أثارت تصريحات رئيس منتدى جدة الاقتصادي عبد العزيز بن صقر حول غياب سيدات الأعمال السعوديات عن المنتدى بأنهن منشغلات برحلات ترفيهية وحضور الأعراس استغلالاً لإجازة نصف العام في السعودية حفيظة الكثيرات منهن، وشنّ عدد منهن هجوماً على ما أسموه تبريراً لا يرقى وأهمية المناسبة الكبيرة التي تجد أهمية من الدولة وطالبن ببحث الأسباب الحقيقية وراء الأمر بدلاً من الأعذار.

جدة: عاد الجدل بشأن مشاركة المرأة السعودية في منتدى جدة الاقتصادي إلى سطح الأحداث بعد تصريحات لرئيس المنتدى بعد الجدل الأول حول خلو قائمة المتحدثين في المنتدى العاشر التي احتوت على 42 متحدثًا ومتحدثة من مختلف البلدان والجنسيات ما بين مسؤولين وتنفيذيين ورؤساء شركات وخبراء اقتصاديين وماليين محليين ودوليين، ولكنها خلت من السعوديات.
وسخرت سيدة الأعمال مضاوي الحسون عضو مجلس إدارة غرفة جدة السابقةً من شرط حضور المرأة للمنتدى بحجابها، وقالت إننا أساساً لا نخرج من بيوتنا إلا به ولم يكن من المناسب اشتراط هذا الأمر على سيدات الأعمال عدم الدخول إلا بالحجاب، وحول ما صرح به رئيس المنتدى حول الأعراس وغيابهن عن المنتدى قالت الحسون في تصريح خاص بـquot;إيلافquot;: quot;المرأة السعودية حظيت بثقة الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخذت مناصب عالية وكرمت من قِبله لما تقدمه من اختراعات ومشاريع تفيد المجتمع وتنهض به، والآن يأتي لنا شخص مسؤول ويقول المرأة السعودية لا تصلح للاقتصاد ويقرر عنا ويستنتج من خلال ذاته بأننا منشغلون بالأعراس, فليس من المنطقي أن تقوم الغرفة التجارية بخلق عداوة بيننا وتقف بكل قوتها للحد من استمرار السعودية بحجج واهية لا صحة لهاquot;.

وأضافت الحسون quot;لا أهاجم شخصا بعينه بل أهاجم تصريحات وهذا ما يجب أن يُفهم من حديثي ويجب أن يتذكر كل مسؤول أمرا واحدا بأننا كنساء وقفنا على أرض كبيرة جداً في الغرفة التجارية في جدة أثبتنا عليها جدارتنا بالاستمرار وبالإبداع وكانوا يشجعوننا للبقاء ولتقديم الأفضل دوماً لكن ما حدث هذا العام صدمنا، صحيح أني لم أحضر وهذا برغبة لكن ما صرح حولنا جعل المصرحين يخسرونناquot;.

عبدالعزيز بن صقر

مضاوي الحسون

غادة غزاوي


في الوقت الذي أكدت أنها لم تحضر لأنها لا تراه قويا كما الأعوام السابقة بسبب عدم وجود العوامل التي تنهض به سواء كانوا أعضاء، مسؤولين أو حتى منظمين.

وختمت الحسون حديثها لإيلاف بأسفها أن هناك من يحارب المرأة السعودية في كل مكان quot;عامةquot; وفي الغرفة التجارية quot;خاصةquot; التي تعتبر صرحا اقتصاديا عاليا يجب أن يبقى مهتما بالاقتصاد فهناك جهات أخرى تهتم بما تهتم به الغرفة الآن
وانتقدت عضو مجلس إدارة جدة للتسويق غادة غزاوي تهميش المرأة في المنتدى وقالت في تصريحها لإيلاف quot;إن تهميش النساء السعوديات كان واضحاً للعيان من خلال تلك القضايا وأوراق العمل التي طرحت quot; وعن أوراق العمل قالت إنها ليست بتلك القوة التي تجعلني أترك عملي حتى أحضرها.

وأضافت غزاوي quot;كان المنتدى أقرب لكونه عربياً من أن يكون عالميا فهو الأقرب إلى اجتماع عادي زاد من قيمته أن أعضاءه مسؤولون وأهل الأعمال من كل بقاع الأرضquot; وأكملت quot;لقد بُني هذا المنتدى على مدار ثمانية أعوام وحظي باهتمام المسؤولين وكان هدفاً للعديد من رجال وسيدات الأعمال في شتى أقطار العالم الأجنبي قبل العربي, لكن أن يهدم ويقتل ذلك الإبداع في عام واحد هذا ما quot;يقهر بصدقquot; فلقد وصل عام 2008 لقمة التطور حيث كان مرتبا ومنظما ومنسقا سواء كان من ناحية مقاعد الضيوف وصولاً لضيافة وكيفية تقديم أوراق العمل والبرنامج الذي سيقدمquot;.
ولفتت غزاوي إلى أن عدد الحضور النسائي كان كبيراً في السابق كما قدم أوراق عمل لها قيمة وحركت المياه الراكدة لكن عام 2010 انحدر إلى أولى درجات الرجوع للخلف فلقد انصدمت بصدق مما كان فسوء التنظيم كان سبباً في تدهور كل ما يقدم من قضايا واقتراحات وأضيفي على ذلك عدم تقديم برنامج للمنتدى الذي يجب أن يكون معدا مسبقاً ويرسل مع الدعوات لكن الدعوات الخاصة هي ما وصلت فقط.

وانتقدت غزاوي تقديم مدراء البنوك وإلقاءهم كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع, مؤكدة أن هناك من يستحق، فالظهور لمجرد الظهور بات أمرا مملا جداً, وذكرت غزاوي أن كلمة راعي المنتدى الأمير خالد الفيصل المختصرة جداً التي لم يلقها شخصياً وأعطاها لهم تعني أشياء كثيرة.
وختمت غزاوي حديثها لإيلاف متسائلة: quot;الاختلاط بات أمرا عاديا جداً فلماذا يعزلوننا ويضطروننا أن نشق طريقا طويلا لأجل الوصول للقاعة الرئيسة مع العلم أنه غير ممنوع فعلياً إنما هو فقط تعجيز لنا فدعونا نقارن بين منتدى جدة الاقتصادي وبين التنافسية الذي عقد مؤخراً في الرياض فشتان ما بينهم رغم التشدد الذي عرفت به الرياض إلا أنهم كانوا الأقوى في التنظيم والترتيب من شركة تنظيم منتدانا الاقتصادي في جدةquot;.

لكن سيدة العقار ازدهار باتوباره حيث يعتبرها البعض أول سعودية اقتحمت عالم العقار قالت: quot;لا مصلحة من تهميش السعودية بأي شكل كان لأن أول من دعمها هم الغرفة التجارية فكل ما يشاع حولها مجرد أوهام فنحن لسنا منزهين فهناك سياسة دولة تحكمنا ومصالح عامة تقيدنا فليس من المنطقي أن نلتفت لسلبيات ونتجاهل الإيجابيات ظانين بأن ذلك ورشة عمل يجب أن تسير وفق نظم معينة فهم يريدون أِشياء ملموسة وهذا غير صحيح كون ورشة العمل تقديم ما يريدون والمنتدى يطرح أفكارا ومشاريع ويجدد العلاقات التي قد تكون مبينة على أفكار أو رؤى واقعية تهدف إلى الاستثمار الحقيقي في كل بلدان العالمquot;.
وأضافت باتوباره quot;حضور المسؤولين الأميركيين والسويسريين واليابانيين وغيرهم الكثيرين كان كفيلا بالاستفادة من تجاربهم في الأزمة المالية التي حلت بهم في الأعوام الماضية فلقد تطرقنا لمشاريع مصرفية، تعليمية، زراعية واستثماريه حيث عرضت أفريقيا وسويسرا أراضي فضاء لديهم يريدون أن يُستثمر بها وأرى أنها من النتائج فلقد قدمت مشاريع يعمل بها تحت راية مؤسسة النقد السعودي وكان مرحبا بها تحت بند إفعل ما تريد ولكن كفة المصلحة العامة للشعب هي التي سترجحquot;.

لكن بالنهاية ومن خلال إيلاف أود أن أنوه بنقطتين مهمتين وهي أننا يجب أن ننهض بذاتنا وننقد بمراعاة للطرف الأخر ولأجل تطور مجتمعنا الحاضر أساس المستقبل ولا داعي للمقارنة التي لا تفيد فلقد أشاد بالمنتدى الأجانب قبل العرب وأعجبهم طرحاً وتنظيماً، ومن لم يحضر لا يحكم قبل أن يشاهد بنفسه مع احترامي للجميع ولا أظن بأن الهدف تهميش السعودية أبداً إنما قد تكون من باب المصادفة ليس إلاquot;.