تسود حالة من القلق لدى أجهزة المخابرات الأجنبية من احتمال قيام سلطات دبي بتنفيذ تهديدها بطرد العملاء موضع الاشتباه، وإقدامها على نشر صورهم وكافة المعلومات المتعلقة بهمquot;. وكان المحققون في دبي قد أثاروا ضجة دولية عندما قاموا بنشر صور وتفاصيل جوازات سفر 26 شخصاً أجنبياً.
القاهرة: في أعقاب التصريحات المثيرة التي دعا من خلالها الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، الجواسيس في منطقة الخليج إلى المغادرة في غضون أسبوع، تفاوتت التعليقات وتباينت الآراء حول أمور متعلقة بالنواحي الأمنية والاستخباراتية في المنطقة، خاصة ً بعد تنفيذ عملية اغتيال القيادي البارز في حركة حماس، محمود المبحوح، بأحد فنادق إمارة دبي نهاية شهر كانون الثاني / يناير الماضي.
وفي هذا الإطار، تنشر اليوم مجلة quot;النيوزويكquot; الأميركية تقريراً مطولاً تبرز من خلاله ndash; نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين غربيين ndash; حقيقة وجود حالة من الانقسام والجدل في الأوساط الاستخباراتية الغربية حول جدوى تهديد شرطة دبي بإخراج الجواسيس الموجودين في المنطقة خلال أسبوع، وإلا فسيواجهون ملاحقة بصورة قوية.
حيث تمضي المجلة في هذا السياق لتنقل عن دبلوماسي أوروبي ndash; طلب عدم الكشف عن هويته عند مناقشة قضية حساسة في السياسة الخارجية ndash; قوله: quot;الخوف في أوساط أجهزة المخابرات الأجنبية هو أن تقوم سلطات دبي بتنفيذ تهديد طرد العملاء موضع الاشتباه، بإقدامها على نشر صورهم وكافة المعلومات المتعلقة بهمquot;.
وكان المحققون في دبي قد أثاروا ضجة دولية عندما قاموا بنشر صور وتفاصيل جوازات سفر 26 شخصاً أجنبياً، قالت السلطات إنهم أعضاء طاقم سري قام بتنفيذ عملية اغتيال محمود المبحوح. ثم تنتقل المجلة لتقول إن هناك مخاوف أخرى من أن تقوم سلطات دبي بالكشف عن هويات العملاء الأجانب العاملين quot;بصورة غير معلنةquot; وquot;غير قانونيةquot; في إمارة دبي وغيرها من الإمارات. وذلك لأن الإعلان عن هويات ضباط الاستخبارات غير المعلنين أو المخبرين، يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، عليهم أن يقوموا مرة أخرى بتنفيذ مهمات سرية في الخارج.
في حين قلَّل خبراء استخباراتيون آخرون من ذلك التهديد، وقالوا إنه مجرد خدعة. فقال روبيرت باير، الضابط السابق بالمخابرات الأميركية والذي سبق له أن قضى معظم حياته المهنية في المنطقة قبل أن يصبح مؤلفاً:quot; إن هذا التهديد هو مجرد توعد، فلن يقوموا بطرد عملاء الإف بي آي أو السي آي إيهquot;.
وأشار باير إلى أن الشفافية التي تعاملت من خلالها دبي مع الفريق الذي قام بتصفية المبحوح هي جزء من quot;حملة نشطةquot; تطبقها الإمارة لتنظيف سمعتها في ظل الصعوبات المالية التي تعرضت لها أخيراً، وأضاف quot; من الصعب أن يخدم طرد نشطاء الإف بي آي أو السي آي إيه هذا الهدفquot;.
وقال بروس ريديل، المسؤول البارز السابق بالسي آي إيه، والذي يسدي المشورة للبيت الأبيض في ما يتعلق بسياسة المنطقة، إن سلطات دبي ستُعرِّض نفسها إلى quot;خطر شديدquot; إذا ما قامت بتنفيذ تهديدها الخاص بطرد العملاء لأن معظم الجواسيس الأجانب الذين يعملون انطلاقاً من دبي إيرانيون.
ويضيف بقوله quot;هناك تواجداً إيرانياً كبيراً في دبي، بما في ذلك ممثلين عن الحرس الثوري. ويشكل هؤلاء الإيرانيون مجموعة يكون من الخطر استعدائهاquot;. وفي النهاية، تشير المجلة إلى أن السفارة الإماراتية في واشنطن لم ترد على رسالة هاتفية وأخرى بالبريد الإلكتروني للتعقيب على هذا الأمر.
التعليقات