تحدى مئات الالاف من الشيعة التفجيرات الانتحارية وتدفقوا على مدينة كربلاء بالعراق يوم الخميس وهم يرددون الاناشيد ويجلدون أنفسهم حزنا على مقتل الامام الحسين.

كربلاء: حذرت الحكومة التي يقودها الشيعة من أن الاحتفال بأربعينية الحسين الذي يبلغ ذروته يوم الجمعة والذي يجتذب زوارا شيعة من أنحاء العالم منذ الاطاحة بصدام حسين عام 2003 سيكون هدفا للهجمات. وقتلت مفجرة انتحارية يوم الاثنين أكثر من 40 زائرا أثناء انتقالهم من شمال بغداد الى كربلاء على بعد 80 كيلومترا جنوبا حيث يجري الاحتفال. كما قتل 20 اخرون في كربلاء يوم الاربعاء عندما انفجرت قنبلة في عربة تجرها دراجة نارية وسط حشد.

وقال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم العملية الامنية في بغداد في بيان ان الجماعات الارهابية تحشد كل قدراتها لشن هجمات أثناء الاحتفال بأربعينية الامام الحسين وبعدها. واضاف ان الايام القادمة ستشهد محاولات من جانب تلك الجماعات الارهابية لتنفيذ هجمات أخرى أينما سنحت لها الفرصة. وأصبحت تجمعات الشيعة التي كانت محظورة في عهد صدام هدفا رئيسيا للمتشددين السنة مثل تنظيم القاعدة منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003 الذي دفع العراق الى شفا حرب طائفية شرسة.

وتراجعت حدة الاقتتال الطائفي بشكل كبير خلال العامين الماضيين ولكن المسلحين واصلوا تنفيذ تفجيرات انتحارية ضد أهداف شيعية كما شنوا سلسلة من الهجمات الكبرى في بغداد منذ أغسطس اب استهدفت تقويض الحكومة قبل الانتخابات المزمعة في السابع من مارس اذار.

ويعلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الكثير من اماله في اعادة انتخابه على تراجع العنف بوجه عام. ولكن عجز قوات الامن العراقية عن حماية الزائرين من الهجمات يمكن أن يضر بجهوده في الخروج من الانتخابات كأقوى زعيم للاغلبية الشيعية في العراق. وقال الموظف غزال مال الله (45 عاما) في كربلاء quot;لن أصوت لحكومة لا تستطيع حماية المواطنين ولا تستطيع الوصول الى حلول لمشاكلها الامنية.quot; واضاف quot;انها حكومة عاجزة لا تستطيع القيام بواجبها. انها حكومة شعارات. سأعطي صوتي لاولئك القادرين على ادارة شؤون الامة وتحقيق أحلامنا في حياة امنة.quot;

وقال محمد الموسوي رئيس مجلس بلدية المدينة انه تم نشر نحو 30 ألف جندي من الجيش والشرطة لحماية الزائين. واضاف ان نحو سبعة ملايين زائر زاروا المدينة خلال الايام العشرة الماضية بينهم قادمون من دول مجاورة وايران. وتابع الموسوي انه تم نصب 4300 خيمة لتقديم الطعام للزائرين مشيرا الى حظر استخدام العربات التي تجرها الدراجات النارية كما تم نشر 25 فريقا طبيا وعشر عيادات متنقلة مع 65 عربة اسعاف على أهبة الاستعداد. كما تم استدعاء وحدتين من قوات مكافحة الارهاب من بغداد. وقال زائر يدعى محمد (26 عاما) في كربلاء quot;هناك اختراقات أمنية ولكنها تقل تدريجيا عما كان في السابق.quot;