قتلت القوات الأميركية في أفغانستان مؤخرا فلسطينيا من عناصر تنظيم القاعدة يدعى محمود أبو ريدة، وأقام له ذويه بيت عزاء في قطاع غزة، وقد التقت quot;إيلافquot; هناك عددا من أقربائه اللذين تحدثوا عن تفاصيل حياته وتنقلاته.


رحلة طويلة قضاها محمود سليمان أحمد أبو ريدة الفلسطيني الجنسية متنقل بين عدة دول عربية وأوروبية, لينتهي به المطاف في أفغانستان بعدما التقى هناك بمقاتلي القاعدة واندمج في صفوفهم للقتال ضد قوات التحالف هناك إلى أن جاء نبأ مقتله في قصف أميركي أثناء تواجده بالأراضي الأفغانية.

وذهب أبو ريدة إلى بريطانيا عام 1995 وحصل على إذن الإقامة عام 1998 مع عائلته بعد أن رفضت كافة البلدان العربية والإسلامية استقباله على أراضيها.

وقد اعتقل على خلفية أحداث أيلول سبتمبر عام 2001 على خلفية أنشطة تتعلق بالإرهاب، وأفرج عنه عام 2005 ولكن السلطات البريطانية فرضت عليه رقابة مشددة وإقامة جبرية، إلى أن جاء إلى غزة لفترة وجيزة وذهب بعد ذلك إلى أفغانستان ليقتل هناك في قصف أمريكي، بينما تعيش زوجته وأبناءه الستة وأمه في الأردن، أما والده المسن فهو الوحيد الذي يسكن في قطاع غزة بعيدا عن باقي أفراد العائلة الموزعين في الدول العربية والأوروبية.

آليه مقتله ومكان دفنه غير مؤكدين

إيلاف زارت بيت عزاء أبو ريدة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة والتقت بشقيقه الأكبر أحمد أبو ريدة, الذي وصف تلقيهم خبر مقتل أخيه بالسعادة والسرور وأضاف: quot;لطالما كان يطلب الشهادة وكان يسعى إليها دوما وقد كان في أفغانستان منذ كان عمره 17 عاما وقد تنقل بين عدة دول عربية وأوروبيةquot;.

ويشير أنه تم إبلاغهم بخبر مقتله عن طريق زوجته التي تقيم في الأردن هي وأبنائها حاليا, وأنهم قاموا بإجراء اتصالات مع بعض الجهات والمعارف للتأكد من الخبر.

وعن طريقة مقتله يقول أحمد أن الأخبار ما زالت حتى الآن غير مؤكدة وغير واضحة بشكل كبير فهناك بعض الأقاويل أنه استهدف من الطائرات أو خلال عملية عسكرية.

ويرجح أخيه أنه محمود دفن في أفغانستان وذلك على حسب الأقوال الراجحة حتى الآن، ويؤكد أحمد أنهم لم يتواصلوا مع أي جهة محلية أو دولية لنقل جثمانه إلى مسقط رأسه.

وعن سبب ذهاب أخيه محمود إلى أفغانستان يقول أنه ذهب في البداية إلى هناك ومن ثم انتقل إلى بريطانيا لطلب اللجوء, وبعد ذلك تم سجنه لمدة 4 سنوات في سجن بلمارش وخضع 4 سنوات أخرى للإقامة الجبرية, وتم إطلاق سراحه في العام 2005 تقريبا, وقد لاقى أشد أنواع التعذيب علاوة على التضيق الذي مارسته السلطات بحقه والشروط التي فرضت عليه خلال الإقامة الجبرية.

ويوضح شقيقه أن أخيه كان يأتي إلى غزة كل فترة وكانت آخر زيارة له في شهر يناير من العام 2010 .

ورغم قلة المعلومات حول شخصية محمود وطبيعة عمله، إلا أن quot;إيلافquot; تحدثت مع أحد إصدقاءه بغزة الذي أفاد ببعض ما يملك من معلومات بسيطة لديه عن شخصية محمود حيث قال باختصار: quot;يبلغ من العمر 39 عاما وهو متزوج منذ 6 سنوات في الأردن وله 3 بنات وولدان أكبرهم يدعى (رسمي) وهو شقيق لسبعة إخوة توفي اثنان منهم بسبب مرض أصابهمquot;.

وبينما تستطلع quot;إيلافquot; حول شخصية محمود، قال أحد أقربائه ويدعى عصام أبو ريدة أنهم تفاجئوا بخبر مقتله وعلموا به عن طريق التلفاز وتأكدوا من ذويه وبعض أصدقائهم في الخارج, ويشير إلى أن محمود جاء إلى غزة قبل عام تقريبا ثم سافر إلى أفغانستان لتنتهي رحلته هناك.

لم توجه له تهمة

الشاب هيثم أبو ريدة وهو أحد أقرب الأشخاص إلى محمود أبو ريده وهو عمه، حيث كان يعيش بجواره في بريطانيا، يقول في حديثه quot;لإيلافquot;:لقد عذب عمي عذابا شديدا طوال حياته حتى موعد استشهادهquot;. ويؤكد هيثم أن عمه كان يعمل طوال فترة مكوثه في أفغانستان بالعمل الخيري والإغاثة الإنسانية كبناء المدارس ورعاية الإيتام والأرامل وحفر الآبار.

ويبين هيثم أن السلطات البريطانية طلبت من زوجته مغادرة بريطانيا عندما كان هناك قبل ذهابة إلى غزة وأفغانستان، وكانت تشدد الإجراءات اليومية على أبناءه، مما سبب لهم مشاكل نفسية.

وعند سؤالنا عن سبب اعتقاله من قبل السلطات البريطانية وعما إذا كان عمه يشكل خطرا على الأمن العالمي، يقول: quot;اعتقل في بريطانيا من غير تهمة واضحة موجهة إليه، وليس هناك أي أدلة تثبت أنه يشكل خطر على الأوروبيين كما كانوا يدعوا، ولكنها حرب ضد الإسلام ليس أكثرquot;.

ويتحدث عن طريقة وصوله إلى أفغانستان، فيقول: quot;ليس لدي أي إجابة ولا أي معلومات حول طريقة أو آلية وصوله، وهو الوحيد الذي يعرف كل شيئquot;. ويتابع: quot;عندما جاء إلى غزة قادما من بريطانيا قال لنا أنه سيذهب لرؤية أبنائه في الأردن وبعد ذلك لم نسمع أخباره وانقطعت حتى اللحظةquot;.

ويشير هيثم إلى أنه يخشى الرجوع إلى بريطانيا هو وجميع أفراد عائلته على خلفية قضية عمه محمود، وأنه كان ملاحق خلال فترة إقامته في بريطانيا مع أنه يحمل الجنسية البريطانية.