شهدت ساحة البرلمان البريطاني مظاهراتان، واحدة مؤيدة وأخرى معارضة لفيلم quot;فتنةquot; .
لندن: تظاهر المئات أمام مجلس العموم البريطاني احتجاجاً على زيارة النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز لمقر البرلمان وعرض فيلمه quot;فتنةquot; بمقر مجلس اللوردات، وضد ما سموه quot;العنصرية ضد الإسلام والمسلمينquot;. وتظاهر أمام البرلمان أيضا بضع مئات آخرين مؤيدين لفيلدرز من quot;رابطة الدفاع الانكليزيةquot; ومنظمة quot;وقف أسلمة أوروباquot; وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كبير للشرطة. واشتبكت الشرطة البريطانية مع عناصر من رابطة الدفاع الإنكليزية واعتقلت عددا منهم.
إلى ذلك، نددت منظمات ومؤسسات وهيئات بريطانية وجمعيات حقوقية بزيارة النائب الهولندي للبرلمان، وكانت قد طالبت وزير الداخلية عبر شكوى تقدمت بها بمنعه من دخول بريطانيا. كما أعربت المنظمات عن قلقها الشديد لظهور حركات وجماعات متطرفة جديدة معادية للإسلام والمسلمين تحظى بدعم أحزاب سياسية.
ووصفت quot;منظمة اتحدوا ضد الفاشية quot;رابطة الدفاع الانكليزيةquot; بأنها quot;مجموعة من مثيري الشغب وعلى صلة قوية مع الحزب القومي البريطاني الفاشيquot; معتبرة أن المجموعة العنصرية تسير في اتجاه مضايقة المسلمين والأقليات العرقية الأخرى. وأصدرت في لندن رسالة مفتوحة ضد رابطة الدفاع الانجليزية، وقعها أعضاء بمجلس العموم وعدد من النقابيين والنشطاء وشخصيات بارزة في المجتمع المحلي.
وبات الظهور المفاجئ لما يسمى رابطة الدفاع الإنجليزية الذي يعتقد على نطاق واسع أنها واجهة للحزب القومي البريطاني- يشكل قلقا متزايدا للكثيرين بسبب أهدافها وشعاراتها العنصرية، كما أنها نظمت العديد من المظاهرات المناهضة للإسلام انتهت جميعها باشتباكات وأعمال عنف. وتعمل الرابطة مع جماعات يمينية أخرى حيث تشاركها بالمظاهرات منظمة quot;أوقفوا أسلمة أوروباquot; وهي جماعة يمينية تجاهر بمناهضة الإسلام وتضع قائمة لمقاطعة 52 دولة إسلامية، وتدعو إلى دعم إسرائيل بينما يرفع نشطاؤها علم إسرائيل في مظاهرات هذه الجماعات.
يُذكر أن فيلدرز مُنع العام الماضي من دخول بريطانيا بتهمة quot;إثارة الكراهيةquot; وهو ملاحق في هولندا بالتهمة نفسها بعد إنجازه فيلما اسمه quot;فتنةquot; يربط مباشرة بين العنف والقرآن الذي وصفه بالفاشي وشبهه بكتاب quot;كفاحيquot; لهتلر ودعا إلى منعه في هولندا. وأعلن النائب الهولندي من اليمين المتطرف غيرت فيلدرز انه سيعرض فيلمه quot;فتنةquot; المعادي للاسلام اليوم الجمعة في مجلس اللوردات البريطاني في لندن بعد إلغاء عرض سابق كان مقررا عام 2009. وقال فيلدرز quot;تلقيت دعوة من اللورد (مالكولم) بيرسون والبارونة (كارولاين آن) كوكس لعرض quot;فتنةquot; في مجلس اللوردات في الخامس من آذار/مارس والرد على اسئلة البرلمانيين البريطانيينquot;. وتابع مؤسس وزعيم حزب الحرية quot;انني ذاهب بالتأكيد. اشتريت تذكرة الطائرة للتوquot;.
وكان بيرسون العضو في الحزب الوطني البريطاني دعا فيلدرز (46 عاما) لعرض فيلمه في شباط/فبراير 2009 غير ان جلسة العرض ألغيت بعدما ردت أجهزة الجمارك البريطانية النائب الهولندي لدى وصوله الى مطار هيثرو اللندني وأرغمته على العودة الى امستردام. وتعتبر وزارة الداخلية البريطانية ان تصريحات فيلدرز حول الاسلام والمسلمين تشكل quot;خطرا على الامن العامquot;. ويقول فيلدرز انه يريد من خلال فيلم quot;فتنةquot; الذي يستمر 17 دقيقة تسليط الضوء على الطابع quot;الفاشيquot; في نظره للقرآن وهو يدعو الى حظر المصحف ويشبهه بكتاب quot;كفاحيquot; لادولف هتلر.
وحدد النائب اليميني فيلدرز المعروف بطبعه المشاكس في الطبقة السياسية لنفسه quot;مهمةquot; مكافحة quot;اسلمةquot; هولندا. ويقول فيلدرز موضحا شعبيته quot;نحن نجرؤ على تناول موضوعات حساسة مثل الاسلمة، ونستخدم كلمات طبيعية وواضحة يستطيع الناخب الذي يقرأ الجريدة فهمهاquot;. وبث هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 17 دقيقة في اذار/مارس 2008 على الانترنت رغم اعتراض الحكومة الهولندية التي خشيت ان تثير الانتقادات التي تضمنها للقرآن قضية مماثلة لقضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في الدنمارك. ويعتبر فيلدرز (64 عاما) صاحب الشعر الابيض الطويل ان وصفه باليميني المتطرف امر quot;عبثيquot;.
التعليقات