تجمعت لدى quot;إيلافquot; معلومات حصريَّة على درجة عالية من الخطورة، استقتها من مصادر خليجية وأميركية وإسرائيلية، تقلب صورة اغتيال محمود المبحوح رأسًا على عقب. فما بدا طوال الأسابيع السبعة الفائتة أنَّه عملية اغتيال كلاسيكية نجحت في تصفية القيادي في حماس لكنها مرغت أنف الموساد في الوحل، اتضح أخيراً أنَّها عملية أكثر تعقيدًا بكثير، وأنَّها كانت ترمي إلى توجيه رسائل إنذار علنية ومكشوفة إلى أكثر من طرف، وفي طليعتها بلدان خليجيَّة. وفي معلومات quot;إيلافquot; أنَّ عملية الاغتيال كانت بمثابة علبة بريد مليئة بالرسائل المفخخة، دبرها quot;موساديونquot; بعلم الموساد او من خلف ظهره، وتكفلت الخارجية الأميركية بنقل بعضها إلى من يهمهم الأمر. سيف الصانع وسالم جمعة ويوسف الهزاع وآلان غرونزخاص بـquot;إيلافquot; الحلقة الأولى:
تصفية المبحوح إنذار إسرائيلي أوّل إلى دول الخليجالحلقة الثانية: جدل في الخليج حول مواقف ضاحي خلفان
تخفي عمليَّة تصفية محمود المبحوح، القيادي في حركة حماس، أبعادًا مستقبليَّة تتجاوز المعلن حتّى الآن والذي يركّز فقط على الجهة المتورّطة من دون الأخذ في الاعتبار الدوافع خلف العمليَّة. ويكشف مسؤول أمني أميركيّ لـ إيلاف أنَّ عمليَّة الاغتيال عمومًا وبالطريقة التي تمَّت فيها خصوصًا تحتاج إلى نظرة معمّقة في تفسيرها وتحليلها تأخذ في الاعتبار الأبعاد المستقبليَّة لها.
ملفات إيلاف:
اغتيال المبحوح
دبي تقهر الموساد
وفيما يعترف المسؤول الأميركي أنَّه ليس من السهل الآن معرفة ما حدث ولماذا، يجنح محللون أمنيون بريطانيون إلى طرح تساؤلات عديدة حول الأهداف الإسرائيليَّة التي دفعت بجهاز الموساد إلى تنفيذ عمليَّة الاغتيال بطريقة واضحة للعيان وسهلة الكشف مما يطرح الاحتمالات التالية:
السفير الاسرائيلي في لندن بعد ان استدعته الخارجية البريطانية شأن إستخدام جوازات سفر مزورة في عملية إغتيال المبحوح. أ ف ب |
أوّل هذه الاحتمالات أنَّ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أراد التدليل على أنَّ يد تل أبيب طويلة وتستطيع الوصول الى أيّ بقعة في العالم العربي في أيَّ وقت تشاء من دون أن يعترض طريقها معترض.
ثاني الاحتمالات أنَّ عمليَّة الاغتيال بالطريقة الاستعراضيَّة التي تمَّت فيها تحمل رسالة إلى دول الخليج مفادها أنَّها ليست بمأمن من يد الموساد، وخصوصًا منها البلدان التي تدعم ما تعتبره إسرائيل إرهابًا ضدَّها من جانب حزب الله أو حماس عن طريق الدعم المالي.
ويتّصل ثالث الاحتمالات بإيران. فمن المشكوك فيه أنَّ لإيران يد في عمليَّة الاغتيال أو أنَّها ضالعة فيها، حتّى ولو غادر الأستراليَّان المتّهمان بالاغتيال دبيّ عن طريقها. بل إنَّ مغادرتهما إلى إيران هي عمليَّة تنطوي على لغز، إذ ما الذي يجعل حاملي الجواز الأسترالي يختاران السفر عبر البحر ما لم يكن هناك اختراق أمني لإيران ومحاولة لاختبار قوَّة الدفاعات الإيرانيَّة.
إيران تختبر إطلاق صاروخ نور من المدمرة المنتجة محلياً- جمران- في الخليج العربي - 9 مارس 2010. أ ف ب |
ويذكر المحللون الأمنيون البريطانيون بأنَّ عددًا من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإيرانيين الكبار هم من أصول عربيَّة، وبعضهم ينتمي إلى مدن وقرى تحاذي الخليج، أي إلى الشريط الخليجي من إيران والذي يعرف باسم عربستان وسكانه من العرب السنَّة.
ويضيف محللون أمنيون أنَّ هشاشة العمليَّة قد تقود إلى استنتاج أنها لم تكن إخفاقًا إذا اعتبرنا أنَّها كانت ترمي إلى تحقيق أحد أو كلّ الأهداف المذكورة أعلاه. وهي بهذا المعنى تمَّت من داخل جهاز الموساد وعلى طريقة quot;النيران الصديقةquot;، وإن يكن ثمَّة اتفاق بين المصادر على أنَّ هذه العمليَّة من الصعب كشف دوافعها وأهدافها في وقت مبكر.
التعليقات