المتهمون باغتيال المبحوح |
تساؤلات كثيرة تطرححول صفقة جرت بين إيران واسرائيل ضد المبحوح ، تاجر السلاح المحترف، تشابه تلك التي حدثت بعدها بأيام بين باكستان وايران وكان بطلها عبدالملك ريغي، الذي تمكنت منه طهران وسط إخراج تلفزيوني يذكّر بما حدث للزعيم الكردي عبد الله أوجلان.
يوسف الهزاع ومحمود العوضي من دبي: تكشفت معلومات جديدة حصلت عليها إيلاف حول غزوة الموساد الفاشلة ضد القائد quot;الحمساويquot; المغتال محمود المبحوح تؤكد أن الأخير كان تاجر سلاح محترف بتمويل إيراني تحت عين حماس، وكان مسؤولا عن تزويد السودان بالاسلحة لدعم نظام الفريق عمر البشير في حروبه الكثيرة غربا وجنوباً.
وقضى المبحوح نحبه في فندق بستان روتانا بدبي على وقع تساؤلات على الجانب الآخر بين ضفتي الخليج حينما تمكن استراليان من الهرب وفق مصادر إيلاف عبر البحر من ميناء خالد في الشارقة جهة إيران وتوجها إلى ميناء لنجة أو بندر عباس، رغم أن طهران لا تعطي تاشيرة الدخول لأراضيها عبر البحر للأميركيين والأوروبيين والغرب عموماً.
وربما تنبئ هذه الحادثة الى ان صفقة جرت من الخلف بين إيران واسرائيل ضد المبحوح تشابه تماماً التي حدثت بعدها بأيام وبطلها زعيم تنظيم جند الله السني في إيران عبدالملك ريغي، الذي تمكنت منه الأخيرة وسط إخراج تلفزيوني يذكّر بما حدث للزعيم الكردي عبد الله أوجلان حينما اصطادته المخابرات التركية قبل سنوات.
الإخراج التلفزيوني والأقنعة السوداء لم تكن قادرة على إخفاء ملامح الصفقة الإيرانية الباكستانية في تسلم ريغي مقابل مطلوبين للحكومة الباكستانية تتهمهم بإثارة القلاقل في البلد النووية المضطربة بين الجيش والقبائل والاسلاميين، وسط انتصارات متلاحقة تحققها الحكومة الباكستانية ضد المتمردين وحملة السلاح على حدودها.
و افادت مصادر ايلاف ان طهران استغلت الصفقة لاستعراض قوتها أمام وسائل الاعلام وأضافت معلومات بخصوص اجتماع ريغي بقادة أميركيين في قاعدة أميركية لدعم صورتها أمام العجز الذي أظهرته في الحصول على معلومات عن عبد الملك ريغي الذي ظفرت به صيداً ثميناً بعد تنازلات كبيرة، مشيرة الى ان طهران قلدت بذلك تصوير عملية القبض على عبدالله أوجلان وسط صمت دولي على عملية القرصنة الجوية التي حدثت، مما يشير إلى حجم التداخل والمصالح والتعقيدات في هذه الصفقات المتتالية.
على صعيد متصل، أعلنت دبي ان ريغي ظل في منطقة الترانزيت وانه لم يدخل الامارة قبل اعتقاله من قبل السلطات الايرانية، واكدت انه كان في المطار لمدة ساعتين فقط في طريقه من افغانستان الى قرغيزستان، وقالت ان صورة التأشيرة التي أظهرتها إيران هي من صنعها (ايران) كون تأشيرة الزيارة تؤخذ قبل مغادرة المسافر منطقة الجوازات.
وكانت الخارجية الاماراتية افادت في بيان الجمعة ان quot;ما تناولته بعض وسائل الاعلام الايرانية حول اعتقال المدعو عبد الملك ريغي في الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد عودته من دبي هو خبر يفتقر الى ادنى درجات الدقة او المصداقيةquot;.
واكد البيان ان quot;الاسم الذي ظهر على التأشيرة وتناولته وسائل الاعلام لم يدخل الى الدولة اطلاقا وانما توقف في مطار دبي لمدة ساعتين وهو قادم من كابول وفي طريقه الى قرغيزستان ودون ان يستخدم اذن الدخول فعلاquot;.
واكدت الخارجية الاماراتية حرصها على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وقد استغربت المصادر التي تحدثت الى ايلاف عن عدم إعتراض المجتمع الدولي على عملية القرصنة الجوية التي قامت بها إيران على الطائرة المدنية المتوجهة الى قرغيزستان.
يذكر انه بعد مطاردة استمرت سنوات، تمكنت ايران الثلاثاء من اعتقال عبد الملك ريغي زعيم جماعة جند الله السنية المتمردة الذي تتهمه طهران بتدبير عدد كبير من الهجمات الدامية في البلاد بدعم من باكستان والولايات المتحدة.
وبالعودة لقضية المبحوح اكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان امتلاك بصمات وراثية وبصمات اصابع تعود لأفراد من المجموعة التي تتهمها الإمارة بقتل القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الشهر الماضي في دبي، وذلك في تصريحات لقناة العربية.
وردا على قول بعد الجهات لاسيما في اسرائيل عن ان الصور التي قدمتها شرطة دبي للقتلة المفترضين لا تشكل دليلا جنائيا حقيقيا. اكد خلفان quot;عندنا دي ان اي (الحمض الريبي النووي) .. في مسرح الجريمة. البصمة الوراثية موجودة للقتلةquot;.
واشار الى وجود quot;دليل قطعي (ل) بصمة وراثية لاحد القتلةquot; اضافة الى quot;بصمات ايادquot; تعود لعدة اشخاص.
واعتبر خلفان ان هذه البصمات quot;تمكننا مئة بالمئةquot; من تحديد هويات قتلة المبحوح الذي عثر عليه جثة هامدة في غرفته الفندقية بدبي في 20 كانون الثاني/يناير الماضي
من جهة ثانية أعلن ضاحي خلفان في تصريحات نشرتها صحيفة البيان الإماراتية، أنه سيتم تشكيل فريق أمني دولي لملاحقة الـ26 شخصا الذي تتهمهم شرطة الإمارة باغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الشهر الماضي.
وقال خلفان إنه اعتبارا من الأحد المقبلquot;سيعمل من خلال القنوات الدبلوماسية الأوروبية والاسترالية وربما الأميركية، على تشكيل فريق عمل أمني إماراتي دولي يضم سبع دول على الأقل لمطاردة عصابة اغتيال المبحوح في ضوء نتائج التحقيقات التي توصلت إليها شرطة دبيquot;.
وإذ نفى ما سبق أن نقل عنه حول استخدام بعض المتهمين جوازات دبلوماسية، جدد خلفان توجيه أصابع الاتهام إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، وقال لهذا الجهاز quot;الباروكة لا تنفعquot;، مشيرا إلى تمويه أعضاء المجموعة التي قتلت المبحوح أشكالهم، عبر ارتداء الشعر الاصطناعي منوها بتشدد أستراليا إزاء استخدام جوازات سفر منسوبة إليها من قبل ثلاثة تتهمهم دبي في القضية.
ورجح قائد شرطة دبي أن يدرج الإنتربول أسماء المتهمين الـ15 الجدد الذين تم الكشف عنهم الأربعاء اعتبارا من الأسبوع المقبل.
وأعلنت شرطة دبي الأربعاء أن 15 شخصا إضافيا يحملون جوازات غربية ضالعون في اغتيال المبحوح ما يرفع اجمالي عدد الأشخاص الذين اتهمتهم الشرطة في العملية إلى 26 شخصا، وقد حمل هؤلاء جوازات بريطانية وأيرلندية وفرنسية وأسترالية، إضافة إلى شخص حمل جوازا ألمانيا.
التعليقات