ذكرت تقارير إسرائيلية اليوم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طلب عقد لقاء مصالحة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.
القدس: أعلن مكتب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ان المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل أرجأ جولته إلى المنطقة وسط التوتر الذي تشهده العلاقات بين البلدين الحليفين. هذا في وقت ذكرت صحيفة (يديعوت احرنوت) ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو طلب عقد لقاء مصالحة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. واكدت quot;ان نتانياهو طلب عقد لقاء المصالحة مع بايدن خلال زيارته لواشنطن الاسبوع القادمquot;.
وكانت وسائل اعلام اسرائيلية ذكرت quot;ان نتانياهو قد يؤجل زيارته هذه الى واشنطن تجنبا لحرج قد يقع فيه اذا ما رفض مسؤولو الادارة الأميركية استقباله في البيت الابيضquot;. وجاء هذا ا بعد ان اعلن سفير اسرائيل في الولايات المتحدة مايكل اورين قبل بضعة ايام quot;ان الازمة السياسية الحالية مع الولايات المتحدة هي الاسوأ التي تمر على العلاقات بين الجانبين منذ خمسة وثلاثين عاماquot;.
وانتقدت الادارة الأميركية ووزارة الخارجية اضافة الى بايدن بشدة الاعلان الاسرائيلي الذي صدر الاسبوع الماضي لتوسيع مستوطنة (رامات شلومو) في القدس الشرقية اثناء زيارة بايدن الى اسرائيل.
وذكرت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وجهت قائمة تشمل اربع خطوات على الاقل تتوقع من نتنياهو القيام بها لاعادة الثقة في المحادثات الثنائية يمكن ان تتيح استئناف محادثات السلام.
وتشمل هذه القائمة اجراء تحقيق في العملية التي ادت الى الاعلان عن خطط التوسع في مستوطنة (رامات شلومو) خلال زيارة بايدن الى اسرائيل. ويطالب المسؤولون الأميركيون برد رسمي من اسرائيل حول ما اذا كانت هذا الاعلان مجرد خطأ بيروقراطي ام عملا متعمدا لأسباب سياسية وهو ما دفع نتنياهو ليلة السبت الماضي الى تشكيل لجنة للنظر في هذا الامر.
وطلبت كلينتون نقض قرار لجنة التنظيم والبناء في لواء القدس للمصادقة على بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في (رامات شلومو) الذي سبب الازمة الاخيرة مع واشنطن ونائب الرئيس بايدن. وطلبت أيضا الى نتانياهو quot;القيام بمبادرة ملموسة تجاه الفلسطينيين تسهل استئناف مفاوضات السلام منها اطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين وانسحاب الجيش الاسرائيلي من مناطق اضافية في الضفة الغربية ونقلها للسيطرة الفلسطينية اضافة الى تخفيف الحصار عن غزة وازالة المزيد من الحواجز من الضفة الغربيةquot;.
ودعته الى quot;اصدار تصريح رسمي بأن المحادثات مع الفلسطينيين حتى وان كانت غير مباشرة فانها ستتركز على القضايا المحورية التي تشمل موضوعات الحدود واللاجئين والقدس والترتيبات الامنية والمستوطناتquot;.
في هذه الاثناء، اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الثلاثاء ان الازمة الدبلوماسية الخطيرة بين اسرائيل والولايات المتحدة والناجمة عن سياسة الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية سيتم تجاوزها.
وقال ليبرمان للاذاعة العامة الاسرائيلية ان quot;الامور ستهدأ لانه ليس للولايات المتحدة ولا لاسرائيل مصلحة في التصعيدquot;، مضيفا quot;نتحاور مباشرة عبر مختلف القنوات مع مسؤولين في الادارة الاميركيةquot;.
وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كرولي اعلن الاثنين ان اسرائيل quot;حليف استراتيجي للولايات المتحدة وستبقى كذلكquot;، مؤكدا في الوقت نفسه ان واشنطن quot;تنتظر ردا رسمياquot; من الدولة العبرية حول انتقاداتها لمشاريع البناء الجديدة في القدس الشرقية.
واكد ليبرمان ان quot;الفلسطينيين والعرب، بما في ذلك عرب اسرائيل، يبحثون عن ذرائع لتأجيج العنف، لكننا نسيطر على الوضعquot;.
ومن جانبها، أكدت واشنطن ان التوتر الفعلي الذي يشوب حاليا العلاقات الاميركية-الاسرائيلية لا يهدد التحالف الاستراتيجي الوثيق القائم بين البلدين. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي الاثنين ان اسرائيل quot;حليف استراتيجي وستبقى كذلكquot;. واضاف انه رغم مسالة الاستيطان التي كانت وراء ازمة الثقة بين البلدين، ان quot;التزامنا بامن اسرائيل يبقى قائما ولا يمكن ان يتزعزعquot; وذلك في اشارة خصوصا الى الملف النووي الايراني.
واتت هذه التصريحات بعد سيل الانتقادات التي انهمرت على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المتهم من جانب ادارة اوباما بquot;تقويضquot; الجهود التي تبذلها الاخيرة من اجل اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط. وجاء رد الفعل الاميركي الاقسى على لسان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي اختارت ان تخرج الى العلن عبارات اللوم التي وجهتها الى نتانياهو عبر الهاتف الجمعة.
ويقول ناثان براون الاستاذ في جامعة جورج واشنطن لوكالة فرانس برس ان الخطوة التي اقدمت عليها كلينتون شكلت quot;صدمةquot; لا سيما وانها جاءت quot;بعد يومين تم خلالها السعي لاظهار المشكلة وكأنها حلتquot;. وهذه الادانة الاميركية لاسرائيل غير مسبوقة منذ 1990 لا بل منذ 1975 بحسب المراجع التاريخية، ولكن ما هي تداعياتها؟
الدبلوماسي الاميركي ارون ديفيد ميلر عضو مركز وودرو ويلسون للابحاث يؤكد بعد ان استمزج آراء ستة وزراء خارجية اميركيين سابقين حول الاوضاع في الشرق الاوسط ان الولايات المتحدة واسرائيل quot;خلقتا وضعا سيكون من الصعب جدا فيه خفض حدة التوترquot;.
ويضيف لفرانس برس ان quot;محاولة الاطاحة برئيس الوزراء (نتانياهو) من اجل خلق واقع سياسي جديدquot; في اسرائيل ستكون محاولة quot;ساذجةquot; من جانب الادارة الاميركية نظرا الى الوضع السياسي الراهن في اسرائيل.
وفي عهد الرئيس الاميركي بيل كلينتون (1993-2001) سقطت حكومة بنيامين نتانياهو الاولى بسبب تردي علاقاتها بواشنطن التي تعتبر من دون منازع الحليف الاول لاسرائيل. وحتى داخل الولايات المتحدة ترتدي مسألة العلاقة مع اسرائيل اهمية كبرى ذات تأثيرات على السياسة الداخلية.
وفي هذا الاطار اخذ السناتور سام براونباك والنائبة ايلينا روس-لايتنن، وهما من كبار البرلمانيين الجمهوريين في الكونغرس الاميركي، على الادارة الديموقراطية الاثنين انتقادها اسرائيل. كذلك اعربت quot;لجنة العلاقات العامة الاميركية الاسرائيليةquot; وهي مجموعة ضغط موالية لاسرائيل، عن قلقها مطالبة الادارة بquot;اخذ اجراءات فورية لخفض حدة التوتر مع الدولة العبريةquot;.
بدورها اعربت المجموعة التقدمية quot;جاي ستريتquot; عن quot;قلقهاquot; من الوضع الراهن للعلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، معتبرة في الوقت عينه ان غضب الادارة quot;مفهوم وصحيح في آنquot;.
يقول ارون ميلر انه عندما تحين quot;ساعة الحقيقةquot; والتي باتت قريبة، سيكون على الولايات المتحدة معرفة كيفية الذهاب الى ابعد من الكلام اذا كانت تريد ارغام نتانياهو على quot;تقديم حساباتquot;. ولكن في النهاية سيجد الحليفان ان quot;ليس امامهما خيار آخر غير التوصل الى اتفاقquot; بشأن عملية السلام.
والسبب في هذا بحسب ميلر هو ان quot;الاستيطان على الرغم من سلبيته يخفي خلفه مشكلة اكثر جوهريةquot; في ما يتعلق بعملية السلام نظرا الى الفارق الشاسع بين المواقف الاسرائيلية وتلك الفلسطينية من قضايا الحل النهائي للنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.