كييف: فاز فيكتور يانوكوفيتش بالانتخابات الرئاسية في اوكرانيا الا انه لن يتمكن على الارجح من حكم البلاد كما يريد طالما ان منافسته رئيسة الوزراء يوليا تيموشنكو لا تعتزم الاستقالة، ما سيحرمه من ممارسة حقيقية للسلطة. وكتبت اسبوعية فوكوس الجمعة ان المعارض يانوكوفيتش الموالي لروسيا quot;حقق الانتصار الذي حلم به طوال خمس سنوات، لكن لكي يمارس كامل سلطاته فعليا، يحتاج الى دعم البرلمان والى السيطرة على الحكومةquot;.

وبحسب النتائج الرسمية الاولية للانتخابات فقد فاز يانوكوفيتش بالانتخابات بعد حصوله على 48,95% من الاصوات متقدما بفارق 3,48 نقاط مئوية على تيموشنكو. وعلى الرغم من ان المراقبين الدوليين، وبمن فيهم مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا، اكدوا نزاهة الانتخابات وديموقراطيتها، الا ان تيموشنكو لا تزال ترفض الاقرار بهزيمتها بينما يؤكد معسكرها حصول عمليات تزوير واسعة النطاق ويطالب باعادة فرز الاصوات في 1200 مكتب اقتراع.

ودرجت تيموشنكو على الاصغاء جيدا لما يقوله لها الغرب، الا انها هذه المرة ادارت على ما يبدو الاذن الصماء لردود فعل العواصم الغربية. من جهتهم اعتبر نواب كتلة تيموشنكو ان التهاني التي وجهها الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ليانوكوفيتش ورئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي، سابقة لاوانها. وقال النائب اندري شكيل من كتلة تيموشنكو لوكالة فرانس برس ان quot;الغرب يتصرف كما تصرف (فلاديمير) بوتين في السابقquot;، في اشارة الى الانتخابات الرئاسية التي جرت في اوكرانيا في 2004.

ففي تلك الانتخابات سارع بوتين، وكان في حينه رئيسا لروسيا الى تهنئة يانوكوفيتش على فوزه بالانتخابات قبل صدور النتائج الرسمية النهائية. وفي النهاية الغي فوز يانوكوفيتش في تلك الانتخابات بسبب عمليات تزوير واسعة النطاق واجرت انتخابات جديدة فاز فيها المعسكر الموالي للغرب في ما عرف بالثورة البرتقالية التي حكم رموزها البلاد خمسة اعوام.

وتعهد معسكر تيموشنكو بالطعن في نتيجة الانتخابات امام القضاء وهو يطالب باعادة الفرز في 1200 مكتب اقتراع من اصل 34 الف مكتب (3,5%) معولا في هذا الامر على امكانية صدور قرار قضائي بالغاء نتيجة الانتخابات. الا ان العديد من الخبراء يعتبرون ان فرص حصول هذا الامر ضئيلة للغاية. وبمعزل عن هذا فان بقاء رئيسة الوزراء، التي تتمتع بصلاحيات اكبر بكثير من صلاحيات الرئيس ولا سيما في الميدان الاقتصادي، سيشكل مصدر احراج كبير للرئيس المنتخب.

وفي الوقت الذي تجتاز فيه اوكرانيا ازمة اقتصادية هائلة فان تيموشنكو لن تجد غضاضة في تحميل الرئيس مسؤولية المشاكل عبر quot;اتهامه بعرقلة عملهاquot; من اجل الصالح العام، كما كتب المعلق الاوكراني فيتالي فوتنيكوف على مدونته الالكترونية.

وما يزيد من تعقيدات الموقف ان الدستور الاوكراني لا يرغم رئيس الوزراء على الاستقالة من منصبه بعد الانتخابات الرئاسية، في حين طالب يانوكوفيتش غريمته تيموشنكو بالاستقالة فورا من منصبها تجنبا لحصول ازمة سياسية في البلاد. ولاقالة تيموشنكو، كما لتعيين خلف لها، لا بد من الحصول على موافقة البرلمان.

ومن المتوقع التصويت على طرح الثقة بتيموشنكو في 18 شباط/فبراير، بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس عن النائب في كتلة رئيسة الوزراء اندري كويمياكين. واضاف النائب ان حزب المناطق الذي يتزعمه يانوكوفيتش quot;يعرض ما بين مليونين الى خمسة ملايين دولارquot; لكل نائب وكذلك quot;مناصب في الحكومةquot; للنواب الذين يتخلون عن تيموشنكو.

وحتى وان تمكن حزب المناطق (172 نائبا من اصل 450) من جمع الاكثرية اللازمة للاطاحة بتيموشنكو (226 صوتا) فهو سيجد صعوبة اكبر في تشكيل اكثرية موالية للرئيس. ومرد هذه الصعوبة هو ان النواب الذين قد ينضمون الى التحالف الرئاسي الجديد سيطالبون على الارجح بالاخذ في رأيهم في ما يتعلق بتسمية رئيس الحكومة الجديد.