قتل ما لا يقل عن 41 شخصا واصيب 144 اخرون بتفجيرات استهدفت الزوار الشيعة الذين وفدوا الى مدينة كربلاء لاحياء اربعينية الامام الحسين، وفقا لمصادر امنية وطبية عراقية.

لندن، وكالات: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الحشود المليونية التي احيت في كربلاء اليوم اربعينية الامام الحسين قد وجهت بذلك ضربة قاصمة إلى التكفيريين والطائفيين والبعثيين المتحالفين معهم وأحبطت مخططاتهم الرامية إلى إشعال الفتنة الطائفية وزعزعة الأمن والإستقرار ..

واضاف المالكي في بيان صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم ان quot;الحشود المليونية قد ادت زيارة أربعينية الإمام الحسين بشكل أثار دهشة وإعجاب العالم حين توجهت من جميع محافظات العراق قاطعة المسافات الطويلة سيراً على الأقدام متحملة مشقة الطريق ومتحدية تهديدات التكفيريين والبعثيين الذين يشهد لهم تاريخهم الاسود انهم فشلوا في منع الشعائر الدينية خلال فترة تسلطهم على رقاب الشعب العراقي، كما فشلوا اليوم أيضاً في إعاقتها بقتل الأبرياء العزل بالإعتداءات الجبانة التي إستهدفت الزائرينquot;.

واشار الى ان العراقيين قد اكدوا خلال هذه المسيرة المليونية quot;تمسكهم بالمكتسبات التي حققتها التجربة الديمقراطية ومنها أداء الشعائر الدينية بحرية وأمان وإستقرار لجميع العراقيين ومن مختلف أديانهم ومعتقداتهم، وإن نجاح مراسيم زيارة الأربعينية يدعونا إلى المزيد من اليقظة والحذر من أعدائنا الذين ما زالوا يتحينون الفرص لإيذاء العراق وشعبه وتحقيق أهدافهم الخبيثةquot;. وقدم التعزية الى ذوي الضحايا الذين سقطوا في تفجيرات شهدتها كربلاء اليوم وادت الى مقتل 30 شخصا واصابة 90 اخرين .

وقال مسؤولون في الاجهزة الطبية ان حصيلة الإنفجار ارتفعت الى 41 قتيلا و144 جريحاquot;. وقال محافظ كربلاء آمال الدين الهر ان quot;قذيفة سقطت في قنطرة السلام على بعد ثلاثة كيلومترات عند المدخل الشرقي لكربلاءquot; اسفرت عن هذا العدد من القتلى، واتهم تنظيم القاعدة وانصار حزب البعث المنحل بتنفيذ الهجوم. لكن مصادر في وزارة الداخلية في بغداد اكدت ان الحصيلة ناجمة عن انفجار سيارتين في المنطقة القريبة من سد الهندية، قرب كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) . وكان انفجار انتحاري اوقع 23 قتيلا على الاقل الاربعاء بين الزوار في كربلاء.

وقال محافظ كربلاء ان quot;عشرة ملايين زائر توافدوا الى كربلاء خلال الاسبوعين الماضيين للمشاركة في احياء ذكرى اربعين الامام الحسينquot; التي بلغت ذورتها ظهر الجمعة. واوضح محافظ كربلاء آمال الدين الهر ان quot;بين الزائرين عرب واجانب عددهم حوالى المئة الف من دول الخليج العربي وسوريا ولبنان وايران وتنزانيا والولايات المتحدة والنروج وبلجيكاquot;

وبالاضافة الى زيارة ضريح الامام الحسين ومرقد الامام ابو الفضل العباس، قام الزوار المتشحون بالسواد بقطع مسافة الطريق بينهما وهم يلطمون على صدورهم واكتافهم رافعين الرايات الخضراء والحمراء والسوداء.والشيعة الذين يمارسون التطبير يفعلون ذلك خلال احياء ذكرى عاشوراء فقط.

وانتشرت على جوانب الطرق في كربلاء مواكب حسينية لتقديم المياه والطعام والمشروبات الغازية للزائرين. ويقوم ضريح الامام الحسين المبني عام 979 ميلادية، على قاعدة من الخشب المرصع بالعاج يعلوها مشبكان احدهما من الفولاذ الثمين وهو داخلي والاخر من الفضة وهو الخارجي الكبير. كما تعلو الضريح اوان ومزهريات ذهبية مرصعة بالاحجار الكريمة وفي كل ركن من اركانه رمانة ذهبية يبلغ قطرها نصف متر. وتفصل الضريح مسافة 300 متر تقريبا عن مرقد الامام ابو الفضل العباس، الاخ غير الشقيق للامام الحسين الذي قتل معه في موقعة الطف وتعلو ضريح العباس الذي لايقل فخامة عن ضريح الحسين، قبة كبيرة ومنارتان.

وقال محافظ كربلاء امال الدين الهر ان quot;محافظة كربلاء غير قادرة على استيعاب الزائرين وآلياتها المتوفرة غير كافية لاعادتهم اذ لدينا الف سيارة من وزارة النقل ومثلها من الدفاع ومئة من وزارة الصحة ومثلها من الشرطة وخمسمئة من هيئة النقل الخاصquot;. وانتهت المراسم ظهرًا بعد صلاة الجمعة ليغادر بعدها الوافدون وتقوم السلطات باعمال quot;تنظيف وغسل شوارع المدينة القديمة ومنطقة ما بين الحرمين (ضريحي الامامين الحسين والعباس) حيث الاف الاطنان من النفايات التي خلفها الزائرونquot;، بحسب المحافظ.

وقتل الامام الحسين ومعظم افراد عائلته في واقعة الطف على يد جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية، العام 680. واربعينية الامام الحسين من المناسبات الاشد حزنًا عند الشيعة كونها تذكر بعودة رأس الامام واصحابه الى كربلاء من مقر الخلافة في دمشق وعودة السبايا، عائلة الامام، ودفن ضحايا واقعة الطف.