سياح أجانب في دبي

تعكف القوات البريطانية على إعداد خطط طوارئ لإجلاء مئات ألوف المقيمين والسياح البريطانيين من دبي ومدن خليجية أخرى في حال اندلاع حرب مع إيران.


كشفت صحيفة الديلي تلغراف ان الحكومة البريطانية الائتلافية برئاسة ديفيد كاميرون أمرت بإجراء مراجعة آنية لخطط الجيش البريطاني في منطقة الخليج بعد انتخابات ايار/مايو الماضي. وتتركز الخطط الجديدة على تنسيق النشاط العسكري مع الدول الحليفة في المنطقة وخاصة الامارات، بحسب الصحيفة.

وادرك المخططون العسكريون ان عليهم ان يصرفوا النظر على خطط الطوارئ القديمة لا سيما وان عدد المقيمين البريطانيين ارتفع الى أكثر من 100 ألف بريطاني في الامارات وحدها منذ آخر مراجعة لهذه الخطط في التسعينات، في حين يزور دبي سنويا نحو مليون سائح بريطاني بينهم رجال اعمال ولاعبو كرة قدم لديهم مشاكل زوجية، على حد قول الصحيفة.

وتخشى الحكومة البريطانية ان يتعرض هؤلاء جميعهم الى مخاطر إذا ما نفذت إيران تهديدها بالرد على اي ضربات تستهدف منشآتها النووية بهجمات صاروخية ضد quot;المصالح الغربيةquot; في منطقة الخليج. وتجوب سفن البحرية الملكية البريطانية والاميركية والفرنسية مياه الخليج بصورة روتينية وتزور موانئ الامارات العربية ايضا فيما هددت إيران بتلغيم مضيف هرمز الاستراتيجي.

وكانت وثائق ويكيليكس كشفت ان ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد طالب مع زعماء آخرين في المنطقة بعدم الاكتفاء بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة واوروبا ضد إيران والقيام بعمل أشد فاعلية في مواجهة طهران.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصادر دبلوماسية ان الشيخ محمد بن زايد كان ايضا المحرك الرئيسي مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في المطالبة برفع مستوى العلاقات العسكرية التقليدية بين بريطانيا ومحمياتها السابقة في الخليج. كما طرح شخصيا القضية المتعلقة بسلامة الأجانب الذين يشكلون نحو 70 في المئة من سكان الامارات.

وستُنجز الخطة الجديدة للتعاون العسكري التي ما زالت بنودها الكاملة سرية، في النصف الأول من العام المقبل عندما يقوم كاميرون بزيارة متوقعة للمنطقة. وتعتبر الخطة ذات اولوية عليا حتى انها أُعفيت من التخفيضات الكبيرة التي قررت حكومة كاميرون اجراءها في الانفاق العسكري.

ومن المتوقع ان تشتمل الخطة، بحسب تقرير الديلي تلغراف، على عرض بريطاني للمساعدة في حماية بنى تحتية حيوية مثل محطات الكهرباء ومنشآت تحلية الماء في حال وقوع حرب. في غضون ذلك تُعد اجراءات لتنظيم عمليات اجلاء المدنيين عبر الحدود الى عمان غير المستهدفة حاليا بتهديدات إيران، وبلدان مجاورة اخرى.

ويمكن ارسال سفن لنقل المسافرين الى خليج عدن فيما تقوم قطع البحرية البريطانية بنقل المدنيين من امارة الفجيرة التي تقع خارج مضيق هرمز. وقد تُفتح مهابط اضافية الى جانب الشبكة الواسعة من المطارات الدولية في المنطقة.

وقال مصدر دبلوماسي في الخليج ان المتطلبات المادية لنقل هذه الاعداد من المدنيين تعني محاولة تأخير عملية الإجلاء اطول وقت ممكن. ولكن احتمالات وقوع كارثة لا تُستبعد إزاء رفض إيران التخلي عن برنامجها النووي. ونقلت الديلي تلغراف عن المصدر قوله ان عدد الأشخاص المتأثرين بمثل هذا الوضع عدد ضخم في المنطقة مشيرا الى وجود أكثر من 100 ألف بريطاني يقيمون في الامارات ومليون آخرين يزورونها سنويا. وقال المصدر quot;ان سلامتهم موضع اهتمام خاصquot;.