اكد محمد دحلان لـإيلاف أن الألغام زرعت أمام طريق المفاوضات غير المباشرة من خلال الإعلان عن أعمال بناء جديدة تزامنت مع زيارة جو بادين نائب الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وأوضح أن تل أبيب مهدت من خلال أعمالها على الأرض إلى موت المفاوضات.

غزة: دخلت المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني التي دعت إليها الولايات المتحدة الأميركية، مرحلة حرجة، وصلت الى تكهن بعض المراقبين بفشلها قبل بدءها.

وفي الوقت الذي هددت فيه السلطة الوطنية الفلسطينية ببديل عن خيار التفاوض غير المباشر، لا زالت إسرائيل غير مكترثة أبداً للمطالبات الدولية والعربية المختلفة بوقف الإستيطان الذي سيبتلع القدس وضواحيها.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان لإيلاف أن سياسة التطرف التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية الحالية من خلال المصادقة على إنشاء آلاف الوحدات السكنية داخل المدن الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية، مهدت الطريق لموت المفاوضات غير المباشرة قبل بدأها.

وأستثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق، مدينة القدس، من قرار تجميد بناء المستوطنات لمدة عشرة أشهر في نوفمبر الماضي، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية قبل يومين على بناء ألف وستمائة وحدة سكنية جديدة في حي رمات شلومو شمال القدس. وتزامنت تلك المصادقة مع بدء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، للمسارعة في عقد مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال القيادي الفتحاوي الفلسطيني لإيلاف أن quot;إسرائيل سبقت بايدن بهدية إنشاء 1600 وحدة سكنية، ما يعني أنها زرعت الألغام أمام طريق المفاوضات غير المباشرةquot;. وطالب الإدارة الأميركية بلجم تطرف رئيس الوزراء الإسرائيلي في مخططه حول تهويد القدس بالكامل.

وأضاف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن زيارة ميتشل سبقها إنشاء 600 وحدة سكنية للمستوطنين الإسرائيليين في محافظة بيت لحم. وقال دحلان بتهكم quot;في حال زيارة باراك أوباما لإسرائيلي، فإننا سنواجه مخطط لآلاف الوحدات السكنية في كافة أرجاء الضفة الغربيةquot;.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية أقترحت مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في وقت إشترط فيه وزراء الخارجية العرب أن لا تزيد تلك المباحثات عن أربعة أشهر، إلا أن الحكومة الإسرائيلية إستبقتها بالمصادقة على بناء عدد آخر من التجمعات الإستيطانية الإسرائيلية الجديدة. ويعيش أكثر من 200 ألف إسرائيلي في القدس الشرقية والمناطق المحاذية لها، حيث تعتبرها إسرائيل عاصمتها الأبدية، في وقت يصر الفلسطينيون على أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة.

وبدت اليوم ساحة المسجد الأقصى، مسرحاً لإشتباكات دارت بين مصلين فلسطينيين والجنود الإسرائيليين، كانوا قد منعوا آلاف المصلين من الوصول للمسجد والصلاة فيه. حيث أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح مختلفة

ولوّحت السلطة الفلسطينية ببديل في حال لم تسفر المفاوضات غير المباشرة عن وقف شامل للإستيطان في الضفة الغربية. وقال عضو اللجنة المركزية لفتح quot;لن يكون البديل من خلال العنف، لكننا سنتجه إلى كافة المحافل الدولية التي من شأنها الضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها في الضفة الغربية والقدس المحتلةquot;.

وأكد دحلان على وجوب أخذ الإدارة الأميركية بردع إسرائيل وأخذ موقف صارم حيال إستمرار الممارسات الإستيطانية. وقال لإيلاف quot;لا يكفي أن تدين الإدارة الأميركية المخططات الإستيطانية. ويجب أن تترجم فعلياً وقف المد الإستيطاني من خلال إلزام إسرائيل بوقفهاquot;.

من جانبه، أعتبر الكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور تحسين الأسطل أن ما تقوم به إسرائيل من بناء مستوطنات جديدة في ضواحي مدينة القدس، هو إمتداد لسياسة التطرف للحكومة الإسرائيلية الحالية. وقال الدكتور الأسطل لإيلاف quot;سيكون من الصعب جدا توجه القيادة الفلسطينية لأي مفاوضات من غير إلغاء القرار الإسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، فضلاً عن التعهد التام بعدم القيام نشاطات استيطانية مستقبلاًquot;.

وخرجت مسيرات ظهر اليوم في مناطق مختلفة من قطاع غزة، للتنديد بما أسمته quot;عدوان جديد على المقدسات الإسلامية، وصمت عربي ودولي لما يجري في المدينة المقدسةquot;. وطالب المتظاهرون الذين يتقدم قيادات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي quot;المجتمع الدولي والعربي والإسلامي، بضرورة التحرك العاجل و الفوري لوقف الممارسات الإسرائيليةquot;.

وأكد القيادي في حركة حماس الدكتور خليل الحية، أن هذه المسيرة quot;تأتي في إطار الدفاع في مقدساتنا والانتصار لهاquot;، معتبراً أن آلاف المشاركين في التظاهرة quot;برهنوا على أن ما يجمع شعبنا أكبر مما يفرقهquot;.