ميونيخ: عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في معرض حديثه عن مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية المنعقد في هذه الأيام عن أمله في أن يقدم الغرب خلال هذا المؤتمر إجابة محددة لروسيا بخصوص دعوتها إلى عقد معاهدة جديدة توفر الأمن لأوروبا.
وقد ردّ الأميركيون والأوروبيون على المبادرة الروسية قائلين ما معناه أنهم يوافقون روسيا على أن الأمن الأوروبي يحتاج إلى تطوير ولكنهم لا يتفقون معها على أن الأمر يتطلب آلية جديدة مثل المعاهدة إذ يكفي تطوير الآليات الموجودة كحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفُهم مما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في باريس قبل أيام أنه لا يمكن للناتو أن يصير قوة عالمية بل قدر له أن يبقى القوة الأمنية الإقليمية. وما دام الأمر كهذا فلا أمل في تحقيق المبادرة الروسية، ففحوى ما أعلنه الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ألا يتفرد الناتو بصدارة الساحة الأوروبية بحسب رأي مراقبين كثيرين.
وتُفضّل أميركا وأوروبا في أية حال ألا تنبذا quot;الهندسةquot; الروسية لصرح الأمن الأوروبي بشكل قطعي على حد قول الكاتب الصحفي الروسي فيودور لوكيانوف. ذلك لأن أميركا ترى الآن أنه من الممكن بل من الواجب أن تستخدم المبادرة الروسية للاستعانة بروسيا في التعامل مع المشكلتين الأفغانية والإيرانية اللتين تبين أخيرا أن الولايات المتحدة لا تستطيع تسويتهما بدون مساعدة روسيا وأيضا، وهذا هو الأهم، للوصول إلى هدفها الرئيسي وهو الصين التي تسعى واشنطن جاهدة إلى إيجاد ما يربطها بركاب مصالح الولايات المتحدة، عبر منظمات تضم في عضويتها روسيا والصين مثل منظمة شنغهاي للتعاون.

أما بالنسبة لأوروبا فإنها قد تحتاج إلى علاقة جديدة بروسيا تؤمن مستقبل الأوروبيين في حال تركهم الأميركيون للأقدار، وإن كان من الصعب تخيل هذا، لكن يتوجب على الأوروبيين أن يعتادوا وضعا جديدا يسيرون فيه وراء ما يجري على الساحة الدولية ولا يُسيّرون الأمور عليها.
ويرى الكاتب الصحفي لوكيانوف أنه كلما طغت التغيرات العالمية على الشأن الأوروبي تزايدت فرص روسيا لكي تفرض على أوروبا تصميماً هندسياً لصرحها الأمني.