القاهرة :أشاد السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بالجهود القطرية المبذولة من أجل تحقيق التوافق بين الحركات المسلحة في اقليم دارفور السوداني وصولا الى تحقيق اتفاق سلام شامل مع الحكومة السودانية ، معربا عن أمله في ان تكلل هذه الجهود بالنجاح خلال الفترة المقبلة بما يسهم في ارساء الأمن والاستقرار في الاقليم .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الامين العام للجامعة العربية هنا اليوم بحضور الامناء المساعدين بالجامعة العربية وممثلي وسائل الاعلام العالمية ، للاعلان عن حصاد عام 2010 استعرض خلاله مسيرة العمل العربي المشترك سياسيا واقتصاديا وتنمويا .
وقال موسى ان ازمة دارفور يجري التفاوض بشأنها عبر منبر الدوحة ويتم التعامل مع هذا الملف بالتعاون مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ولن يكون هناك بديلا لهذا المنبر الذي نأمل أن تكلل الجهود المبذولة خلاله والزخم الذي تشهذه الدوحة بالنجاح. وأضاف موسى في هذا السياق انه تلقى تقريرا تفصيليا من قبل سعادة أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية حول الجهود التي تقوم بها قطر لحل الازمة الدارفورية وكان تقريرا تنويريا ، كما تم الاستماع الى ممثل الاتحاد الافريقي وتسير الامور باتجاه ارساء الامن في الاقليم بعيدا عن التفتيت أو التجزئة ، مشددا على ان اقليم دارفور جزء لا يتجزأ من السودان .
كما أكد موسى على ضرورة دعم السودان ووحدة ابنائه خاصة وأنه مقبل على اجراء الاستفتاء حول حق تقرير مصير جنوبه يوم 9 يناير المقبل ، معربا عن أمله في الا يفتت السودان خاصة في ظل وجود مخاطر محدقة به وتحاول النيل منه .
وأكد موسى ان السودان يمر بمرحلة صعبة ولابد من حل كافة المشكلات العالقة بين شماله وجنوبه وهو ما سيتم التركيز عليه خلال زيارته يوم غدا للسودان والتي ستشمل زيارة للخرطوم وجوبا .
كما أكد موسى في رده على سؤالحول الجهود المبذولة لعقد مؤتمر الدوحة حول القدس أهمية انعقاد مؤتمر الدوحة الدولي حول القدس والمقرر له يوم 2 فبراير المقبل ، لافتا الى أن هناك جهودا تجرى بين الجامعة العربية والمسؤولين في قطر لعقد هذا المؤتمر في موعده في فبراير المقبل تنفيذا لقرار قمة سرت الليبية ونأمل ان يكون خطوة بناءة لحماية المدينة المقدسة والتصدي للمحاولات الاسرائيلية الرامية لتهويدها . كما نبه السيد عمرو موسى الى أن فلسطين تواجه أزمة كبيرة لا تمثل فقط في فقدان عملية السلام لقوة الدفع وانما المصداقية بأنه يمكن أن تجني شيئا .
وشدد موسى على ما اتخذته لجنة مبادرة السلام في اجتماعها الاخير على المستوى الوزاري برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية من وقف مسار المفاوضات بسبب التعنت الاسرائيلي الذي يكشف عدم رغبة اسرائيل في اقامة الدولة واصرارها على مواصلة الاستيطان الذي بات يقضي على الارض ويؤدي الى تآكلها ، مشددا على أن العرب جادون في التوجه لمجلس الأمن لطرح موضوع الاستيطان. واعرب موسى عن الرفض العربي للمضي في ذات الدوائر ودخول مفاوضات لمجرد التقاط الصور، وفي المقابل إسرائيل تواصل الاستيطان، منبها الى أن الحكومة الإسرائيلية بإجراءاتها الأحادية لا تعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة .
وردا على الادعاءات بأن الجامعة العربية ولجنة مبادرة السلام عملت على تكبيل الحركة بسبب قراراتها الصادرة في الاجتماع الأخير للجنة مبادرة السلام العربية قال موسى بالعكس نحن نريد تسيير الحركة وليس وقفها، لكن نريد أن تسير الأمور بطريقة سليمة ولا نريد التفاوض من أجل التفاوض، إننا نريد شيئا ملموسا على الأرض، وتقدم يشعر به المواطن العربي والفلسطيني .
واعتبر موسى التفاوض في ظل الاستيطان هو خديعة كبرى، وتساءل : كيف نتفاوض على أرض تتآكل ، فإذا كانت واشنطن قد فشلت في التوصل إلى وقف مؤقت للاستيطان، فهل توجد إمكانية لإحداث اختراق في ملفات القدس والحدود .