تواجه الحكومة البحرينيّة ضغوطاً من قبل نواب وخطباء ووسائل إعلام، لطرد السفير البريطاني لديها، بحجّة تدخله في الشؤون الداخليّة للمملكة، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه بجمعية الوفاق الإسلاميّة الشيعيّة المعارضة .

المنامة: تواجه الحكومة البحرينية ضغوطا من قبل جمعيات ونواب في البرلمان وخطباء في المساجد، يطالبونها بطرد السفير البريطاني في البحرين جيمي بودن بعد تكرر محاولات التدخل في الشؤون الداخلية البحرينية، ولمخالفته القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، الامر الذي اعتبر مستنكراً ومرفوضاً، وشن عشرات الخطباء في صلاة الجمعة هجوماً على السفير، احتجاجاً على لقاء سري عقد مع كبرى جمعيات المعارضة البحرينية quot; جمعية الوفاق الاسلاميةquot;، داعين إلى محاسبتها بتهمة التخابر مع دولة أجنبية والاستقواء بالخارج، مؤكدين أن طاعة ولي الأمر واجبة ولا يجوز الخروج عنها بـquot;التحالف مع الكفار والمشركين والتآمر على الوطنquot;.

وحذر رجال الدين في خطبة الجمعة من خطورة إقحام الأجنبي والتآمر على الوطن والتحالف مع أعداء الدين الإسلامي، مطالبين بالوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولات للتدخل في شؤون مملكة البحرين الداخلية أو النيل من مقدراتنا الوطنية. وطالب الخطباء بطرد السفير البريطاني لتدخله في الشؤون الداخلية، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية، لاسيما ميثاق الأمم المتحدة، داعين إلى ضرورة التحقيق مع أعضاء جمعية الوفاق ومحاكمتهم بالتخابر مع دولة أجنبية، وإدخالها في شأن المملكة الداخلي، وهو ما يحاسب عليه الدستور وقانون الجمعيات السياسية.

وأكد الخطباء على ضرورة إيقاف جمعية الوفاق أو حلها نهائياً حتى تكون عبرة لغيرها من الجمعيات الأخرى، التي تسول لها نفسها الحذو حذو الوفاق، وعقد اجتماعات سريّة مع جهات أجنبية في القضايا المحلية والداخلية للوطن. وأكدوا أن التآمر مع الجهات الأجنبية لا مبرر له على الإطلاق، في ظل ما تشهده مملكة البحرين من حريات ديمقراطية في البلاد بفضل المشروع الإصلاحي الذي أرسى دعائمه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي يتيح الحرية التامة أمام طرح القضايا الوطنية عبر القنوات الرسمية وعدم الاستقواء بالأجانب والغرباء لطرح ملفات الوطن.

وقال خطيب مسجد الشيخ عيسى بن علي بالمحرق النائب الشيخ عادل المعاودة، إن الكثير من غير المسلمين يسعون لنشر الفتنة بديار المسلمين، وشق الصف وتعميق الخلاف بين أبناء البلد الواحد .خصوصاً إذا رأوا أن المشاريع الوطنية والوحدة تنمو وتزدهر بينهم، فإن هذا يغيظهم ، وإنه يرفض أن يمثل أحد حتى لو كان سفيراً لدولة أجنبية .

واكد الشيخ عادل المعاودة، إن انتقادنا الأخير لسلوك جمعية الوفاق يأتي لقطع الطريق على الفتنة التي قد تترتب على بعض التحركات التي تقوم بها،خصوصاً لقاءها غير المعلن مع السفير البريطاني . قائلاً إننا لا نعترض على اللقاء بسفراء أجانب من حيث المبدأ، بل سبق والتقيناهم بمجلس النواب، وهذا أمر لاغبار عليه إن كان يتم في النور والعلن وفي إطار احترام سيادة البلد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .

أما الإشكالية في لقاء الوفاق بالسفير البريطاني، فإنها ذو وجهين الأول أنه جاء مباشرة بعد الضجة التي أعقبت مؤتمرها الأخير، وطالبت فيه بتغيير نظام الحكم، والوجه الآخر، وهو الأهم، أنه كان سريا ولم تعلن عنه، ولم تكشف مادار به . ورفضت جمعية الوفاق الاسلامية الشيعيّة الهجوم الذي شنته وسائل الاعلام والخطباء والنواب، واكد المسؤولين فيها في اكثر من لقاء ان هناك من يستهدف اضعاف الوفاقةأعلنت رفضهااي مزايدات في القضية.