot;.
ورجح النائب عن كتلة quot;حزب اللهquot; أيضاً أن quot;الحرب الإسرائيلية المقبلة على لبنان، إذا ما وقعت ستكون حرباً برية وخاطفة قدر الإمكان، تضمن لها القضاء على المقاومة، وتركيب وضع سياسي جديد في لبنان لمصلحتها، يكون مشابهاً لما أعقب حربها في العام 1982، وحكم بشير وأمين الجميل الذي تمخض عن إتفاق 17 أيار في ذلك الحين والذي أسقطته القوى الوطنية لاحقاً، وهو ما تبدو إسرائيل عاجزة عن تنفيذه في المرحلة الراهنةquot;، معتبراً أن quot;القرار الإتهامي في اغتيال الحريري، يشكل بديلاً عنه في إسقاط الوضع اللبناني من الداخلquot;.
يبدو القرار الإتهامي بنظر النائب سكرية، أكثر خطورة في ظل انكشاف الساحة اللبنانية، أمام العدد الكبير لعملاء إسرائيل المنتشرين في أراضيه، والذين ألقي القبض على قسم منهم خلال الأشهر الأخيرة، خصوصاً بعد أن تبين وجود وسائل منصوبة داخل الأراضي اللبنانية، كالتي تم كشفها في صنين والباروك، ومن الممكن أن يكون هناك أجهزة أخرى مشابهة لها، في العديد من القمم الأخرى في لبنان، ويسمح لإسرائيل بتأمين وسيلة اتصال، خاصة ومستقلة عن شبكة الهاتف الخلوي، وتحديد احداثيات الأهداف، وقصفها بالطيران من مسافات، تبقيها بعيدة عن سلاح الدفاع الجوي في سوريا، ومراقبة المساحة الأكبر من لبنان، ووصولاً إلى داخل الأراضي السورية كالساحل وامتداداً حتى مدينة حمص والسهول المحيطة بها.
ويعتبر سكرية أن هبة صواريخ quot;هوتquot; الفرنسية، تعزز قوة الجيش اللبناني ودوره في حفظ الأمن في الداخل، ولا تضيف شيئاً لقوته في مواجهة إسرائيل.
التعليقات