اكد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي عدم السماح للسفير الاميركي التدخل في شؤون العراق الداخلية.

لندن: في مواجهة انتقادات وجهها سياسيون عراقيون للسفير الاميركي في بغداد كريستوفر هيل بالتدخل في شؤون العراق الداخلية وخاصة في مسألة رفع الحظر عن مرشحين للانتخابات التشريعية المقبلة اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عدم السماح للسفير بهذا التدخل وتجاوز مهامه الدبلوماسية.

جاء تأكيد المالكي هذا عقب اجتماع طارئ للهيئة السياسية لائتلاف دولة القانون بزعامته في بغداد ليلة الخميس تم خلاله quot;مناقشة تداعيات قرار الهيئة التميزية بشأن المبعدين عن الانتخابات البرلمانية والضغوط السياسية والتدخلات التي مارستها بعض الجهات على الهيئة التميزية بما شكل تجاوزا على السيادة الوطنيةquot; كما قال بيان صحافي لمكتب المالكي الى quot;ايلافquot; .

وشدد المالكي على وجوب الالتزام بتنفيذ قانون المساءلة والعدالة وفق السياقات القانونية وعدم تسيسه من جهات داخلية اواجنبية وضمان حيادية عمل الهيئة، محذرا من التراخي بتطبيق بنود القانون. وبشأن التدخلات الاجنبية قال المالكي quot;لا نسمح للسفير الاميركي كرستوفر هيل بتجاوز مهامه الدبلوماسيةquot; .

واشار البيان الى ان الهيئة السياسية لائتلاف دولة القانون اطلعت على الجهود والاتصالات التي اجراها المالكي مع الجهات المعنية quot;لضمان اجراء انتخابات شفافة ونزيهة ومنع تسلل القتلة من البعثيين الى السلطة التشريعية واختراقهاquot; على حد قوله.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات أعلنت في وقت سابق اليوم أنها رفعت طلبا عاجلا إلى المحكمة الاتحادية العليا لمعرفة مدى إلزامية المفوضية بقرار الهيئة التمييزية بشأن إلغاء قرارات هيئة المساءلة والعدالة بحرمان اكثر من 500 مرشح من خوض الانتخابات العامة المقررة في السابع من الشهر المقبل مؤكدة أنها لن تتخذ أي قرار بشأن قرار هيئة التمييز إلا بعد رد المحكمة الاتحادية.

وكانت الهيئة التمييزية التي تنظر بالطعون المقدمة من قبل المستبعدين من الانتخابات أعلنت اخيرا إلغاء قرارات هيئة المساءلة والعدالة وسمحت للأشخاص والكيانات المستبعدة بالمشاركة في الانتخابات على أن يعاد النظر بالطعون بعد إجراء الانتخابات.

ومن جهته شدد السفير الأميركي على احترام بلاده للدستور العراقي قائلا إن قرار هيئة التمييز بتأجيل النظر في قضايا الاستبعاد لما بعد الانتخابات هو قرار عراقي صرف.

وأعرب السفير هيل في مقابلة معquot;راديو سواquot; عن اعتقاده بأن quot;القرار اتخذ في ضوء القلق الذي كان موجودا لمحاولة الفصل في قضايا كثير جدا في وقت قصير جداquot; مضيفا quot;حسب ما فهمت أن القرار كان قرارا إجرائيا وليس قرارا يستند إلى عما كان هؤلاء الأشخاص مذنبين أو أبرياءquot;.

وقال السفير هيل إنه يقترح على الأحزاب العراقية استثمار الوقت المتبقي على موعد الانتخابات في عرض برامجها على الناخبين مشيرا إلى أهمية الانتخابات النيابية القادمة في تقرير مستقبل العراق . وأكد أن بلاده تدعم الدستور العراقي وما تضمنه من بنود تتعلق باجتثاث البعث.

واضاف ردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن قلقة من ان تحاول الحكومة العراقية الغاء القرار quot;نعتقد ان القرار خطوة مهمة جدا باتجاه الانتخاباتquot;. واوضح ان على الحكومة العراقية quot;ضمان ان تبقى هذه العملية مفتوحةquot; مؤكدا على انها عملية عراقية.

وقالquot;نحن ندعم وجود اكبر عدد ممكن من المرشحين الذين ياتون من كل الاطياف داخل العراق، حتى تكون النتيجة النهائية انتخابات تثمر عن حكومة يمكن ان تحكم البلاد بفعالية ويمكن ان تحصل على دعم الشعب العراقيquot; .. وquot;نحن لا نشجع على اية خطوات نعتقد انها ستعيق ظهور حكومة عراقية فعالة وشرعية وذات شعبيةquot;.

وادى استبعاد المرشحين الى توترات سياسية مما اثار قلق البيت الابيض والامم المتحدة اللتين اعربتا عن مخاوفهما ازاء مصداقية الانتخابات. وفي بغداد دعا رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي الى جلسة استثنائية للبرلمان الاحد المقبل لمناقشة قرار هيئة التمييز السماح بمشاركة مئات المرشحين المبعدين في الانتخابات وسط استياء وتنديد من الاحزاب الشيعية الحاكمة.