انتقد أردوغان صمت المجتمع الدولي إزاء ما يجري في قطاع غزة من حصار وتجويع داعياً العالم أجمع إلى إنقاذ القطاع والمساهمة في إعادة البناء والإعمار ومحمّلاً إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة.

الدوحة: دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعا التي ألقاها خلال أعمال الدورة السابعة لمنتدى أميركا والعالم الإسلامي في الدوحة اليوم إلى إرغام إسرائيل على فتح المعابر وفك الحصار للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. وأكد أردوغان علىضرورة مجابهة كل أشكال التمييز والعنصرية والتطرف منتقداً أسلوب تعاطي الغرب مع الإسلام مشيراً إلى وجود توجه يحاول إعادة إنتاج ثقافة جديدة تؤسس لفهم سلبي عن الإسلام والمسلمين وتتعمد ربط الإرهاب بالدين الإسلامي.

وأوضح أردوغان أن الحضارة الإسلامية قامت على مبادئ العدالة والاحترام والسلام والتعايش بين الأديان داعياً إلى عدم ربط المنظمات الإرهابية بالإسلام مبيناً أن هناك ملياراً ونصف مليار مسلم يتهمون ظلما بالإرهاب. وحث رئيس الوزراء التركي رؤساء الدول وكل المنظمات في الغرب على التصرف بمسؤولية عند مكافحة الإرهاب وعدم تحريف المفاهيم والتجني على الأبرياء محذراً من مخاطر العنصرية والتمييز ضد المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب.

وأكد أردوغان أن إسرائيل هي التي عرقلت مساعي الوساطة التركية في المفاوضات غير المباشرة مع سورية في الفترة الماضية بحربها على قطاع غزة محملا إسرائيل المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع في المنطقة. وقال أردوغان في حوار مع صحيفة الشرق القطرية عشية زيارته إلى دولة قطر: إن قيام اسرائيل بالحرب علي قطاع غزة قطع كل الاتصالات التي كانت جارية في إطار المفاوضات غير المباشرة مشيرا إلى أن بلاده لا تمانع بإحياء مساعيها في مباحثات السلام إذا قامت الأطراف المعنية بإبلاغ بلاده رغبتها بذلك.

وأضاف أردوغان أن السياسات والانتهاكات الاسرائيلية وترت العلاقات مع تركيا التي لم تستطع السكوت والتصفيق للقنابل الفوسفورية التي ألقيت على غزة وراح ضحيتها أكثر من1500شخص من أطفال ورجال ونساء.

وجدد رئيس الوزراء التركي التزام بلاده بموقفها الثابت والداعم لتحقيق السلام ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للحقوق الفلسطينية وحصار غزة فيما تستمر اسرائيل بضرب قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي عرض الحائط ولم تلتزم بأي قرار من هذه القرارات منتقدا الصمت الدولي تجاه السياسات الاسرائيلية وما تعاني منه غزة من غياب للبنية التحتية وتشريد لمئات الاسر التي تنتظر البدء باعادة اعمار غزة الذي أقر في شرم الشيخ العام الماضي.

وحول مصير الاتفاقيات التركية الموقعة مع إسرائيل حذر أردوغان من احتمال قيام تركيا بمواقف تخالف مقتضي هذه الاتفاقيات الموقعة من قبل فيما لو حدثت بعض المستجدات. وعن زيارته للدوحة أشار أردوغان الي تطابق المواقف التركية القطرية حيال مختلف القضايا والمستجدات بالمنطقة لافتا إلى بدء مفاوضات أولية بين البلدين لتأسيس خط لنقل الغاز بين البلدين على مستوى عالمي.

وفي السياق ذاته نفي رئيس الوزراء التركي أن يكون الهدف من انفتاح بلاده على العالم العربي للعب دور قيادي في المنطقة مؤكدا أن سياسة بلاده الخارجية تقوم علي مبادئ ترفض الظلم الذي قد تتعرض له بعض الأطراف الأمر الذي ترفض تركيا الاكتفاء بالتفرج عليه.

وأشار أردوغان إلى استمرار المساعي التركية للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي إلا أن الامر لا يزال في طور المفاوضات مشيرا إلى قبول تركيا كعضو في الاتحاد الجمركي الأوروبي في العام1996 قبل أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي. وأضاف أردوغان: إن بلاده تسعي خلال السنوات العشر المقبلة وبمناسبة الذكري المئوية لتأسيس الجمهورية في العام 2023 لأن تكون في مصاف الدول العشر الأولى اقتصاديا على مستوى العالم.

من جهته دعا عبد العزيز بلخادم ممثل الرئيس الجزائري والأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر إلى ضرورة عدم فصل العلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة عن العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب عموماً وخاصة في ظل وجود رؤى مجحفة تحاول تبرير وجود التناقضات بين الطرفين. وأشار بلخادم إلى أنه لا يمكن لأي طرف أن يتنكر للآخر موضحاً أن البعض في العالم الغربي يتجرأ على اعتبار أن الغرب وحده من يقدم القيم لافتاً إلى ترويج هؤلاء لصراع الحضارات وافتعال الخصوم.

بدوره قال جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي أن بلاده تعمل على دفع السلام في منطقة الشرق الأوسط على أساس إقامة الدولة الفلسطينية مشيراً إلى رفض بلاده لسياسة الاستيطان التي تقوم بها إسرائيل. وأشار كيري إلى أن مواقف بعض الدول الغربية تجاه بعض المظاهر الإسلامية يساهم في تعميق الفجوة بين الغرب والمسلمين وأن منع المآذن يشكل جدرانا بين الغرب والعالم الإسلامي.

ويواصل المنتدى أعماله اليوم بعقد جلسات عامة وأخرى لمجموعات العمل حيث تعقد في هذا الإطار جلسة خاصة مسائية بعنوان مستقبل العلاقات بين الدول الإسلامية والولايات المتحدة يحضرها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.