لم تعد المجالات التي تحاول المرأة من خلالها منافسة الرجل مقتصرة على المهنة والحقوق المدنية والسياسية، بل امتدت لتصل الى منافسته بالعوامل البيولوجية، اذ ان دراسة حديثة أثبتت ان المرأة في شمال ووسط اوروبا أصبحت تعادل الرجل في الطول بل وتتفوق عليه!

ميونيخ: البنيان الجسماني لكل من الرجل والمرأة مختلف، فقد رسخ في ذهن الناس ومنذ بدء الخليقة ان الرجل قوي البنيان طويل القامة مفتول العضلات وان المرأة قصيرة القامة رقيقة اضعف من الرجل، ومنذ بدء صناعة السينما العالمية نجد ان افلام هيوليود تاخذ الصورة المثالية للرجل، تلك القريبة الى صورة رعاة البقر الأميركيين، ذلك الطويل مفتول العضلات المغامر المقدام، اما المرأة فهي قصيرة تعيش في كنفه ودائما تطلب حمايته.

غير ان هذه الصورة لم تعد صحيحة في عالم اليوم خاصة في شمال اوروبا، إذ تغير البنيان الجسماني للمرأة وهذا ماجاء في تقرير للمركز الطبي الالماني، اذ سجل التقرير ان المرأة في الحقبة الاخيرة في شمال ووسط اوروبا اصبحت تعادل الرجل في القامة بل واحيانا تتفوق عليه، وهي بالفعل حقيقة ملموسة في هذه البلاد اذ ان كثيرات من النساء هنا هن من اصحاب الطول الفارع الذي يفوق في كثير من الاحيان الرجل.

اذن ماذا حدث بالضبط ؟ لماذا هذا التغير في قامة المرأة ؟ هل هو تغير في الجينات الوراثية ام هي تغيرات طبيعية عادية؟ ماهي دوافعه وماهي تبعاته؟

لا أحد يعرف حقيقة هذا التحول، غير ان عالمة أميركية في الطب النفسي في جامعة نيويورك حاولت الاجابة على هذه الاسئلة من خلال دراسة اجرتها على 760 فتاة وشاب اخضعتهم فيها للمراقبة لمدة 3 سنوات كاملة، وهي المرحلة المناسبة لنمو اجسامهم للوصول الى مرحلة البلوغ. خلصت العالمة الأميركية الى نتيجة مفادها ان الفتيات اللاتي يظهرن اشارات واضحة ومستمرة من القلق والتوتر خلال طفولتهن يكون طولهن في المستقبل اقل بوصتين من اللاواتي لم يتعرضن للقلق.

ليست هناك ادنى مشكلة في قصر النساء فالرجل لايسعده امرأة تفوقه في الطول، وهناك امثلة عديدة علي عدد من مشاهير العالم ارتبطن بنساء تفوق قامتهن الرجال، كان الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا مثال شهير على تلك الحقيقة، اذ انه كان يستشيط غضبا كلما ظهرت له صورة مع زوجته السابقة الراحلة الاميرة ديانا التي كانت تفوقه في الطول، اذ كانت اطول منه بمقدار ثلاث بوصات، لهذا لم يكن يسمح للاميرة ديانا بارتداء احذية ذات كعب عالي وهي بصحبة الامير تشارلز.

آخر الدراسات في هذا المجال تقول ان النساء في المانيا والسويد وهولندا في مقدمة اطول نساء العالم، وهن اطول من نظيراتهن في جنوب اوروبا بحوالي 10 سنتيمترات، وهي نسبة تجعل نساء الشمال الاوروبي الطويلات تشعرن بالغيرة من نساء الجنوب القصيرات، فالمرأة وتريد ان تكون اقصر قامة من الرجل، كارين مثلا امرأة المانية فارعة الطول تقول انها بالفعل تحس بالغيرة من النساء القصيرات quot;ولما لا، وان الرجل دائما يساعدهن في حمل الاشياء الثقيلة من منطلق انهن ضعيفات يحتجن الى العطف والمساعدة انا مثلا احصل على نظرة من الرجال دائما مفادها انني امرأة طويلة قوية .. اذن لامساعدة!quot;.

كريستينا هي الاخرى فتاة المانية فارعة الطول ترى ان الزواج من رجل يقبل بامراة اطول منه اصبح امرا صعب المنال، المجتمع في الدول الصناعية تغير كثيرا، quot;لكن لازالت فكرة ان الرجل لابد وان يفوق المرأة في الطول مترسخة في اذهان الناس في هذه المجتمعات، ولا يمكن تغيرهاquot;.

ولما كان معروفا ان الحركات النسائية في الغرب تصر على الغاء كل ما يمكن ان يميز الرجل تميز عن المرأة، بصرف النظر عن المتطلبات الموضوعية، فانها اخذت طول قامة المرأة ذريعة لالغاء ما تبقى من قوانين قديمة تفرّق بين الجنسين.

على سبيل المثال في ايرلندا ثارت الحركة النسائية هناك وطالبت بالغاء قانون اطفاء الحرائق الذي يتطلب ان يكون الرجل طويلا بحيث لايقل طوله عن ستة ونصف قدم، بحجة ان هناك نساء في الوقت الحالي تبلغن هذه النسبة وهذا امر لايمكن ان يقتصر على الرجل وحده بل يجب ان تشاركه المرأة فيه.