القاهرة: تواصل اليوم الثلاثاء محكمة أمن الدولة العليا طوارئ النظر في قضية ما يعرف بخلية حزب الله لليوم الرابع على التوالي. ويتوقع أن تسدل المحكمة في جلسة اليوم الستار على مرافعات الدفاع عن المتهمين الـ 26 الذين تتم محاكمتهم بتهمة تشكيل تنظيم على خلاف القانون والتخطيط لعمليات إرهابيّة في مصر وإمداد الحركات الفلسطينية بالسلاح عبر الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة، ضمن تهم أخرى. ومن المقرر أن يتم حجز القضية للحكم.
وكانت المحكمة قد بدأت بالاستماع للمرافعات الشفهيّة عن المتهمين منذ يوم السبت الماضي واستمرت على مدار اليومين الماضيين. وشهدت الجلسات تصعيدًا غير معتاد من جانب الدفاع في اتجاهات شتى، نادرًا ما تحدث في أروقة محكمة أمن الدولة العليا، ضد الأجهزة الأمنية والطب الشرعي وجهات التحقيق وحتى العملية القضائية وشرعية المحكمة وقانون الطوارئ الذي لم يسلم أيضًا من مطالبتهم بإحالته إلى المحكمة الدستورية العليا للنظر في شرعيته، انتهاء بمطالبة الدفاع في جلسة أمس بتحويل المتهمين الى محكمة الجنايات بدلاً من محكمة أمن دولة عليا طوارئ.
وقال المحامي منتصر الزيات الذي ترافع في جلسة أمس عن 7 متهمين في القضية هم إيهاب السيد موسى وأيمن مصطفي خليل ومحمد علي وفا وخاطر عبد الله مختار quot;سوداني الجنسيةquot; وشاهين محمد شاهين وحسين محمد حسين وسلمان كامل حمدان، بأنه دفع ببطلان إجراءات التحقيق مع المتهمين لانتهاك حقوقهم في الاستعانة بمحاميهم، كما دفع ببطلان جميع الاعترافات المنسوبة إليهم، مشيرًا الى انها تمت في الليل وفي اجواء غير طبيعية ونتيجة اكراه مادي ومعنوي، بحسب قوله.
وأكد الزيات ان المتهمين لم يقوموا بأي أعمال عدائية على أرض مصر وإنما كان هدفهم مساعدة الشعب الفلسطيني، مضيفا ان المفرقعات والأسلحة المحرزة كانت ستستخدم في دعم حركات المقاومة في قطاع غزة ضد إسرائيل. وقال إن محمد قبلان رئيس قسم مصر بوحدة دول الطوق في حزب الله فكر في الثأر لاغتيال اسرائيل لعماد مغنية من خلال استهداف السياح الإسرائيليين في مصر، إلا أن الحزب في لبنان رفض بصورة قاطعة أن تكون الأراضي المصرية مسرحًا لعمليات الحزب ضد إسرائيل.
وترافع دفاع المتهم العاشر محمد علي وفا عبد الحميد وطالب ببراءته تأسيسًا على ان معرفته بالمتهمين اللبنانيين محمد قبلان وسامي شهاب كانت عن طريق إرسال الـquot;C.V quot; الخاص به للعمل كمترجم عبري بقناة المنار وتقابل معهم وطلبًا منه ان يكون مراسلاً إعلاميًّا لإسرائيل ووافق على ذلك ولما شعر بأن قناة المنار تابعة لحزب الله قطع علاقته معها ورفض العمل معهما.
يذكر انه خلال الجلستين السابقتين دفع فريق الدفاع ببراءة أعضاء الخلية المتهم فيها 26 من بينهم 5 فلسطينيين، سوداني واحد، و18 مصريًا. quot;إضافة إلى المتهم الأول، يوجد ثلاثة هاربينquot;، بالتركيز على البعد السياسي للقضية، واتهام جهات التحقيق والضبط بتزوير أوراق الدعوى، والطعن في مشروعية قانون الطوارئ وشرعية المحكمة التي تنظر القضية، واستند الدفاع إلى توقيع مصر اتفاقية الدفاع العربي المشترك، لإثبات مشروعية سلوك المتهمين وأحقيتهم طبقًا لهذه الاتفاقية في دعم الحركات الفلسطينية.
وعلى الجانب الآخر، اكتسبت المرافعة التي قدمها الدكتور سليم العوا عن المتهم سامى شهاب زخمًا إعلاميًّا كبيرًا، حيث وصفها الكاتب والصحافي فهمي هويدى بأنها كانت ثرية وquot;تعد وثيقة مهمة كشفت الستار عن الكيفية، التي يستخدم فيها القضاء والقانون لتحقيق المآرب وتصفية الحسابات السياسيةquot;، مشيرًا الى أن ملف القضية الذي وقع في 3500 صفحة لم يتضمن دليلاً واحدًا على القيام بأعمال إرهابية في مصر. وكل ما تضمنه أقوالاً واعترافات من المتهمين لم تتجاوز حدود الأعمال التحضيرية، التي استهدفت تعزيز quot;المقاومةquot;.
التعليقات