أظهرت النتائج الأوّلية أن قائمة ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها المالكي تتقدم في نتيجة الانتخابات البرلمانية في بغداد والجنوب، في حين يتصدّر علاوي محافظات في الوسط والشمال، في وقت يتواصل فيه عقد التحالفات بهدف تشكيل الحكومة المقبلة وتوزيع المناصب الرئيسة.

Employees from the Iraqi Independent High Electoral Commission ...

بغداد: يتقدم إئتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد والجنوب، في حين يتصدر رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي محافظات في الوسط والشمال.

واشارت نتائج جزئية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات مساء السبت ان قائمة quot;العراقيةquot; بزعامة علاوي حلت الاولى في محافظة نينوى الشمالية، كبرى مدنها الموصل، بفارق شاسع عن اللوائح الاخرى.

وأكّدت الارقام حصول quot;العراقيةquot; على 62 الف صوت في حين حل التحالف الكردستاني ثانيًا مع 19 الفًا وجبهة quot;التوافقquot; ثالثة مع سبعة الاف صوت، أما quot;الائتلاف الوطني العراقيquot; فنال 3500 صوت بينما نال quot;ائتلاف دولة القانونquot; اقل من ألفي صوت.

وتعكس هذه النتائج نسبة 15 في المئة فقط من بطاقات الاقتراع التي تم فرزها. يشار الى تخصيص 34 مقعدًا لمحافظة نينوى من اصل 325 في البرلمان المقبل.

وبذلك، اصبحت قائمة quot;العراقيةquot; في الطليعة في ثلاث محافظات هي ديالى وصلاح الدين في الوسط ونينوى في الشمال.

وفي محافظة القادسية وكبرى مدنها الديوانية، فقد اظهرت الارقام حصول quot;الائتلاف الوطني العراقيquot; الذي يضم الاحزاب الشيعية على نحو الفي صوت وقائمة المالكي على اكثر من الف صوت، في حين نالت قائمة علاوي 650 صوتًا.

يشار الى ان هذه النتائج الجزئية هي حصيلة فرز بطاقات اقتراع تراوح نسبتها بين عشرة و34 في المئة في 11 محافظة من اصل 18 في العراق.

وفي محافظة بغداد أكدت الارقام حصول quot;ائتلاف دولة القانونquot; على نحو 159 الف صوت في حين حصل quot;الائتلاف الوطني العراقيquot; على 108 الاف صوت، وحلت quot;العراقيةquot; ثالثًا بحصولها على 105 آلاف صوت.

وتعكس هذه النتائج نسبة 18 في المئة فقط من اوراق الاقتراع التي تم فرزها.

وقد حققت قائمة علاوي تقدمًا في ناحية الكرخ، غرب دجلة، حيث توجد احياء للعرب السنة واخرى مختلطة. اما في ناحية الرصافة، شرق دجلة، فإن أغلبية الاحياء شيعية باستثناء الاعظمية.

ويشار الى تخصيص سبعين مقعدًا لمحافظة بغداد من اصل 325 في البرلمان المقبل.

وبذلك، اصبحت قائمة quot;ائتلاف دولة القانونquot; في الطليعة في خمس محافظات، اربع منها جنوبية حتى الان هي بابل والنجف والمثنى وكربلاء.

وفي محافظة كربلاء حلت قائمة علاوي (7 الاف صوت) في المرتبة الثانية وراء قائمة المالكي (16 الف صوت)، في حين حصل الائتلاف الشيعي على 3000 صوت. وتعكس هذه النتائج عشرة في المئة فقط من اوراق الاقتراع التي تم فرزها.

وحل الائتلاف الشيعي في المرتبة الثانية في الجنوب وبغداد، ومن ثم كتلة علاوي العلمانية.

ويضم هذا الائتلاف الاحزاب الشيعية الرئيسية مثل التيار الصدري بزعامة رجل الدين المقيم في ايران مقتدى الصدر، والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي بزعامة عمار الحكيم، إضافة الى شخصيات اخرى مثل احمد الجلبي المثير للجدل.

وشارك في الانتخابات التي جرت الاحد الماضي 6281 مرشحًا بينهم 1801 امراة موزعين على 12 ائتلافًا كبيرًا و74 كيانًا سياسيًا.

والنتائج الجزئية لا تشكل حتى الان مفاجأة لأنها تتطابق مع ما اكده مسؤولون محليون في مكاتب المفوضية غداة الانتخابات من حيث تقدم المالكي في المناطق الشيعية وعلاوي في مناطق العرب السنة، والتحالف الكردستاني في معقله.

من جهة اخرى، اعلن النائب عباس البياتي المرشح عن quot;دولة القانونquot; بدء حوار مع قوائم اخرى لتشكيل الحكومة المقبلة برئاسة المالكي.

وقال البياتي ان quot;ائتلاف دولة القانون، شكل لجنة مصغرة تتولى وضع الاسس والاطار الذي يتم بموجبه التحاور مع الكيانات السياسية بهدف تشكيل تحالف يتولى تشكيل الحكومة المقبلةquot;.

واكد دون تحديد الاسماء ان quot;اللجنة التقت ممثلين من اربعة كيانات سياسية حققت تقدمًا في نتائج الانتخابات، والابواب ستكون مفتوحة للحوار مع الجميع (...) تلقينا اشارات ايجابية من ثلاثة كيانات لم تبد اي اعتراض على ترشيح المالكيquot;.

يشار الى استحالة تمكن قائمة بمفردها من الحصول على الغالبية (163 من اصل 325 مقعدًا) نظرًا للنظام النسبي المعقد في عملية الاقتراع.

وفي هذا السياق، عبر استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل عن اعتقاده بان الطريق لا يزال صعبًا امام المالكي.

وقال ان quot;تقدم المالكي ليس كبيرًا لانه لم يحقق النجاح الذي يحيله رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزهquot;. وتابع ان quot;المشهد يبدو معقداً لكن الائتلافات هي العامل المهم في تشكيل الحكومة المقبلةquot;.

المعارضون للمالكي يباشرون مفاوضات تشكيل الحكومة

على صعيد متصل، بدأت شخصيات بارزة معارضة للمالكي البحث في تحالفات جديدة مع المسؤولين الاكراد بهدف تشكيل الحكومة المقبلة في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية وتوزيع المناصب الرئيسية.

وقال فؤاد حسين رئيس ديوان الرئاسة في اقليم كردستان العراق ان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي زارا السبت اربيل لبحث هذه المسائل مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في مقره في صلاح الدين، شمال اربيل.

من جهته، قال خبير الشؤون الكردية ريبوار كريم ان quot;المباحثات جارية حاليًا بين هذه الكتل السياسية حول امكانية تشكيل الحكومة المقبلة من دون مشاركة قائمة المالكيquot;.

واضاف quot;يبدو حتى الان، في ظل النتائج التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ان هذه القوائم ستفوزquot; مشيرًا مع ذلك الى ان quot;المحادثات لا تزال في مراحلها الاوليةquot;.

وقال كريم quot;جميع الاطراف السياسية تعرف حجمها والاسراع في تشكيل الحكومة خطوة جيدة. لكن، على الرغم من ذلك اعتقد ان المحادثات حول هذا الامر ستطول أكثرquot;.

وتابع كريم ان quot;الاكراد سيكونون طرفًا رئيسًا في الحكومة وسيكون لهم دور فعال، فهم يريدون الحصول على منصب رئيس الجمهورية. وهذا احد اهم المسائل التي يبحثونها في هذه الاجتماعات،إضافة الى تشكيل الحكومة مع المالكي او من دونهquot;.